
القاهرة – "كونا" : دعا القادة المشاركون في قمة دول جوار السودان أمس الخميس، الى التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني.
وناشد القادة في البيان الختامي الأطراف المتحاربة بالسودان وقف التصعيد، والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
وأكدوا أهمية الحفاظ على "الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى"، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها وهو الأمر الذي سيكون له "تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل"، وشددوا على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع القائم باعتباره "شأنا داخليا" وعدم تدخل أي "أطراف خارجية "في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.
وأعربوا عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان.
واشاروا الى أهمية التعامل مع الأزمة الحالية وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار "أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار".
وأوضحوا أن هذا النزوح سيمثل "ضغطاً إضافيا على موارد دول جوار السودان يتجاوز قدرتها على الاستيعاب" وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسؤوليتهما في تخصيص "مبالغ مناسبة "من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان الذي عقد يونيو الماضي بحضور دول الجوار.
ودان القادة في بيانهم الختامي الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية وناشدوا جميع أطراف المجتمع الدولي بذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية.
واتفقوا على ضرورة تسهيل مرور المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية وتشجيع "العبور الآمن للمساعدات "لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان.
وأوضحوا أنه تم الاتفاق خلال قمة دول جوار السودان على تشكيل "آليه وزارية" بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار تعقد اجتماعها الأول في العاصمة التشادية (ندجامينا).
وأشاروا الى أن هذه الآلية ستعمل على وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل الى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة "في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي".