
القاهرة – «وكالات» : بعد غياب طال لسنوات، عادت سوريا إلى الحضن العربي، وذلك في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة.
فقد أعلنت جامعة الدول العربية في بيان رسمي، الأحد، أنها اتخذت قراراً باستعادة سوريا عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة، اعتبارا من اليوم.
ودعت إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج حول حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بمواصلة الجهود التي تتيح توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين في سوريا.
وطالبت أيضاً بتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام، لمتابعة تنفيذ اتفاق عمان والاستمرار بالحوار المباشر مع دمشق للتوصل لحل شامل للأزمة يعالج جميع تبعاتها.
وبعد الإعلان رسمياً عن عودة سوريا إلى كنف الجامعة العربية، شدد أمين عام الجامعة التي تضم 22 دولة عربية، أحمد أبو الغيط، على أن هذه العودة لا تعني نهاية الأزمة بالتأكيد.
إلا أنه أوضح خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، بعيد انتهاء الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في القاهرة، أمس الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في القمة القادمة إذا رغب، في إشارة إلى تلك التي ستعقد بالسعودية يوم 19 من الشهر الحالي.
إلى ذلك، أكد أنه لا يمكن تسوية القضية السورية في يوم أو شهر، مشدداً على أن التسوية ستأخذ وقتها ورأى أن قرار تطبيع العلاقات مع سوريا خاص بكل دولة.
بدوره، شدد وزير الخارجية المصري على أهمية متابعة الحوار لحل الأزمة التي أضنت البلاد.
كما أكد أن بلاده مهتمة بقضية عودة اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان إلى بلادهم، بالشكل المناسب.
أتى ذلك، بعدما تبنى وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم أمس، قرارا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة، عقب تعليق عضويتها لنحو 12 سنة، مما يدعم المساعي الإقليمية لتطبيع العلاقات مع الأسد.
كما نص القرار على استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في «اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها» سيسري على الفور.
كذلك شدد على «الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاساتها أيضا على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا عبء اللجوء، وخطر الإرهاب وتهريب المخدرات.
يذكر أن الجامعة كانت علقت عضوية سوريا عام 2011 بسبب العنف الذي اندلع خلال الاحتجاجات المناهضة للنظام في حينه بالشوارع، والتي تحولت لاحقا إلى حرب أهلية مدمرة، وسحبت دول عربية كثيرة وقتها مبعوثيها من دمشق.
لكن العديد من الدول العربية توصلت في الآونة الأخيرة إلى توافق في الرأي بشأن إعادة العلاقات مع دمشق، ودعوة الأسد لحضور قمة الجامعة في 19 مايو بالرياض لمتابعة المناقشات حول وتيرة استئناف العلاقات.
وكان جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة قال إن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق للوزراء في مقر الجامعة بالقاهرة، وفق ما نقلت «رويترز».
وكان وزراء خارجية كل من الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا عقدوا اجتماعاً تشاورياً الأسبوع الماضي لبحث سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط السلطات السورية سيطرتها على كامل أراضيها، وحسم مسألة تهريب المخدرات.
أتى ذلك، بعد لقاء آخر عقد في منتصف أبريل لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية، شاركت فيه أيضا مصر والعراق والأردن، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة، واتفق فيه على أهمية وجود دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية.
يذكر أن الجامعة العربية كانت علقت عضوية دمشق في نوفمبر 2011، وفرضوا عقوبات سياسية واقتصادية عليها آنذاك، إثر تفجر العنف في البلاد.
فيما كانت آخر مشاركة عربية للرئيس السوري بشار الأسد ضمن الجامعة خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010.