
على الرغم من أن الأمطار التي شهدتها البلاد، خلال اليومين الماضيين، لم تكن بحجم التكهنات التي سبقتها، ومرت الأمور بخير وسلام، فإن أهم ما كشفت عنه هو أن هذه المرة بالذات تميزت باستنفار كبير، من كل أجهزة الدولة المعنية، واستعدادات كاملة ومتميزة، لمواجهة أي تداعيات، بما يؤكد نجاح الحكومة الجديدة في مواجهة أول اختبار لها.
في هذا الإطار توقعت إدارة الأرصاد الجوية أن تتأثر البلاد اعتبارا من ظهر أمس الخميس بامتداد مرتفع جوي مع كتلة هوائية باردة وجافة، ما يؤدي لانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ويسود في عطلة نهاية الأسبوع طقس دافئ نهارا ومائل للبرودة ليلا، بعد أن انتهى أمس تأثر البلاد بامتداد منخفض جوي سبب ارتفاعا نسبيا في درجات الحرارة مع أمطار متفرقة رعدية أحيانا.
وقال مراقب التنبؤات الجوية بالإدارة عبد العزيز القراوي لـ «كونا» إن الطقس نهار اليوم الجمعة يكون دافئا، والرياح متقلبة الاتجاه إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة.
وبين أن الطقس ليلا يكون مائلا للبرودة والرياح شمالية غربية إلى متقلبة الاتجاه خفيفة إلى معتدلة السرعة ما بين 8 و32 كيلومترا في الساعة، وتظهر بعض السحب المتفرقة ودرجة الحرارة الصغرى المتوقعة ما بين 15 و19 درجة مئوية ويكون البحر خفيفا إلى معتدل الموج ما بين 1 و4 أقدام.
من جهته تفقد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي يرافقه وكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا أول أمس الأربعاء، مركز عمليات إدارة الأزمات بالوزارة للاطلاع على سير العمل في المرافق الصحية والاستعدادات المصاحبة للحالة المطرية وتقلبات الطقس التي تشهدها البلاد.
واستمع الوزير إلى شرح مفصل فيما يخص التدابير المتخذة وسير العمل في أقسام الحوادث وأوجه التنسيق مع فرق الطوارئ الطبية وخطة انتشارها، ومستوى الجهوزية والتكامل والتنسيق بين قطاعات الوزارة ومختلف الجهات المعنية في الدولة.
في الإطار ذاته اعلن الجيش أول أمس الاربعاء ان قوة الواجب «غيث» كانت موضوعة في حالة تأهب واستعداد تام، للمشاركة بتقديم جهود الدعم والاسناد وتقديم كافة الخدمات اللوجستية والإنسانية للتعامل مع الحالة المطرية في البلاد.
وقالت وزارة الدفاع في بيان صحفي ان ذلك تم بالتنسيق مع وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الاطفاء العام ووزارة الأشغال، للمحافظة على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة جراء الأمطار الغزيرة والأحوال الجوية التي تشهدها البلاد.
من ناحيته شدد وكيل وزارة الداخلية الفريق انور البرجس، على أهمية مواصلة العمل بروح الفريق الواحد، بين جميع الجهات المختصة التابعة لوزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى، والتعامل الفوري والسريع مع تجمعات المياه، حفاظا على مرتادي الطريق وضمان امن وسلامة الجميع.
وأكد الفريق البرجس خلال زيارة قام بها لمركز عمليات الازمات والكوارث، للاطمئنان على جهوزية رجال الأمن، والإجراءات المتبعة للتعامل مع الأمطار، ضرورة تسهيل الحركة المرورية وتقديم المساعدات المرورية والأمنية والإنسانية على مدار الساعة.
من جهة أخرى أكد مدير ادارة التوعية المرورية بالادارة العامة للمرور العقيد نواف الحيان، ان جميع الطرق تشهد انسيابية عالية وطبيعية في الحركة المرورية، وسط الحالة المطرية التي شهدتها البلاد أمس الأول الاربعاء.
وقال العقيد الحيان ان التقاطعات المرورية لم تشهد اي تعطل، موضحا ان هناك انتشارا لدوريات المرور والعمليات، سواء النجدة او المرور تم توزيعها في الاماكن المتوقع ان تشهد كثافة عالية، سواء من المركبات او تجمع للمياه.
بدورها وجهت وزيرة الأشغال العامة الدكتورة أماني بوقماز، جميع القطاعات المعنية في الوزارة بضرورة التواجد الميداني وتفعيل خطة الطوارئ لمتابعة الحالة المطرية التي تشهدها البلاد.
وقالت الوزارة في بيان لـ «كونا»، إن الوزيرة بوقماز تتواجد بشكل متواصل في غرفة العمليات بقطاع شؤون هندسة الصيانة لمتابعة الحالة المطرية والاطلاع على آخر الاستعدادات بشأن التعامل معها.
وأشار البيان الى أن الوزيرة وجهت بالتنسيق مع الجهات المعنية «وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزارة النفط وقوة الاطفاء العام والحرس الوطني والإدارة العامة للطيران المدني».
على صعيد متصل اكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الاشغال الوكيل المساعد للتخطيط والتنمية المهندس احمد الصالح، تعامل الوزارة مع تداعيات الامطار التي تشهدها البلاد، مبينا انه تم توزيع 100 مضخة على بعض المواقع الحرجة الى جانب السيطرة على أغلب الأنفاق وانه لا توجد أي إغلاقات.
وقال الصالح ان هناك ثلاثة طرق تم اغلاقها احترازيا بسبب كثافة الامطار في المنطقة الشمالية، ومنها طريق في منطقة القصر وآخر في النعيم وآخر في الجهراء.
واشار الى جهود الهيئة العامة للطرق والنقل البري في التعامل مع طريق الفحيحيل وطريق الدائري السابع مشيدا بجهود بقية جهات الدولة في التعامل مع ما تشهده البلاد.
بدورها تعاملت فرق الإطفاء مع حوادث سقوط عدد من المظلات والخيام و الأشجار في مناطق مختلفة من البلاد إثر تقلبات الطقس، من دون تسجيل أي إصابات.