
«وكالات» : أعلن الجيش الاسرائيلي - أمس الخميس- اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان، وذلك بعد اقتحامات قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين، وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية في المنطقة.
وتحدث جيش الاحتلال في بيان أولي عن إطلاق صاروخ واحد تم اعتراضه بنجاح، لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت لاحقا أنه سجلت 30 عملية إطلاق على الأقل من الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن القبة الحديدية اعترضت 15 من الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل.
كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق ما بين 25 و30 صاروخا من جنوب لبنان، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أحد الصواريخ سقط في شارع رئيسي وسط بلدة شلومي في منطقة الجليل، وتسبب بأضرار.
أضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد حرائق اندلعت إثر سقوط الصواريخ شمالي إسرائيل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر أمنية أن فصائل فلسطينية هي مسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل، وليس حزب الله اللبناني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان من طرازي «كاتيوشا» و»غراد»، وذكرت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف الصاروخي، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يجري إخلاء الشواطئ في منطقة مدينة نهاريا.
وقال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار تدوي بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.
ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصدر أمني لبناني أنه تم إطلاق نحو 30 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأضاف المصدر أنه لم يسجل أي قصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وأوضح مراسلون من بيروت، أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام اللبنانية من قصف إسرائيلية لمناطق لبنانية غير صحيح، وفق مصادر أمنية لبنانية.
أضافوا أن ما سقط في الأراضي اللبنانية عقب القصف الصاروخي للشمال الإسرائيلي يرجع لسببين، أولهما أن بعض الصواريخ لم تتجاوز حدود لبنان وسقط داخل أراضيها، فضلا عن اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لبعض الصواريخ فسقطت بعض شظاياها داخل لبنان.
من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو سيرأس اجتماعا أمنيا عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان، وقال مراسل الجزيرة إن نتنياهو دعا لانعقاد المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن إسرائيل «تواجه صواريخ من الجنوب والشمال وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا»، وقال مصدر عسكري إسرائيلي إنه لم يجر الرد على مصدر إطلاق النار بعد.
وقالت قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان «يونيفيل» إن الوضع الحالي في جنوب لبنان خطير، وحدثت الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب التصعيد، وأشار اليونيفيل في بيان لها إلى أن قائد قوات اليونيفيل على اتصال مع الجانبين على طرفي الحدود.
في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان المناطق الحدودية مع لبنان الدخول إلى الملاجئ، كما قرر رئيس بلدية نهاريا شمالي إسرائيل فتح الملاجئ العامة.
ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزهين إلى عدم الوصول إلى منطقة الشمال في ظل استمرار سقوط الصواريخ.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية أعلنت إغلاق المجال الجوي في وجه الطيران المدني من حيفا حتى الحدود مع لبنان.
ويأتي القصف الصاورخي على الشمال الإسرائيلي في وقت يتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينة المحتلة، حيث اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين داخله.
ودعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس الأربعاء ويستمر أسبوعا، وتسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في القدس ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.