
واصلت الكويت أمس تحركاتها على جميع المستويات الرسمية والشعبية، للتضامن مع الشعبين السوري والتركي، لتقديم الإغاثة العاجلة والفورية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب البلدين أمس الأول الإثنين.
في هذا الإطار، وبتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، أجرى سمو ولي العهد اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، نقل خلاله تحيات صاحب السمو الأمير، وتحياته وخالص تعازي ومواساة دولة الكويت حكومة وشعبا، إليه وإلى الشعب التركي الصديق مؤكدا له تضامن دولة الكويت مع بلاده، لتجاوز المحنة التي تعرضت لها جراء الزلزال المدمر الذي خلف آلاف الضحايا والمفقودين والمصابين، ونقل التوجيهات السامية بتوفير المساعدات الفورية للبلد الصديق، وإنشاء جسر جوي باسم دولة الكويت، يضم آليات ومعدات وكوادر بشرية متخصصة ،وطواقم طبية وإغاثية للمشاركة في البحث والإنقاذ وتقديم كافة المساعدات الازمة للمتضررين من آثار الزلزال.
كما أكد سموه على توجيهات صاحب السمو إلى مجلس الوزراء، بإطلاق وتنظيم حملة تبرعات عاجلة، لإغاثة المتضررين من الزلزال وتخفيف معاناتهم وذلك بمساهمة الجمعيات واللجان الخيرية وجمعيات النفع العام الكويتية ومؤسسات الدولة المدنية، متمنيا سموه أن يتجاوز البلد الصديق هذه المحنة، من خلال قيادته الحكيمة، داعين الله تعالى أن يرحم الضحايا، ويكتب عمرا للمفقودين، ويمن بعاجل الشفاء على المصابين.
وقد أعرب الرئيس اردوغان عن بالغ شكره لصاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، على هذه المشاعر الأخوية الصادقة، مثمنا لسموهما هذه البادرة الأخوية الطيبة، ومتمنيا لسموهما موفور الصحة ودوام العافية، وللشعب الكويتي الشقيق كل رفعة وازدهار.
من جهة أخرى أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، أن طائرتين تابعتين للقوة الجوية الكويتية أقلعتا متوجهتين إلى تركيا، في أولى طلائع الجسر الجوي الذي خصص لنقل الاحتياجات والمساعدات الطبية الطارئة والمواد الإغاثية لضحايا الزلزال، وذلك تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وقالت «رئاسة الأركان» في بيان صحفي أمس، إن إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات والطواقم الطبية والفنية للمتضررين بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب الجمهورية التركية - وتشكل هاتان الطائرتان أولى طلائعه يأتي تجسيدا لروح الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
وأوضحت أن هذه الرحلات تأتي بالتعاون والتنسيق بين الجيش الكويتي ووزارتي الخارجية والصحة وقوة الإطفاء العام وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، مشيرة إلى أن الطائرتين تحملان على متنهما فريقا متخصصا من قوة الإطفاء العام بكامل تجهيزاته، كما تم شحن 8 أطنان من الاحتياجات الطارئة والمواد الإغاثية موزعة على الطائرتين.
يذكر أنه كان في وداع رحلات الإغاثة المغادرة كل من السفيرة التركية لدى دولة الكويت طوبى سونمز ورئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد المكراد وعدد من كبار ضباط القادة بالقوة الجوية.
وتولت وزارة الخارجية التنسيق لتفعيل الجسر الجوي فيما تولى الجيش الكويتي مسؤولية نقل الكوادر والآليات والمعدات جوا.
وتشارك قوة الإطفاء العام بالتعامل مع آثار الزلزال والمساهمة في عمليات البحث والانقاذ عن الضحايا والمصابين والمنكوبين عبر فرقة مزودة بالآليات والمعدات والكوادر البشرية المتخصصة إلى جانب تقديم المساعدات اللازمة بمشاركة فريق البحث والانقاذ الكويتي.
كما ستشارك وزارة الصحة و جمعية الهلال الأحمر الكويتي في تقديم الدعم الطبي والدوائي والرعاية الصحية العاجلة اللازمة.
من ناحيتها أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية وزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفل مي البغلي، أنه في اطار توجيهات القيادة العليا بضرورة تقديم مساعدات إغاثية عاجلة لمتضرري الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بدأت وزارة الشؤون ممثلة في إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية، بغية إطلاق مشروعاتها الإغاثية لتعزيز العمل الانساني.
وقالت البغلي لـ «كونا» إن الوزارة ستشرف على هذه المشروعات الإغاثية وفقا لما هو معتاد في هذه الحالات من خلال قيام من يرغب من الجمعيات، بإطلاق دعوة لجمع التبرعات عبر التقدم للوزارة بكتاب رسمي مستقل بطلب لعمل الإغاثة مثل أي مشروع آخر يحدد فيه الجمعية المعتمدة في منظومة وزارة الخارجية.
وأشارت اإلى أن الجمعيات والهيئات الخيرية بدأت بالفعل بتقديم الكتب المطلوبة لحملات جمع التبرعات عن طريق منظومة إدارة الجمعيات الخيرية «اونلاين» والتي ستخضع للضوابط المعمول بها في وزارة الشؤون وقوانين العمل الخيري حيث يحظر على الجمعيات الخيرية جمع التبرعات النقدية بكافة أشكالها.
وشددت على ضرورة الالتزام بجمعها باستخدام الوسائل المرخصة المنصوص عليها بلائحة تنظيم جمع التبرعات الصادرة بالقرار الوزاري «28/أ» لسنة 2016 وهي الـ»كي.نت» والـ»أون.لاين» والاستقطاعات البنكية والتطبيقات الإلكترونية بالهواتف الذكية وأجهزة الجمع الإلكتروني والرسائل النصية التابعة لشركات الاتصال.
من ناحيتها أعلنت جمعية الهلال الأحمر أمس الثلاثاء، ارسالها مساعدات انسانية اغاثية عاجلة تقدر بثمانية أطنان مع أول طائرتين للجسر الاغاثي الكويتي إلى تركيا.
وأوضحت الأمين العام للجمعية مها البرجس أن هذه المساعدات الاغاثية هي باكورة المساعدات والتي تأتي انطلاقا من التوجيهات السامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد لمساندة المتضررين في تركيا وسوريا.
وأكدت البرجس وقوف دولة الكويت قيادة وشعبا مع أهالي الضحايا في مصابهم الجلل داعية الافراد وكل الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقطاع الخاص الى التبرع وتقديم المساعدات لتخفيف آثار الزلزال المدمر.