
«وكالات» : كشفت مسؤولة بالأمم المتحدة أمس، عن تعليق عملية نقل المساعدات العاجلة التي تقدمها المنظمة إلى شمال سورية، عبر تركيا، «بشكل مؤقت».
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الأممية لعمليات تنسيق المساعدات الإنسانية ماديفي صن سون، في تصريحات صحافية، إن التعليق المؤقت لعملية نقل المساعدات إلى الشمال السوري، «جاء على خلفية الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال في البنية التحتية والطرق»، حسبما نقل موقع «ياهو» الأميركي.
أضافت أن المنظمة «لا تعرف تحديدا» موعد استئناف عملية نقل المساعدات إلى شمال سورية.
وأوضحت الأمم المتحدة أمس، أن المعبر الإلزامي المستخدم لإيصال المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سورية، تضرر جراء الزلزال.
وصرح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لاركي، في مؤتمر صحافي في جنيف، بأن «العملية عبر الحدود نفسها تأثرت».
ويضاعف الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، الإثنين، التحدي الذي تواجهه المنظمات الإنسانية لمساعدة الشعب السوري، خصوصا في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غربي البلاد.
وتشهد سورية حربا أهلية منذ 2011.
وينقل القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غربي البلاد من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار مجلس الأمن الدولي.
وأوضح لاركي أن الزلزال دمر طرقات في تركيا، وأثر على موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين وشركائهم وسائقي الشاحنات الذين ينقلون المساعدات.
وقال : «يبحثون عن عائلاتهم تحت الأنقاض. لذلك تأثرنا نحن أيضا كما هو حال الجميع»، و»كان لذلك أثر مباشر على العملية عبر الحدود».
وأكد أنه «سنستخدم كل السبل المتاحة للوصول إلى السكان، ويشمل ذلك العملية عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة من داخل سورية».
وأوضح أن «صندوق المساعدات الإنسانية العابر للحدود الذي يعد الأداة الرئيسية لتقديم المساعدات في شمال غربي سورية فارغ حاليا»، ودعا إلى تجديده بشكل عاجل.
وشددت الأمم المتحدة مرارا في السنوات الأخيرة على أن نقل المساعدات عبر خطوط الجبهة - الذي يسلتزم موافقة دمشق - غير كاف لتلبية حاجات السكان في شمال غربي سورية.
وقال لاركي: «على الواجب الإنساني لإنقاذ الأرواح بشتى الطرق والقنوات المتاحة أن يطغى الآن»، وتابع «من الضروري أن يرى الجميع هذا الوضع على ما هو عليه، أزمة إنسانية تكون فيها حياة الأفراد على المحك. أرجوكم لا تسيسوا الأمر».
إلى ذلك عملت فرق الإنقاذ في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء على انتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني في جنوب تركيا، حيث ارتفع عدد القتلى في البلاد جراء الزلزال المدمر إلى 3549.
وهز الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين فأسقط مجمعات سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف المصابين أو المشردين. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) في أحدث بيان لها إن نحو ثمانية آلاف شخص أُنقذوا من 4758 مبنى مدمرا في الهزات الأرضية في اليوم السابق. وأضافت الإدارة أن عدد قتلى الزلزال وصل إلى 3549 والجرحى إلى 22168. وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالا آخر قوته 5.6 درجة ضرب وسط تركيا اليوم الثلاثاء.
وفي سوريا، قُتل ما لا يقل عن 1620 وأصيب نحو 3500، وفقا لأرقام حكومة دمشق ورجال الإنقاذ في المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة. وتفاقمت آثار الزلزال في سوريا بسبب الدمار الذي لحق بها جراء الحرب الأهلية.
وأعاق طقس الشتاء القارس جهود البحث عن ناجين طوال الليل. وسُمع صوت امرأة تطلب المساعدة تحت كومة من الأنقاض في محافظة هاتاي الجنوبية. وقال أحد السكان عرف نفسه باسم دينيز واليأس يسيطر عليه «إنهم يصدرون أصواتا لكن يأتي (من تحت الأنقاض.. لقد دُمرنا... يا إلهي ... إنهم ينادون. يقولون «أنقذونا»، لكن لا يمكننا إنقاذهم. كيف سننقذهم؟ لا يوجد أحد (من رجال الإنقاذ) منذ الصباح».
وانخفضت درجات الحرارة بالقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما أدى إلى تردي الأوضاع بالنسبة للمحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وفي قهرمان مرعش، شمال هاتاي، تجمعت عائلات بأكملها حول النيران التماسا للدفء. وقال نيسيت جولر الذي كان يتجمع حول النار مع أطفاله الأربعة «تمكنا بالكاد من الخروج من المنزل.. نحن في وضع كارثي. فالجوع والعطش يعصفان بنا».