فيما يشبه السيناريو الذي يحدث مع الحكومات في العديد من الدول عريقة الديمقراطية، والتي يتحتم فيها أن تنال الحكومة ثقة البرلمان قبل أن تبدأ عملها، تواجه حكومة سمو الشيخ أحمد النواف الثانية، والتي صدر بها مرسوم بتشكيلها أمس الأول، مأزقا مماثلا، بعد إعلان الوزير المحلل عمار العجمي الاعتذار عن المشاركة فيها، اعتراضا منه على توزير بعض الأسماء، والذي تلاه «تسونامي» اعتراضات نيابية مشابهة.
في غضون ذلك ترددت أنباء عن قيام الوزراء بوضع استقالاتهم، تحت تصرف رئيس مجلس الوزراء، على خلفية الرفض النيابي للتشكيل الحكومي، وحذف بعضهم مسمى «وزير» من حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
على الصعيد النيابي أعلن أكثر من 40 نائبا رفضهم للحكومة الجديدة، مطالبين رئيسها بإعاذة النظر فيها، واستبعاد الوزراء «غير المرغوب فيهم» نيابيا وشعبيا.
ولفت النائب أحمد السعدون إلى أن الشعب الكويتي تفاعل إيجابياً مع الخطاب التاريخي لحضرة صاحب السمو الأمير وتنادى لتصحيح المسار السياسي فأحسن الاختيار «بالانتخاب»، أما اختيار سمو رئيس الوزراء «بالتعيين» لبعض وزرائه الذين سكتوا عن انتهاك الدستور في موضوع المزمع، فقد جاء خلافاً لاختيار الشعب، وهو ما يستدعي التصحيح.
من جهته شدد النائب شعيب المويزري، على ضرورة اختيار وزراء أكفاء لا توجد عليهم أي شبهات أو غير محسوبين على طرف ما.
وغرّد المويزري عبر حسابه في «تويتر» قائلاً إن «تدارك وعلاج الخطأ واحترام الإراده الشعبية سيكون محل تقدير عند الجميع، والمرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تعاون جاد وصادق لاستقرار الوطن وتنميته، ورفع المعاناة عن الشعب، وإعطاءه كافة حقوقه، ولتحقيق ذلك؛ يجب اختيار وزراء أكفاء ليست عليهم أي شبهات، وغير محسوبين على أي طرف».
بدوره دعا النائب د.عبدالكريم الكندري، سمو الشيخ أحمد النواف رئيس مجلس الوزراء، إلى الاستفادة من المدة الدستورية الممتدة حتى يوم الثلاثاء المقبل، موعد عقد الجلسة الافتتاحية للبرلمان في فصله التشريعي الـ17، وذلك لتوسيع دائرة المشاروات للتشكيل الحكومي الجديد.
وقال الكندري في تغريدة عبر حسابه في موقع «تويتر» : إنه «لا يوجد مبرر لهذه العجلة بتشكيل الحكومة، وهذه الفوضى في تسريب الأسماء، وأنصح سمو رئيس الوزراء بالاستفادة بالمدة الدستورية حتى عقد جلسة الثلاثاء، وأن يوسع دائرة المشاورات لتمتد للكتل البرلمانية وجمعيات النفع العام، وأن يباشر التشكيل بنفسه لا عن طريق وسطاء».
كما أكد النائب خالد المونس أن الشعب ينتظر الفريق الحكومي برئاسة سمو الشيخ أحمد النواف، داعياً إلى اختيار الكفاءات.
وقال المونس عبر حسابه في «تويتر» إن «الرجوع إلى الحق فضيلة، والعودة للمطالب الشعبية قوة، والحرص على تحقيق التعاون حكمة».
أضاف : «سمو رئيس الوزراء.. الشعب ينتظر فريقك الحكومي، فاحرص على الكفاءات والسيرة الذاتية لهم، وفقك الله وسدد خطاك».
من جانبها قالت النائب عالية فيصل الخالد تعليقاً على التشكيل الحكومي الجديد، إن «على الحكومة إعادة النظر في تشكيلها قبل جلسة القسم إنطلاقاً من دستورنا الذي يمثل نهجنا ومنهجنا ومرتكزنا ولا نقبل المساس به».
أضافت الخالد «كما أتمنى من أخواني الأعضاء التحلي بالحكمة وتقديم التعاون، حيث أن الشعب الكويتي يتطلع إلينا وينتظر منا الكثير لمعالجة مشاكله».
وكذا قال النائب الصيفي مبارك الصيفي إن التشكيل الحكومي الجديد لا يعكس تطلعات الشعب ونتائج الانتخابات، مؤكداً بأنه لا ينسجم مع النطق السامي.
أضاف الصيفي بأن «سمو الرئيس لم يستفد من تجارب الحكومات السابقة وسيعيدنا للمربع الأول، عليك تصحيح الوضع قبل جلسة الافتتاح».
أما النائب حامد البذالي فقد قال تعليقاً على التشكيل الوزاري الجديد بأن الوطن بحاجة لتشكيل حكومي يحقق رغبات الشعب ويصحح المسار بنهج جديد وخطة حكومية واضحة حتى تنطلق عجلة التطوير.
أضاف البذالي أن التجربة أثبتت عدم فاعلية التشكيلات الحكومية السابقة، متطلعاً من سمو رئيس مجلس الوزراء اختيار وزراء من ذوي الكفاءة والتخصص لتحقيق ازدهار الكويت واستقرارها.
من جهته قال النائب د. محمد حسين المهّان تعليقاً على التشكيل الحكومي الجديد بإن الشعب أحسن الاختيار ورد التحية للقيادة وترجم خطاب صاحب السمو في الانتخابات التي جرت في 29 سبتمبر الماضي.
أضاف المهان «على رئيس الوزراء رد التحية للشعب باختيار وزراء يلبون الطموح، والوقت لم ينتهي بعد يا سمو الرئيس».
وأكد النائب حمد العبيد، ضرورة إعادة تشكيل الحكومة لتجنب أي نزاعات مستقبلية بين السلطتين «التنفيذية» و «التشريعية».
ودعا النائب د.عادل الدمخي، سمو الشيخ أحمد النواف، رئيس مجلس الوزراء، إلى اختيار أعضاء للحكومة من رجال الدولة ممن يحملوا الإصلاح الحقيقي والقدرة على مواجهة الفساد.
وقال الدمخي في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «لا تحسبوه شرا لكم.. سمو رئيس الوزراء، اعتذار الوزير المحلل عمار العجمي واعتراض أكثر من 40 نائباً على التشكيل الحكومي قبل القسم أفضل من مواجهتهم داخل المجلس».
أضاف مخاطباً سمو رئيس الوزراء : «اختر من رجال الدولة، من يحمل إصلاح حقيقي وقادر على مواجهة الفساد.. لا تعيد من وافق على «المزمع» ومن عليه شبهات.. نريدها «تعاون لا خلاف».
من ناحيته دعا النائب خالد الطمار، سمو الشيخ أحمد النواف، رئيس مجلس الوزراء، إلى اختيار أعضاء الفريق الحكومي، من القادرين على تحقيق تطلعات الشعب.
وقال الطمار في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «ما زالت الفرصة أمامك ياسمو رئيس الوزراء.. عليك اليوم رد التحية للشعب الكويتي، وترجمة الخطاب السامي باختيارك للوزراء والفريق الحكومي القادر على تحقيق تطلعات الشعب، واضعاً مصلحة الكويت فوق الجميع».
