
فازت الكاتبة الفرنسية آني إرنوأمس الخميس بجائزة نوبل في الأدب لعام 2022. وتمنح الجائزةَ الأكاديميةُ السويدية، وتبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية «قرابة 915 ألف دولار».
وعللت لجنة نوبل اختيارها إرنو، البالغة 82 عاما والمعروفة بمؤلفاتها ذات الأسلوب السهل الممتنع، بما أظهرته من «شجاعة وبراعة» في «اكتشاف الجذور والبُعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية» .
وفي مقابلة على التلفزيون السويدي بعد الإعلان مباشرة وصفت إرنو الفوز بأنه «شرف عظيم جدا» و»مسؤولية كبيرة» وفي الوقت نفسه «مسؤولية كبيرة» أُعطيت لها من أجل مواصلة الشهادة «لشكل من أشكال الإنصاف والعدالة في ما يتعلق بالعالم».
وأثار أسلوب إرنو السهل والواقعي والخالي من أي مبالغات إنشائية الكثير من الاهتمام والتحليل، وابتعدت عن الرواية لتعمل على أسلوب جديدة لقصص النسب وعلى ابتكار «السيرة الذاتية الموضوعية».
وتعرّف أستاذة الأدب في جامعة سيرجي بونتواز عن نفسها بالقول إنها «مجرّد امرأة تكتب»، ومن خلال أعمالها المستوحاة بصورة أساسية من حياتها، كوّنت صورة دقيقة لمشاعر المرأة التي تطورت مع اضطرابات المجتمع الفرنسي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ولإرنو أكثر من 20 كتابا، وكثير منها نصوص مدرسية في فرنسا لعقود من الزمن، وفي شرح اختيارها للجائزة، قالت الأكاديمية إنّ إرنو «تدرس باستمرار ومن زوايا مختلفة حياة تتميز بتباينات قوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة».
وباتت إرنو المرأة الـ17 التي تحصل على الجائزة المرموقة، من أصل ما مجموعه 119 فائزا بفئة الآداب منذ منح جائزة نوبل الأولى عام 1901. كذلك أصبحت الفائز الفرنسي الـ16 في تاريح نوبل، بعد 8 سنوات من حصول باتريك موديانو عليها.
وأضحت إرنو أيضا أول امرأة فرنسية تنال جائزة نوبل للآداب، بعدما كان جميع مواطنيها الذين سبقوها إلى تحقيق ذلك من الرجال، ومنهم أناتول فرانس وألبير كامو وجان بول سارتر الذي امتنع عن تسلّمها.
وولدت الأديبة والأكاديمية الفرنسية آني إرنو في الأول من سبتمبر 1940، وتقترب أعمالها الأدبية - ومعظمها سيرتها الذاتية- من مجالات علم الاجتماع.
بدأت آني إرنو مسيرتها الأدبية في عام 1974 برواية «خزائن فارغة» «Les Armoires vides»، وهي رواية عن سيرتها الذاتية. وقالت الأكاديمية عن هذا الكتاب -الذي تُرجم إلى الإنجليزية- «إنه أكثر مشاريعها طموحا، والذي أكسبها شهرة دولية ومجموعة كبيرة من المتابعين وتلاميذ الأدب».
وفي عام 1984، فازت بجائزة «رينودو» «Renaudot» عن عمل آخر من أعمالها في السيرة الذاتية «المكان» «La Place»، وهو سرد لسيرتها الذاتية، ويركز على علاقتها مع والدها وتجاربها التي نشأت في بلدة صغيرة في فرنسا، وعملية انتقالها اللاحقة إلى مرحلة البلوغ وبعيدا عن موطن والديها الأصلي.
وفي وقت مبكر جدا من حياتها المهنية، ابتعدت عن الخيال للتركيز على سيرتها الذاتية. ويجمع عملها بين التجارب التاريخية والفردية.
وترسم الكاتبةُ التقدمَ الاجتماعي لوالديها في عمليها «المكان» و»العار»، وسنوات مراهقتها في كتابها «يتحدثون»، وزواجَها في «المرأة المجمدة»، وعلاقتَها العاطفية مع رجل من أوروبا الشرقية في «غواية بسيطة»، وإجهاضَها في كتابها «الحدث»، ومرضَ ألزهايمر في «لم أخرج من ليلتي»، ووفاةَ والدتها في كتاب «امرأة»، وسرطان الثدي في كتابها «استخدام الصورة».
وكتبت إرنو أيضا كتاب «حاد كالسكين» مع الأديب الفرنسي المقيم بالمكسيك فريدريك إيف جانيت، وتمت ترجمة العديد من أعمالها إلى اللغة الإنجليزية.
ويعتبر الكثيرون أن مذكراتها التاريخية لعام 2008 «السنوات» «Les Années» التي لقيت استحسان النقاد الفرنسيين؛ هي أعظم إبداعاتها.
وفي هذا الكتاب، تكتب إرنو عن نفسها بصيغة الغائب (elle، أو «هي» بالفرنسية) للمرة الأولى، حيث تقدم نظرة حية عن المجتمع الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وتروي قصة اجتماعية مؤثرة عن امرأة، والمجتمع الذي عاشت فيه، وترشحت بناء على هذا الكتاب لجائزة البوكر الدولية لعام 2019.