
تواصلت على مدى الساعت الماضية الأصداء الطيبة والمرحبة بالخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، نيابة عن صاحب السمو الأمير نواف الأحمد، وحدد فيه المرتكزات الأساسية نحو إنجاز الإصلاحات السياسية المرتقبة، وتحقيق التطلعات التنموية للشعب الكويتي، وبدا واضحا ما يشبه الإجماع غير المسبوق على أن هذا الخطاب يمثل تأسيسا لعهد إصلاحي جديد.
وكان النواب المعتصمون في مجلس الأمة، قد أعلنوا فض اعتصامهم، مساء أمس الأول الأربعاء، وأصدروا بيانًا أشادوا فيه بالخطاب السامي، معتبرين أنه "رسم بحكمة معالم مستقبل سياسي مشرق".
وقال النواب في بيانهم : «أنصتنا مع عموم الشعب الكويتي الكريم لخطاب سمو الأمير حفظه الله، وسمو ولي عهده حفظه الله، حول الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وقد وضع الخطاب السامي حداً لأي تكهنات، ورسم بحكمة معالم مستقبل سياسي مشرق تتوازن فيه العلاقة بين السلطتين دونما تدخل أو تغوّل إحداهما على الأخرى؛ وفق ما نصت عليه المادة 50 من الدستور».
أضاف : «وتأكيد سموه حفظه الله ورعاه وجوب عدم تدخل الحكومة الجديدة بالانتخابات النيابية؛ وانتخابات رئاسة مجلس الأمة؛ وانتخابات لجان المجلس».
وتابع : «إننا إذ نشكر ونحيي ونثمن هذا الخطاب التاريخي؛ الذي جاء ليؤكد احترام والتزام القيادة السياسية بالدستور وعدم تعطيل أحكامه».
وتوجه النواب بالشكر إلى الشعب الكويتي والقوى السياسية والنواب السابقين، والمواطنين المعتصمين في ساحة الإرادة ودواوين النواب والقوائم والاتحادات والنقابات الطلابية والعمالية وجمعيات النفع العام الكويتية والصحافة الحرة والحسابات الإخبارية، الذين دعموا وواكبوا وساندوا موقف النواب منذ يومه الأول.
وختم النواب بيانهم «لذلك نعلن - نحن نواب مجلس الأمة المعتصمين منذ تاريخ 14 يونيو 2022، فض اعتصامنا الأربعاء 22 يونيو 2022».
وعمت حالة من الفرحة العارمة بين النواب المعتصمين، عقب إعلان سمو ولي العهد حل مجلس الأمة، معتبرين أن القرار يحقق مطالبهم وإرادة الأمة، ومؤكدين أن كلمة سمو ولي العهد أدخلت السرور في كل بيت، وأنها جاءت استجابة من القيادة السياسية لنبض الشارع الكويتي ومطالبه، وهي "استجابة استثنائية أكثر من رائعة وفاقت التوقعات".
وشددوا على أن إعلان عدم التدخل في انتخابات المجلس أو رئاسته، يعد سابقة تاريخية.
وتعليقًا على قرار حل المجلس قال النائب ثامر السويط إن «هذا يوم الأمة، هذا يوم الشعب، هذا يوم الإرادة الشعبية التي حاربها الفاسدون، تحية إلى الشعب الكويتي الحر بكل أطيافه، وتحية إلى النخب السياسية التي انحازت للكويت، والتحية الكبرى للشباب الواعي في وسائل التواصل والدواوين والساحات، وعاشت الكويت حرة أبية ديمقراطية».
فيما قال النائب محمد المطير «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. شكرًا سمو الأمير، وشكرا سمو ولي العهد حفظكما الله ذخرا للكويت وأهلها».
أضاف : «شكرا للشعب الكويتي الوفي، أثبتم أصالة المعدن وكبير حبكم للكويت واخلاصكم لها ولقيادتها، وسرعة استجابتكم لإنقاذها، ومواجهة كل فاسد يتربص بها ليستبيح مقدرتها».
من جانبه، قال النائب حمدان العازمي «نشكر سمو الأمير وسمو ولي العهد على الاستجابة للشعب وحل المجلس والدعوة لانتخابات جديدة، فالشعب مصدر السلطات، كما نشكر سمو ولي العهد على كلمته التي أكد خلالها عدم التدخل في انتخابات رئاسة المجلس القادم».
بدوره قال النائب مبارك الحجرف : «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا.. نبارك للشعب الحر الأبي هذا الانتصار التاريخي بحل المجلس، والعبرة في كل هذا أن الكلمة للشعب مصدر السلطات جميعًا، وكل الشكر لسمو الأمير وسمو ولي العهد الأمين على هذا تلبية النداء الشعبي».
النائب بد الملا اعتبر أن «المكسب الحقيقي هو الحفاظ على الدستور وعدم تعطيله واستقلالية الشعب في اختيار ممثليه ورئيسه وعضوية لجانه والحفاظ على الوحدة الوطنية».
كما قال النائب محمد الحويلة إن خطاب سمو ولي العهد جاء محملا بمضامين ورسائل أكدت على التمسك بالدستور واحترام إرادة الأمة.
أما النائب الصيفي مبارك الصيفي فقال «تنفس الشعب الصعداء لعنوان المرحلة المقبلة بوعد حل المجلس بالأشهر المقبلة لتصحيح المسار السياسي للدولة».
من جهته، قال النائب حمد المطر إن العودة للأمة هي "العودة الآمنة" والملجأ الصحيح للجميع، فلطالما كانت مصدر للسلطات.
أضاف «تأكيد النظام على تمسكه بالدستور هو تعزيز لثوابتنا الدستورية، وشكراً لصاحب السمو الأمير وشكراً لسمو ولي العهد».
النائب مرزوق الخليفة قال «شكرا من القلب بحجم السماء لحضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد حفظهما الله، خطاب تاريخي ينم عن بعد نظر ورؤية تشخيصية ثاقبة للوضع السياسي الراهن ووضع الحل بالرجوع للامة يدحض جميع اقاويل المرجفين ويؤكد على تلاحم القيادة السياسية والشعب.
في سياق متصل باركت حركة العمل الشعبي «تحقيق الإرادة الوطنية التي رصعت بكلمات عظيمة، سُطرت في خطاب سمو الأمير، والتي كُلف بإلقائها سمو ولي العهد، وحملت في طياتها تجديداً للعهود بين القيادة السياسية والشعب الكويتي الكريم، مثمنين في هذه المباركة ما جاء في الخطاب من تأكيدات والتزامات كانت ولا زالت خير مطمئن للشعب حيث جاء فيها " لن نحيد عن الدستور ولن نقوم بتعديله ولا تنقيحه ولا تعطيله ولا تعليقه ولا حتى المساس به ... فهو شرعية الحكم وضمان بقائه والعهد الوثيق بيننا وبينكم».
وبينت الحركة في بيان أن «خطاب سمو الأمير قد قطع الشك باليقين الدستوري، وأوصد الأبواب أمام المتربصين ودعاة الفتن.
بدوره أثنى التجمع الإسلامي السلفي على "خطاب سمو ولي العهد وما حواه الخطاب من مضامين وركائز دستورية أخصها الحفاظ على الدستور والعمل به وعدم السماح بانتقاصه أو تعليقه أو تنقيحه.
وأشار التجمع إلى أن "بيان سموه أن القيادة السياسية لن تتدخل في انتخابات مجلس الأمة ومخرجاته لدليل على أن مرحلة جديدة ينتهجها سموه بجعل المسؤولية تقع كاملة على أعضاء السلطة التشريعية، كما يضع المسؤولية على اعتاق الناخبين لحسن اختيار ممثليهم".
كما أكدت جمعية الصحافيين الكويتية إيمانها المطلق بمضامين خطاب صاحب السمو أمير البلاد، والذي ألقاه سمو ولي العهد، وثمنت مضامين هذا الخطاب التاريخي الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص القيادة السياسية على الالتزام بالدستور واحترام مواده وسلامة البلد ووحدة جبهته الداخلية.
وقدرت جمعية الصحافيين الكويتية عالياً ما جاء في الخطاب، من التزام بضرورة معالجة الإخفاقات التي واكبت عمل السلطتين، وأدت إلى أزمة سياسية عاشتها البلاد وتسببت في تعطيل كثير من مشاريع التنمية.