
أفاقت الكويت فجر أمس السبت على زلزال بقوة 5، على مقياس “ريختر” بحسب الشبكة الوطنية لرصد الزلازل بـ”معهد الأبحاث”، وشعر به العديد من المواطنين والمقيمين في أنحاء البلاد، فيما استنفر وقوعه الوزارات والجهات الحكومية المعنية، لتأمين سلامة الأرواح والممتلكات، كما استنفر من جهة أخرى الاهتمام النيابي، عبر إعلان رئيس اللجنة البيئية البرلمانية النائب د. حمد المطر، عن اجتماع للجنة يعقد الأسبوع المقبل، مع القطاع النفطي وخبراء من جامعة الكويت ومعهد الأبحاث لمناقشة أسباب وتأثير زلزال الكويت الأخير.
وفي التفاصيل، فقد أعلن مدير برنامج دعم متخذ القرار، والمشرف على الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، الدكتور عبد الله العنزي، أن الشبكة سجلت فجر أمس السبت زلزالا بقوة خمس درجات على مقياس ريختر، جنوب غرب الأحمدي.
وقال العنزي لـ “كونا”، إن هذا الزلزال حدث في تمام الساعة 02ر28ر4 صباحا بتوقيت دولة الكويت، وعلى عمق خمسة كيلومترات بباطن الأرض كما شعر فيه العديد من المواطنين والمقيمين في أنحاء البلاد.
وأرجع أسباب اختلاف قياسات الهزة الأرضية، بين بعض الجهات الحكومية وشبكات رصد الزلازل، إلى أن الإدارة العامة للإطفاء اعتمدت على قياس النظام الآلي لديها، وبتحليله الأولي أعطى تلك القراءة وذلك للقيام بسرعة الاستجابة.
وقال العنزي إن هذا لا يعني أن قياسات الإطفاء غير صحيحة، لافتا إلى أن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل اعتمدت على التحليل اليدوي وهو الأدق، وكانت القراءة المسجلة 5 درجات على مقاس ريختر.
أضاف أن التحاليل الأولية لقياسات الزلازل غير دقيقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى بعد محطات رصد الزلازل في الإمارات، عن مركز الهزة الأرضية في الكويت، وهذا بالطبع يؤثر في رصد قوة الزلزال مقارنة بالشبكة الوطنية في الكويت.
في سياق متصل أكدت وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري، عدم تأثر أي من منشآتهما ومشاريعهما بشكل مباشر بالزلزال الذي شهدته الكويت فجر أمس.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة والهيئة المهندس أحمد الصالح لـ “كونا” أمس، ان الوزارة وهيئة الطرق لم تسجلا اي اضرار في الطرق والجسور.
وأشار الصالح إلى متابعة شبكة الطرق سواء الداخلية من قبل وزارة الاشغال العامة أوالطرق السريعة، من قبل الهيئة العامة للطرق، مؤكدا انهما ستقومان باتخاذ اللازم في حال حدوث اي أضرار.
من جانبها أكدت شركة نفط الكويت عدم تأثر منشآتها الخاصة بتشغيل مرافق إنتاج النفط والغاز نتيجة الزلزال الذي حدث فجر السبت مشيرة إلى أن إنتاج النفط والغاز يسير بشكل طبيعي حاليا.
وقالت الشركة في بيان صحفي إن جميع المنشآت النفطية مزودة بأجهزة استشعار تعمل ذاتيا عند تعرضها لأي هزة أرضية كإجراء وقائي وحسب أنظمة السلامة المعتمدة في الشركة وهذا أدى إلى توقفها عن العمل فترة بسيطة كإجراء احترازي وعادت جميعها للعمل بصورة طبيعية بعد اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية.
بدوره أكد الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت بالوكالة خالد العتيبي أن الشركة حريصة على اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة والحفاظ على الثروة النفطية وهي من الأساسيات المتبعة في نفط الكويت.
وقال في تصريح لتلفزيون الكويت «نؤكد دائماً لأهل الكويت وللقيادة السياسية أن الشركة تسعى دائماً للتأكيد على الحفاظ على مكامن النفط وعدم تأثيرها على دولة الكويت».وأضاف العتيبي أن الشركة لا تقوم بأي حفر سواء أكان استكشافيا أم إنتاجيا للنفط أو الغاز إلا من خلال دراسات علمية مستفيضة بالتعاون مع شركات عالمية.
من جهته قال أستاذ علم الجيولوجيا الدكتور عبدالسميع بهبهاني، تعليقا على الزلزال الذي وقع فجر أمس «إن الزلزال الذي وقع غير متناسق مع الموقع الجيولوجي الطبيعي للكويت»، مرجحا وقوع الزلزال بسبب صناعة بشرية قد تتعلق بالتكسير الهيدروليكي لمكامن النفط أو ضخ مياه في مكامن النفط.
ولفت إلى أن اساسيات المباني الكويتية غير مصممة لزلازال بقوة أكثر من 1.5 درجة، إذ تكون معرضة للانغماس بسبب سيولة التربة.
ونصح بوقف التكسير مدة أسبوعين على الأقل ومراجعة آثار الزلازل، ومن ثم استعمال التقنيات البديلة، مبينا انه في الوقت الذي نحتاج فيه إلى زيادة الإنتاج النفطي نحتاج ايضا الى السلامة.
من جانب آخر أكدت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة عدم تأثر المنشآت التابعة لها بالزلزال الذي وقع فجر أمس، مشيرة إلى وجود تنسيق بين الوزارة ونفط الكويت في شأن وقود محطات انتاج الكهرباء والماء.
وقالت الوزارة في بيان «إن جميع قطاعات الوزارة الفنية من محطات انتاج كهرباء ومياه ومحطات نقل وتوزيع كهرباء وتشغيل وصيانة المياه تعمل بصورة منتظمة ولم تتأثر بالزلزال»، مؤكدة سلامة جميع المنشآت التابعة للوزارة.
كما أعلنت قوة الإطفاء العام الكويتية أن إدارة العمليات المركزية لم تسجل أي أضرار جراء الزلزال الذي وقع في البلاد فجر السبت إنما كانت هناك فقط بلاغات للاستفسار عن مصدره.
ونقل موقع «فولكانو ديسكفري» الألماني المتخصص في علوم الزلازل والبراكين عن مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض أن «زلزالا قوته 4.5 درجة وقع جنوب غرب مدينة الأحمدي على عمق 10 كيلومترات»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، قدر قوة هذا الزلزال بـ 4.4 درجة».
على الصعيد النيابي أعلن رئيس اللجنة البيئية البرلمانية الدكتور حمد المطر،عن اجتماع للجنة يعقد الأسبوع المقبل مع القطاع النفطي وخبراء من جامعة الكويت ومعهد الأبحاث لمناقشة أسباب وتأثير زلزال الكويت الأخير.
وقال المطر إن اللجنة ستناقش العديد من النقاط من بينها هل للقطاع النفطي أنشطة تنشط بؤر الزلازل، وما الاحتياجات والاحتياطات الواجب اتخاذها في حال حدوث أنشطة زلزالية لا سمح الله بالمستقبل، وهل لدينا “كود” بناء.
من جهته طالب النائب أسامة الشاهين الحكومة بتقديم بيان تفصيلي، عن زلزال الكويت الأخير، غير المسبوق بشدته وأثره، داعيا شركة نفط الكويت وأي جهة مختصة بتقديم جدول تفصيلي يتضمن قوة الزلازل ومصدرها وتأثيرها.