
باريس – «وكالات» : تنفست أوروبا – ومعها العالم كله – الصعداء، فور الإعلان عن فوز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مناصريه، بما يعني سقوط منافسته اليمينية المتطرفة، التي كانت هناك مخاوف كبيرة من أن يجر فوزها فرنسا وأوروبا تبعا لها، إلى المزيد من التطرف والعنصرية اللذين شهدت القارة البيضاء تجليات عديدة لهما، خلال السنوات الماضية، لاسيما ضد المهاجرين، وخصوصا أيضا المسلمين واستحق ماكرون تهنئة قادة وزعماء العالم بفوزه، وكات القيادة الكويتيية سباقة في هذا الصدد، حيث بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ببرقية تهنئة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر فيها سموه عن خالص تهانيه بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية، لفترة رئاسية ثانية، متمنيا سموه رعاه الله له كل التوفيق والسداد، وموفور الصحة والعافية، وللعلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
وقد دعا الرئيس ايمانويل ماكرون مناصريه، الى العمل معا «بطموح وتعاطف» لسنوات أفضل مليئة بالابتكار وعهد جديد.
جاء ذلك في خطاب النصر لماكرون، بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والذي ألقاه أمام برج ايفل في حديقة «شامب دي مارس» حيث تجمع مع انصاره للاحتفال.
وقال لمناصريه انه اختار مشروعا إنسانيا طموحا «لاستقلال بلادنا لأوروبا، مشروعا طموحا في قيمها اجتماعيا وبيئيا، مشروعا قائما على العمل والإبداع».
ودعا ماكرون الفرنسيين لمساعدته في بناء هذا المشروع، وحمله «بقوة» في السنوات القادمة، مع مراعاة المعارضة التي تم التعبير عنها واحترام اختلافاتها.
واوضح ان الحرب في أوكرانيا «تذكرنا بأننا نمر بأوقات مأساوية»، مؤكدا انه يتعين على فرنسا إظهار وضوح صوتها وبناء قوتها في جميع المجالات.
وشكر جميع من صوت له باعطائه ثقته لمواصلة قيادة الجمهورية بالاضافة الى الكثير الذين لم يصوتوا له «دعما لافكاره بل لمحاربة وقطع الطريق على حزب اليمين المتطرف».
وطلب من الجميع الاتحاد لمواجهة «الشكوك والانقسامات» التي يعيشها المجتمع الفرنسي، مؤكدا انه لن يترك احدا على الطريق، وذلك لبناء الوحدة في فرنسا والعيش معا بسعادة وامان.
من جهتها اعتبرت مرشحة حزب التجمع الوطني «اليمين المتطرف»، مارين لوبان ان حصولها على 41.8 بالمئة «انتصار مدوٍ»، داعية مناصريها الى دعم مرشحي حزبها في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقالت لوبان لمؤيديها بعد اعلان النتائج : «على الرغم من اتباع الأساليب غير العادلة والوحشية والعنيفة، في الاسبوعين الماضيين ضد الحزب، الا ان الافكار التي نمثلها وصلت إلى آفاق جديدة.. الملايين من مواطنينا اختاروا المنتخب الوطني».
وأعربت عن خوفها من نتيجة الانتخابات الرئاسية، مؤكدة ان السنوات الخمس القادمة «لن تكسر الممارسات الوحشية والازدراء السابق».
كما ابدت استعدادها لخوض المعركة الانتخابية الكبرى وهي الانتخابات التشريعية، مبينة «ان النتيجة التاريخية لهذه الليلة تضع معسكرنا في وضع ممتاز، للحصول على عدد كبير من النواب في يونيو المقبل».
من جهة أخرى دعت منظمة العفو الدولية الرئيس إيمانويل ماكرون لإعادة الأطفال الفرنسيين المئتين المحتجزين في سوريا، ووضع حقوق الإنسان «في قلب أولويات» ولايته الجديدة، في بيان أصدرته مساء الأحد بعيد الإعلان عن فوز ماكرون بولاية ثانية.
وجاء في بيان المنظمة «ندعو إلى إعادة توطين الأطفال الفرنسيين المئتين المحتجزين في سوريا خلافا لكلّ قواعد القانون بلا أيّ تأخير، وهو النهج الذي تنتهجه كثير من الدول الأوروبية».
وتعتمد باريس حاليا سياسة لإعادة التوطين تقوم على دراسة كلّ حالة على حدة، وقد أعادت بالفعل 35 طفلا، أغلبهم يتامى، وتشدّد على ضرورة محاكمة البالغين في مكان وجودهم.
وتعدّ عودة الفرنسيين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية مسألة حسّاسة في بلد ما زال تحت صدمة الاعتداءات الجهادية المنفّذة على أراضيه منذ من 2015.
وصرّحت سيسيل كودريو رئيسة الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية في البيان «لم تكن الولاية الرئاسية الأولى مثالية في مجال حقوق الإنسان، لذا ندعو رئيس الجمهورية الذي أعيد انتخابه… إلى جعل عهده الثاني نموذجيا».
وأشارت المنظمة إلى أنه «في حين بدأ جمع الأدلّة على جرائم دولية مفترضة في أوكرانيا وتسنّى لدول أوروبية عدة محاكمة مجرمي حرب سوريين بالاستناد إلى الولاية القضائية العالمية، ما زال القانون الفرنسي يتضمّن قيودا تقوّض بشدّة قدرات محاكمه».
وقالت إنه حان الوقت «للانعتاق من تشريع ملتبس وإجراء التكييفات اللازمة لإتاحة كل السبل القانونية التي تسمح بمحاكمة مشتبه بارتكابهم جرائم دولية، في فرنسا»، وفق المنظمة غير الحكومية.
وشدّدت «العفو الدولية» - في بيانها- على ضرورة أن تتوقّف فرنسا عن بيع الأسلحة الموجّهة لدول تنتهك حقوق الإنسان، ودعت إلى إرساء «آلية مراقبة برلمانية فعلية» للتدقيق في مبيعات الأسلحة.