تستضيف دولة الكويت اليوم الأحد، أعمال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية المقرر عقده في قصر السلام، لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجهها الدول العربية، والذي يمثل “خلوة عربية” ، طبقا لتسمية المتحدث الرسمي بالجامعة العربية، يتم خلالها عرض أي قضايا أو موضوعات ترغب الدول الأعضاء في عرضها للمناقشة وتبادل الرأي.
يأتي ذلك بعد تسلم دولة الكويت رئاسة المجلس الوزاري من دولة قطر، بصفتها رئيسا للدورة السابقة للمجلس الوزاري، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة العادية الـ 156 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة، في شهر سبتمبر من العام الماضي.
وترأس وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، رئيس الدورة العادية الـ 156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، أعمال الدورة التي انعقدت في القاهرة بالرئاسة الدورية للكويت وتستمر حتى شهر مارس المقبل.
ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي اليوم لرئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الشيخ أحمد الناصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وبدأ أبو الغيط أمس زيارة رسمية إلى الكويت للمشاركة في الاجتماع التشاوري، كما توالى وصول وزراء الخارجية العرب وممثوهم تباعا أمس.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، في تصريح له، ان وزراء الخارجية كانوا قرروا في وقت سابق منذ نحو عام، عقد اجتماع تشاوري بشكل نصف سنوي، تحت رئاسة الدولة التي ترأس الدورة الوزارية لمجلس جامعة الدول العربية، وتم عقد الاجتماع التشاوري الأول لوزراء الخارجية في شهر يونيو الماضي في الدوحة خلال رئاسة دولة قطر لدورة المجلس.
أضاف أن الاجتماع التشاوري هو تشاوري غير رسمي لاتصدر عنه قرارات، بل سيناقش الموضوعات التي ترغب أي دولة في مناقشتها دون التقيد بجدول أعمال، في إطار تعزيز التشاور والتنسيق بين وزراء خارجية الدول العربية حول مختلف الموضوعات.
وأوضح زكي، أن الاجتماع أشبه بالخلوة يحضره وزراء الخارجية وعضو من كل وفد عربي.
وستكون الأضواء مركزة خلال هذا الاجتماع على وزير الخارجية اللبناني، الذي استبق وصوله إلى الكويت أمس، بتأكيده أنه سيحمل إلى الكويت رسالة رد على المبادرة، موضحا أن الرد متفق عليه من السلطة التنفيذية، وأنه تم إعداده من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، وعُلم في بيروت أن الردّ اللبناني على ورقة الـ 12 بنداً التي حملها وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر لبيروت يتضمّن الترحيب بالمبادرة الكويتية واستعداداً للتجاوب مع كل ما هو ممكن الالتزام ب،ه لاسيما الالتزام بـ «اتفاق الطائف» وسياسة النأي بالنفس كما ورد في البيان الوزاري، و«احترام القرارات الدولية وميثاق جامعة الدول العربية».
أضاف أنه لم يتم إطلاع حزب الله على الرد الذي سيسلمه للكويت، مضيفا «أنا ذاهب إلى الكويت للحوار، وحزب الله حزب لبناني ولا يهيمن على سياسة لبنان»، لكنه أكد أن هناك تشاور دائم بين القيادات السياسية ومن ضمنها الحزب.
وقال بو حبيب أن الرد يتضمن أن دول الخليج دول صديقة ونسعى لحل المشاكل معها».
وأكد أن بلاده مطمئنة إلى أنه سيكون هناك تجاوب مع الرد على المبادرة الكويتية، وأنها مهتمة بأن تكون العلاقة مع دول الخليج ممتازة،مستدركاً «سنبدأ حوارا مع الإخوة في الكويت لكن يهمنا استقرار لبنان ووحدة الوطن».
كما زار الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتداولا الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة، في لقاء سبقه أمس خلوة بين دريان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي أكد بعده أن لا مقاطعة سنية للانتخابات.
وأكد عون للمفتي دريان الدور الذي تلعبه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وأهمية المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية، والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه.
وشدد عون على أن “لبنان اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعاضد أبنائه والتفافهم حول دولتهم والمؤسسات الدستورية كافة”، مؤكداً أهمية التعاون بين جميع الأطراف والمكونات للخروج من الأزمة الراهنة، ولافتاً إلى “أننا نقوم بجميع التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها، وأنه لا يجد أي سبب لتأجيلها”.
وتطرق الحديث بين الرئيس اللبناني ومفتي الجمهورية إلى علاقات لبنان بالدول العربية الشقيقة، حيث “كان الرأي متفقاً على ضرورة إقامة أفضل العلاقات وأمتنها، وأن الأولوية تبقى للمحافظة على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد”، وفق ما أكده عون.
بدوره أعرب وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، عن التقدير والاعتزاز بعلاقات بلاده مع دولة الكويت “الضاربة في التاريخ”، وثمن عاليا الدور الكويتي المحوري في المنطقة والعالم، باعتبارها الصوت العربي الحق ومدرسة بالسياسة الرصينة ورأب الصدع وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وقال الجرندي بمناسبة زيارته إلى الكويت، للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، إن التعاون الثنائي بين البلدين كان ومازال قائما، مشيدا بقرار سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، اقامة جسر جوي مستعجل لإمداد تونس بالعديد من المستلزمات الطبية، لمساندتها في مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا.
