
“وكالات” : حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مايك مايلي، من أن الغزو الروسي لأوكرانيا - في حال وقوعه - سيكون “مروعا” وسيؤدي إلى عدد كبير من الضحايا، ووصف الجنرال مايلي حشد 100 ألف جندي روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية بأنه الأكبر منذ الحرب الباردة.
وفي مؤتمر صحفي في البنتاغون أمس الأول الجمعة، حذر مايلي من أن حجم القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، يعني أن الهجوم سيكون له عواقب وخيمة.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة: “إذا تم إطلاق العنان لذلك على أوكرانيا ، فسيكون ذلك أمرا كبيرا للغاية ، وسيؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا”.أضاف أن القتال في مناطق حضرية كثيفة سيكون “مروعا ومخيفا”.
بدوره طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول الغرب بعدم إثارة الذعر وسط استمرار حشد قوات روسية على الحدود مع بلاده. وتحذير الولايات المتحدة من أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون “كارثيا”.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مساء الجمعة في كييف، إن الحديث عن غزو روسي وشيك لبلاده يعرض اقتصاد أوكرانيا للخطر.
ونفت موسكو الجمعة أن تكون لديها خطة لغزو جارتها عندما أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تريد حربا.
وقال الرئيس الأوكراني إنه لا يرى في الحشد الروسي الأخير على حدود بلاده تهديدا أكبر الآن مما كان يمثله حشد القوات الروسية الربيع الماضي.
أضاف: “هناك إشارات، حتى من قادة دول محترمين، إنهم يقولون إن حربا سوف تندلع غدا. وهذا ذعر - فكم سيكلف ذلك دولتنا؟”
وتابع : “زعزعة استقرار الوضع داخل البلاد أكبر تهديد لأوكرانيا”.
لكنه من ناحية أخرى لم يكن يناقض تقارير الاستخبارات الأمريكية : “أستطيع أن أرى 100 ألف جندي”، قال في النهاية. إلا أنه انتقل من التلميح إلى أن روسيا كانت ببساطة تثير الرعب، وتستمتع برؤية توتر كييف، إلى الاعتراف بأن أوكرانيا تستعد لاحتمال نشوب حرب شاملة.
مع ذلك، أشار زيلينسكي إلى أن بلاده عاشت خطر العدوان الروسي لسنوات. وعلى الرغم من الحجم غير المعتاد للانتشار الحالي، بدا مصمما على التقليل من الخطر.
وعندما تعلق الأمر بإجلاء بعض السفارات لبعض الموظفين، أبدى الرئيس الأوكراني انزعاجه بشكل علني: “الدبلوماسيون مثل النقباء”، قال زيلينسكي. يجب أن يكونوا آخر من يغادر سفينة تغرق. وأوكرانيا ليست تيتانيك.
وصبيحة أمس السبت، أعلن مقر رئاسة الوزراء البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيقوم بزيارة إلى دول أوروبا الشرقية في الأيام المقبلة، في إطار جهود دبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن الجمعة نيته إرسال عدد صغير من القوات إلى أوروبا الشرقية في “المدى القريب” لتعزيز وجود الناتو في المنطقة. لكنه لم يحدد مكان تمركزهم أو موعد وصولهم.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في وقت سابق هذا الأسبوع إن هناك 8500 جندي على أهبة الاستعداد للقتال وجاهزون للنشر في وقت قصير.
وأعلنت واشنطن رسميا رفضها لمطالبة موسكو بعدم ضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لكنها قالت إن عرضها “مسارا دبلوماسيا جادا” على روسيا لا يزال قائما.
ودعا ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توجيه اتهامات إلى الغرب بتجاهل مخاوف الأمن الوطني الروسية.