
أكدت الكويت والسعودية عزمهما في تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين، كما أشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما وعبرا عن رغبتهما في الاستمرار في تعزيزه بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين الشقيقين.
جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها للكويت، سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، واستقبله خلالها سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، بحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد .
وقد نقل الأمير محمد بن سلمان إلى صاحب السمو أمير البلاد، تحيات وتقدير أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وتمنياته لسموه بموفور الصحة والعافية ولدولة الكويت وشعبها الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار، فيما أبلغه سموه بنقل تحياته وأصدق تمنياته إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين، متمنيا لجلالته موفور الصحة والعافية وللشعب السعودي الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار.
وتكريما لضيف الدولة الكبير قلد صاحب السمو أمير البلاد، أخاه الأمير محمد بن سلمان قلادة مبارك الكبير ووسام الكويت، وذلك تقديرا لما حققه من إنجازات وجهود مميزة للمملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم ،من أجل استقرار وأمن وتقدم المملكة وتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين والروابط الأخوية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وعقدت جلسة مباحثات بين الأمير محمد بن سلمان، وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد ولي العهد.
وأشاد الجانبان بإنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي الذي يأتي رغبة من قيادتي البلدين الشقيقين، في الارتقاء بالتعاون في جميع المجالات إلى المستوى الذي يعكس عمق وتجذر العلاقات الأخوية التاريخية، وشددا على ضرورة العمل على تحقيق النقلة المطلوبة في مجالات التعاون المحددة في أعمال المجلس، بما يعزز من هذه المجالات وينقل العلاقات إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية.
وأشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما في مجال الطاقة وبالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس، الرامية إلى تعزيز واستقرار سوق البترول العالمي، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس.
وأشارا إلى أنه يجري حاليا التنسيق بين الشركات العاملة في المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية لها، فيما يتعلق بتنفيذ بنود مذكرة التفاهم، وأن العمل مستمر لزيادة مستوى الإنتاج في كل من عمليات الخفجي وعمليات الوفرة المشتركة.
واتفق الجانبان على تعزيز سبل التعاون حول سياسيات المناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتعاون في مجال تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون للاسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة مستدامة اقتصاديا، إضافة إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة وتطوير تقنياتها ومشاريعها لمساهمتها في استدامة إمدادات الطاقة عالميا وأهمية زيادة التعاون لتعزيز استفادة البلدين من الربط الكهربائي والتبادل التجاري للطاقة الكهربائية وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشروعات قطاع الطاقة.
كما أكدا عزمهما على المضي قدما لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري في القطاعين العام والخاص، وإقامة المشروعات الاقتصادية المشتركة في البلدين ورفع مستوى التبادل التجاري بينهما وبما يحقق تطلعات وطموحات الشعبين الشقيقين.
واتفقا على توطيد أوجه التعاون المتبادل في مجال تشجيع الاستثمار المباشر في كلا البلدين، تفعيلا لمذكرة التفاهم الموقعة بينهما والعمل على تعزيز فرص التبادل الاستثماري وتوحيد الجهود لتذليل العقبات وتوفير الفرص للمستثمرين في كلا البلدين.
وأكد الجانبان على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم في المجالات المالية وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتجارب في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل وتطوير كفاءة وشفافية المالية العامة والاستفادة من تجارب البلدين في هذا المجال.
وأكدا على تعزيز التعاون في مجالات متعددة كالمجال الصحي والسياحي والأمن الغذائي والتنمية البشرية، لاسيما في قطاعي الشباب وتمكين المرأة وكذلك التعاون في مجالات التحول الرقمي والأمن السيبراني.
وأكد الجانبان على مضامين إعلان العلا الصادر في 5 يناير 2021 ، الذي نص على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ»36 في ديسمبر 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وبلورة سياسة خارجية موحدة، بما يكفل تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز الدور الإقليمي لها، من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وقوة وتماسك دول المجلس ووحدة الصف بين أعضائه.
كما استعرض الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأكدا على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويدعم ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي هذا الشأن يؤكد الجانبان دعمهما الكامل لجميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وفقا لمبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي الشأن اليمني أكد الجانبان على تطابق وجهات نظريهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم» 2216 « ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، وأعربا عن دعمهما لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن ومبادرات الدول الصديقة ودعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق وأدانا استهداف المليشيات الحوثية للمطارات والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في المملكة وتهديدها للمرات المائية الدولية دعوا المجلس الدولي ومجلس الأمن للقيام بواجباته تجاه وقف تلك الهجمات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وتمس الأمن والسلم الدوليين.
وفي الشأن اللبناني يؤكد الجانبان على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته وحصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، وفق ما جاء في قراري مجلس الأمن رقم 1559 و1701 وألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة ومصدرا لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم.
وأعرب الجانبان عن دعمهما الكامل لأمن واستقرار العراق الشقيق ورحبا بنجاح العملية الانتخابية في العراق، معربين عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته والقضاء على الإرهاب ووقف التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.
كما رحب الجانبان بما توصل إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا على استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق الاستقرار والازدهار.
كما أكدا على أهمية التعاون والتعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته مؤكدين على موقفهما المشترك حيال ذلك ودعوتهما إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2231 ومطالبين في هذا الصدد الأطراف المعنية مراعاة مصالح دول المنطقة وأمنها واستقرارها وضرورة مشاركتها فيما يتم التوصل إليه من اتفاقيات وترتيبات وبما يكفل احترام سيادة دول المنطقة ومبدأ حسن الجوار ويعزز ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
كما يؤكد الجانبان على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية ويدعمان في هذا الشأن جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف 1 ووقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد وحدة وسيادة وهوية سوريا.
في سياق متصل أشاد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بنتائج زيارة سمو ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزير لدولة الكويت، مؤكدا انها لبنة جديدة مهمة في صرح العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والكويت.
وقال الغانم في تصريح صحفي، ان زيارة الامير محمد بن سلمان لبلده الثاني الكويت ضمن جولته الخليجية مهمة جدا، لأنها تأتي في توقيت مهم، وفي ظل ظروف إقليمية تحتاج فيها دول مجلس التعاون الخليجي لأقصى درجات التعاون والتنسيق بينها.
ونوه بالبيان المشترك الكويتي السعودي، والذي تناول جوانب التعاون والتنسيق الثنائى في العديد في المجالات، اضافة الى المواقف المشتركة ازاء العديد من الملفات الاقليمية ومنها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان وغيرها من الملفات.
وقال الغانم ان قيام سمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد، وبمعية سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، بمنح الأمير محمد بن سلمان قلادة مبارك الكبير ووسام الكويت، ما هو إلا دلالة على مكانة الأمير محمد بن سلمان لدى لقيادة السياسية والشعب الكويتي.
واختتم رئيس مجلس الأمة تصريحه قائلا : « نسأل الله جلت قدرته ان يسدد خطى القيادات السياسية في الكويت والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، لكل ما فيه خير وازدهار ورفاه شعوبنا، انه سميع مجيب».
بدوره أكد وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، ان الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تضيف لبنة جديدة في الصرح المتين للعلاقات الثنائية العريقة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.
وقال الشيخ الناصر في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، ان هذه الزيارة التاريخية تعطي دفعة جديدة لمستقبل أكثر إشراقا، وذلك تلبية لتوجيهات القيادتين في تحقيق تطلعات شعبيهما.
من ناحيته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان لدولة الكويت، تأتي «لتعبر عن المحبة الأخوية للكويت وشعبها الشقيق».
وأكد الأمير فيصل في تغريدات عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن ذلك يأتي «على أساس تاريخي وضع لبناته الأجداد رحمهم الله، وأكمله من بعدهم أبناؤهم البررة حفظهم الله، حتى نحقق معا آمال شعوبنا وتطلعات بلداننا بالتكامل المنشود في جميع المجالات.
كما شدد على أن جولة ولي العهد السعودي إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبرت عن مفهوم الخليج الواحد والمصير المشترك، لافتا إلى أن توقيتها جاء لتعزيز مسيرة العمل الخليجي والدفع به نحو آفاق أرحب.
أضاف الأمير فيصل أن المملكة تعمل مع الدول الشقيقة في المنطقة، «لضمان تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار والرفاه لبلداننا وشعوبنا».