
فيما أدانت الكويت وعدد كبير من الدول العربية والأجنبية ومجلس الأمن الدولي، اقتحام جماعة الحوثيين اليمنية مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء واستيلاءها عليه، ودعت إلى انسحاب عناصر الجماعة الفوري من هناك، تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعم حلفائها في الشرق الأوسط لحماية أمنهم، فيما اعتبرت محاربة الإرهاب وحماية ممرات الملاحة من أولويات الأمن في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في منتدى حوار المنامة أمس السبت، إن التهديدات الأمنية في المنطقة عابرة للحدود ويجب مواجهتها بجهد مشترك، مؤكدا إن إيران هي السبب الأول لعدم الاستقرار في المنطقة وخارجها.
أضاف أوستن : «سنعمل على حماية قواتنا في المنطقة ضد هجمات إيران ووكلائها»، مؤكدا أنه يتعين على الحوثيين إنهاء الحرب في اليمن ووقف الهجمات على السعودية. كما تعهد بمساعدة السعودية في مواجهة هجمات الحوثيين.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة لديها قوة عسكرية حقيقية في الشرق الأوسط وتعمل على الحفاظ عليها، مشددا : «سنزيد من قواتنا في الشرق الأوسط إذا اقتضت الحاجة ذلك». وتابع :«نحتفظ بحق الدفاع عن مصالحنا ومصالح شركائنا في الشرق الأوسط»
وكانت وسائل إعلام يمنية قد أفادت بأن الحوثيين اقتحموا قبل أيام مقر السفارة الأمريكية في حي سعوان، واعتقلوا عشرات الموظفين المحليين فيه دون صدور تعليق من الجماعة حول الحادث.
وذكر بيان مجلس الأمن: «يدين أعضاء المجلس بأقوى العبارات عملية الاستيلاء الأخيرة على مجمع سفارة الولايات المتحدة في صنعاء من قبل الحوثيين، واعتقال العشرات من الموظفين المحليين هناك».
أضاف: «يدعو أعضاء مجلس الأمن إلى انسحاب فوري لجميع عناصر الحوثيين من الموقع، ويطالبون بالإفراج الفوري والآمن عن المعتقلين»، دون تحديد عددهم.
وتابع البيان: «يشير أعضاء مجلس الأمن إلى المبادئ الأساسية في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، ولاسيما حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وعدم انتهاك حرمة مباني البعثات الدبلوماسية وحصانتها».
وأكد المجلس «وجوب احترام وحماية مباني البعثات الدبلوماسية، وممتلكاتها ومحفوظاتها».
وغادرت معظم البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى اليمن العاصمة صنعاء مطلع عام 2015، عقب سيطرة الحوثيين على المدينة وعدة محافظات.
وفي الكويت أعربت وزارة الخارجية عن ادانة واستنكار دولة الكويت، لاقتحام مليشيا الحوثي مقر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء، واحتجازها عددا من الموظفين المحليين العاملين في السفارة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس، أن هذا العمل المجرم دوليا يأتي انتهاكا صارخا للاعراف الدولية وقواعد القانون الدولي، واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيننا للعلاقات القنصلية لعام 1968 والتي تحرم اقتحام الممتلكات الدبلوماسية، وتمنح البعثات الدبلوماسية ومبانيها الحصانة من البحث أو الطلب أو الحجز أو التنفيذ أو غيرها.
وأكدت تضامن دولة الكويت الكامل مع الولايات المتحدة، ودعوتها مليشيا الحوثي إلى ضرورة احترام قواعد القانون الدولي بالانسحاب الفوري من مقر السفارة وإطلاق سراح الموظفين المحليين المحتجزين.
من جانبها وجهت السفيرة الأمريكية لدى البلاد الينا رومانوسكي شكرا خاصا لدولة الكويت «لردها السريع بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة، وإدانتها واستنكارها لاعتداء ميليشيا الحوثي على مقر سفارتنا وموظفينا في صنعاء»، مضيفة «الشركاء الأقوياء يساندون بعضهم البعض».
في سياق ذي صلة بأجواء التوتر في المنطقة، أعلنت قوات الحرس الثوري الإيراني احتجاز سفينة أجنبية في الخليج لمزاعم بتهريب وقود الديزل.
وقال عقيد في الحرس الثوري إن 11 فردا من طاقم السفينة اعتقلوا على متنها.
ولم يصرح العقيد باسم البلد الذي تتبع له السفينة أو التوقيت الذي احتُجزت فيه.
وهذا الحادث هو الأحدث في سلسلة حوادث في الخليج، حيث هوجمت سفن أو جرى الاستيلاء عليها في السنوات القليلة الماضية.
ونقل موقع إذاعة جمهورية إيران الإسلامية عن العقيد أحمد حجيان قوله: «بفضل استخباراتنا، وفي عملية منسقة، تمكنت قواتنا البحرية من السيطرة على سفينة أجنبية وعلى متنها 11 بحارا في مياهنا الإقليمية».
أضاف حجيان: «بعد التفتيش تمت مصادرة أكثر من 150 ألف لتر من الديزل، وعُرض أفراد الطاقم الـ11 الأجانب أمام محكمة».