
غلاسكو «بريطانيا» - «كونا» : دعا ممثل صاحب السمو أمير البلاد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، الى تضافر الجهود لمواجهة ظاهرة التغير المناخي والحد من آثارها، مؤكدا مساهمة الكويت بحزمة مشاريع تنموية مبنية على رؤية من شأنها تجنب ازدياد غازات الدفيئة.
وقال سمو الشيخ صباح الخالد في كلمة بمؤتمر الأطراف السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ في المملكة المتحدة – جلاسكو، ان الكويت تسعى لتبني استراتيجية وطنية خفيضة الكربون حتى عام 2050 مبنية على مبادئ الاقتصاد الدائري للكربون، والعمل على تعزيز الحد والتخلص واعادة استخدام واعادة تدوير غازات الدفيئة، وسن التشريعات والقوانين ذات العلاقة بالحد من الانبعاثات والتكيف مع اثارها السلبية على المستوى الوطني وذلك تماشيا مع الالتزامات البيئية المحلية والاقليمية والدولية.
وشدد على ان ظاهرة تغير المناخ تعد احدى التحديات الخطيرة التي باتت تواجه المجتمع الدولي في عصرنا هذا، واصبحت مكافحتها اولوية لكل دول العالم، انطلاقا من شعورها بالمسؤولية الجماعية حيث اضحت ابعادها السلبية تشكل تهديدا ليس للبيئة فقط، انما لكل مناحي الحياة الاخرى منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب منا جميعا تضافر الجهود لمواجهتها والحد من اثارها، والعمل سويا من اجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة واهداف اتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ وتنفيذ اتفاقية باريس.
أضاف ان دولة الكويت وامتثالا منها لبنود اتفاق باريس للمناخ قامت بتحديث وثيقة مساهماتها المحددة وطنيا في 12 أكتوبر 2021، حيث تساهم دولة الكويت بحزمة المشاريع التنموية مبنية على رؤية من شأنها تجنب ازدياد غازات الدفيئة بما يعادل 4ر7 بالمائة من اجمالي انبعاثاتها حتى عام 2035، حيث تم اقرار خطط وبرامج التنمية المستدامة على المستوى الوطني من اجل الانتقال الى نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات من الكربون المكافئ بناء على توقعات انبعاثاتها المستقبلية في انماط العمل المعتادة للفترة ما بين 2015 الى 2035.
وأكد سموه أن دولة الكويت تولي اهتماما كبيرا بتنويع مصادر الطاقة في البلاد من خلال ادخال الطاقات المتجددة واستبدال الوقود الاحفوري بالغاز المسال لضمان استدامة امدادات الطاقة للأجيال القادمة وقد قطعنا شوطا كبيرا وبشكل طوعي ومدروس وبحسب الامكانيات المتاحة لنا لإعادة تأهيل منشآتنا النفطية والصناعية والتوجه الى مصافي تكرير النفط الحديثة لإنتاج الوقود البيئي النظيف.
وقال إن الدولة أولت اهتماما كبيرا لزيادة المحميات الطبيعية لتصل الى 15 في المائة من اجمالي مساحة الدولة بالإضافة الى زراعة نبات المانجروف في السواحل والجزر الشمالية من دولة الكويت بهدف حجز وتخزين الكربون.
أضاف ان دولة الكويت شاركت بفعالية في برنامج آلية التنمية النظيفة ضمن «بروتوكول كيوتو»، ونتطلع للمشاركة في آليات المادة السادسة ضمن اتفاق باريس للمناخ المتعلقة بالاليات السوقية وغير السوقية والتعاون المشترك لتعزيز التنمية المستدامة والسلامة البيئية والتي نأمل اقرار مبادئها التوجيهية في هذا المؤتمر على ان تكون المنهجيات والمبادئ التوجيهية متماشية مع متطلبات الدول النامية وتساهم في تنفيذ مساهماتها الوطنية المستقبلية بما يحقق اهدافها للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن لدولة الكويت اسهامات مميزة اقليميا ودوليا للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في العالم، فقد قام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتخفيف التداعيات البيئية الناجمة عن انحسار بحر «آرال» الواقع في اسيا الوسطى وبحيرة «كورلي» في جمهورية غانا والحد من الاشعاعات الناجمة عن انفجار مفاعل «تشرنوبل» والتي امتدت اثارها الى جميع مناطق العالم ومنها دولة الكويت.
أضاف أن صندوق التنمية الكويتي ساهم مؤخرا من بين الجهود الاقليمية والدولية لتنفيذ مشروع للحد من ظاهرة الغبار والعواصف الرملية والاتربة العابرة للحدود بين دولة الكويت وجمهورية العراق، بهدف تخفيض ما يقارب ال 40 في المائة من فرص حدوثها الامر الذي تعاني منه دول الاقليم كافة، ومنها دولة الكويت.
ممثل صاحب السمو امير البلاد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، قد التقى في مدينة غلاسكو، الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش اعمال قمة الامم المتحدة للمناخ «كوب 26».
تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الصديقين، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
كما التقى ممثل سمو أمير البلاد، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
وجرى في أثناء اللقاء استعراض أوجه التعاون بين دولة الكويت ومنظمة الأمم المتحدة وجميع أجهزتها ووكالاتها المتخصصة، والتنسيق حيال الاستحقاقات المقبلة بالإضافة إلى مناقشة آخر التطورات في المنطقة وأبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جانبه ثمن الأمين العام للأمم المتحدة خلال اللقاء دور دولة الكويت البارز والريادي إقليميا ودوليا، مشيدا بجهودها ومساعيها الرامية لحفظ الأمن وإرساء قيم السلام حول العالم.
حضر اللقاء اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.