
طهران – «وكالات» : بحضور ممثل سمو أمير البلاد، وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر ، أقيمت في مبنى مجلس الشورى الإسلامي بالعاصمة طهران أمس، مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني المنتخب آية الله سيد إبراهيم رئيسي، وتنصيبه رسمياً الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 1979، بعد أن تسلم الرئاسة الثلاثاء الماضي على يد المرشد الأعلى علي خامنئي خلال حفل صادق الأخير فيه على رئاسته تنفيذاً للمادة 110 من الدستور.
ونظم الحفل في مجلس الشورى الإسلامي «البرلمان» في إيران ووجه الرئيس الإيراني الجديد عدة رسائل مهمة للداخل والخارج، خلال كلمة ألقاها بعد أدائه اليمين.
وفي رسائله للخارج، للمنطقة والعالم معاً، أكد الرئيس الإيراني الجديد، أن حكومته ستعمل على «تعزيز جميع مكونات القوة الوطنية وتوظيف جميع أدوات هذه القوة منها الدبلوماسية والتعامل الذكي مع العالم بغية تأمين المصالح والمنافع الوطنية للجمهورية الإسلامية.».
وخاطب رئيسي دول المنطقة وحاول تبديد المخاوف من سياسات بلاده وحكومته بالقول إن «قوة الجمهورية الإسلامية في المنطقة تخلق الأمن، وجميع قدرات إيران الإقليمية تحمي السلام والاستقرار في الدول وتوظف فقط في مواجهة تهديد القوى المتغطرسة والظالمة».
أضاف : إن «أزمات المنطقة يجب أن تحل عبر الحوار الحقيقي والداخلي الإقليمي وعلى أساس تأمين حقوق الشعوب»، مشيراً إلى أن «تدخلات الأجانب لن تحل المشاكل بل إنها أساس المشكلة».
وقال : «إنني أمد يد الصداقة والأخوة إلى جميع دول المنطقة وخاصة الدول الجارة، وأقبل أيديهم»، مشيرا إلى برنامج بلاده النووي ليحاول تبديد المخاوف منه، قائلا إن «البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية سلمي بالكامل».
وأكد أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر السلاح النووي حراماً شرعاً حسب فتوى لقائد الثورة الإسلامية وهذا السلاح ليس له أي مكانة في استراتيجيتنا الدفاعية».
وشدد على أن «تعزيز العلاقات مع الدول الجارة هو أهم أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية»، لافتا إلى أن «الدبلوماسية يجب أن تعزز الروابط بين شعوب المنطقة أكثر وتقوي المشتركات بينهم في مجال الاقتصاد والثقافة والعلم والرياضة».
أضاف رئيسي أن «العالم طور التغيير وتأمين مصالح الشعوب مرتبط بفهم العالم الجديد والتعامل الاستراتيجي مع القوى الجديدة»، مشيرا إلى أن «السياسة الخارجية الموفقة هي سياسة خارجية متوازنة».
ولمح إلى عدم تغيير سياسة بلاده الخارجية في عهده بالقول: «سنبقى إلى جانب المظلومين ،سواء كان الظلم والجريمة في عمق أوروبا وأميركا أو في إفريقيا واليمن وسورية وفلسطين».
وفي مخاطبة غير مباشرة للولايات المتحدة، أكد رئيسي أن «العقوبات ضد الشعب الإيراني يجب أن تلغى»، معلناً دعمه لـ»أي مبادرة دبلوماسية تحقق هذا الهدف».
وشدد على أن «سياسة الضغط والعقوبات لن تصرف الشعب الإيراني عن متابعة حقوقه القانونية ومنها حق التنمية»، قائلاً: «علينا أن نلتزم بالتعاون البناء مع العالم».
وفي رسائله للداخل الإيراني، أكد رئيسي أنه سيشكل «حكومة شعبية وهي حكومة الوفاق الوطنية»، قائلا إن «الجميع سيعمل تحت مظلة الجمهورية الإسلامية» مع وعده بـ»تشكيل حكومة تنشر العدالة وتكافح الفساد».
واعتبر رئيسي أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جاءت به إلى السلطة «كانت تاريخية وهي نقطة بداية للمشاركة الشعبية وليست النقطة الأخيرة»، واعدا بـ»تشكيل إيران جديدة في مطلع القرن الخامس عشر للهجري الشمسي»، الذي سيبدأ اعتباراً من العام الإيراني المقبل.
وأكد الرئيس الإيراني الجديد أنه سيتابع «تحقيق مطالب الشعب» الإيراني، بـ»تحقيق العدالة ومكافحة الفساد»، مشيرا إلى أن من مطالبه أيضا مقاومة القوى المستكبرة».
وتابع أن «وعود الحكومة الشعبية هي تشكيل حكومة الوفاق الوطنية والالتزام بمبادئ الثورة الإسلامية وإيجاد الشفافية في الاقتصاد وتجفيف جذور الفساد والمحسوبية، وتقويم الاقتصاد في مواجهة الحوادث واحتواء التضخم وتعزيز العملة الوطنية وإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الإيراني، ودعم الإنتاج الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في تأمين السلع الضرورية الأساسية، وتحقيق التقدم التقني والعلمي وإدارة أفضل للمناجم ومصادر المياه والغاز والنفط وحماية البيئة».
ودعا البرلمان والسلطة القضائية وبقية المؤسسات السيادية الإيرانية إلى التعاون مع الحكومة «في الظروف الخاصة الراهنة وألا تألو جهدا في خدمة الشعب».