«وكالات» : منحت قيادة المقاومة الفلسطينية في الغرفة المشتركة، أمس الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي مهلةً حتى الساعة السادسة من مساء أمس الإثنين لسحب جنوده ومستوطنيه من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، والإفراج عن جميع المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة.
وفي تصريح مقتضب اختتمت قيادة المقاومة التصريح بالقول: «وإلا فقد أعذر من أنذر».
وقال مصدران في المقاومة في غزة إنّ جهوداً مصرية وأممية فشلت في إجبار الاحتلال على وقف عدوانه على القدس والمقدسيين، وأن هذه الجهود قوبلت بتمترس المقاومة خلف قرارها السابق بوقف العدوان لعدم الذهاب لتصعيد.
وذكر المصدران أنّ التهديد الذي أطلقه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف قائم، وترجمته عملياً تعني فشل كل جهود اجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف العدوان على القدس والمقدسيين.
وهاجمت قوات الاحتلال، صباح أمس المصلين داخل للمسجد الأقصى بشكل عنيف، وأصيب المئات بالرصاص المعدني والاختناق، منهم إصابة بحالة حرجة، وفق الهلال الأحمر.
كما اقتحم مئات المستوطنين يرافقهم أعضاء من الكنيست الإسرائيلي ، بعد ظهر أمس الإثنين، حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، المهددة عدة منازل فيه بالإخلاء لصالح المستوطنين، حيث كانوا بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتدوا على الأهالي هناك.
وأكدت مصادر محلية، أن مئات المستوطنين وقيادات المستوطنين ووزراء في حكومة الاحتلال وصلوا إلى حي الشيخ جراح واعتدوا على أهالي الحي، واقتحمت بالتزامن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال حي الشيخ جراح لحماية أولئك الوزراء وأعضاء الكنيست وقيادات المستوطنين.
في غضون ذلك تتوالى الدعوات الدولية للاحتلال لوقف التصعيد وعمليات الإخلاء، والتي جاءت أخيراً من جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس.
وشارك الآلاف في تظاهرة، فجر أمس الإثنين، أمام القنصلية الإسرائيلية بمدينة إسطنبول، دعما للقدس، ورفضا للاعتداءات الإسرائيلية على أهلها من المقدسيين.
ورفع المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية ولافتات تحمل عبارات داعمة لصمود الفلسطينيين أمام الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف القدس، وسكان حي الشيخ جراح.
ودعت دار الإفتاء الليبية الدول المسلمة إلى «الوقوف بما يقدرون عليه في وجه اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في القدس».
ووصفت الدار، في بيان لها، اعتداءات قوات الاحتلال بـ»الإجرام» المستهتر بمقدسات المسلمين، وقالت «ففي الوقت الذي يتوافد فيه العُبّاد القائمون الذاكرون إلى المسجد الأقصى استعدادا للاعتكاف، وترقبا لليلة القدر التي أُنزِل فيها القرآن، تصل آلة الحرب الصهيونية ذروتها في الإجرام والاستخفاف بالمسلمين ومقدساتهم باقتحام المسجد الأقصى وقت صلاة التراويح، دون أي اعتبار لحرمة المكان والزمان، وقد أسفر ذلك عن إصابة المئات من المصلين».
وفيما أكدت الإفتاء الليبية على أن نصرة المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله «واجبة على كل مسلم بما يقدر»، ذكَّرت بأن الجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس وقرينُه في كتاب الله «ومن أعان مرابطا في هذه الأيام المباركة كان شريكا له في الرباط».
وأهابت دار الإفتاء بالمقدسيين وكل من استطاع الوصول إليهم من الفلسطينيين إلى الثبات والدوام على مناصرة المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله.
واختتمت بيانها بقولها «ندعو الله تعالى أن يختم هذا الشهر المبارك بانتصار أهل الحق المرابطين في بيت المقدس، ويربط على قلوبهم، وأن يهلك عدوهم ويشفي منهم قلوب المؤمنين».
وطالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، الاحتلال الاسرائيلي بوقف عمليات الهدم وإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في مدينة القدس المحتلة.
وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن «على إسرائيل وقف عمليات الهدم والإخلاء بالقدس تماشيا مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي».
وأعرب عن «القلق العميق إزاء استمرار العنف في القدس الشرقية المحتلة، وكذلك احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حيي الشيخ جراح وسلوان بالمدينة».
ودعا غوتيريش، السلطات الإسرائيلية إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في حرية التجمع السلمي».
أضاف «يتحمل جميع القادة مسؤولية العمل ضد المتطرفين والتحدث علانية ضد جميع أعمال العنف والتحريض».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة «التمسك بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة بمدينة القدس واحترامه».
واعتدى مستوطنون فجر أمس على المواطن الفلسطيني عبد الله داود عيسى من «كفر قاسم» في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بعد خروجه من المسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابته برضوض مختلفة.
من جهة أخرى رفع شبان فلسطينيون فجر أمس الإثنين، العلم الفلسطيني على محكمة الاحتلال المركزية بالقدس المحتلة.
ونظّم المئات من الشبان المعتكفين فجر أمس، مسيرات كبرى في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وردّد المعتكفون خلال المسيرات الهتافات الغاضبة، وهتافات افتداء الأقصى.
وكان أهالي حي الشيخ جراح في القدس ، قد وجهوا نداء للمواطنين القاطنين في الأحياء والقرى والبلدات القريبة من حيهم، لمساندتهم بعد وصول أعداد كبيرة من المستوطنين إلى الحي وقيامهم بأعمال استفزازية.
وترافق هذا النداء مع نداءات تليت عبر المساجد في العيسوية ومخيم شعفاط، دعت المواطنين للتوجه إلى الشيخ جراح للدفاع عن هذا الحي والعائلات المهددة بالإخلاء هناك.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والعشرات من المستوطنين اليهود الذين بدؤوا بمهاجمة منازل الحي بالحجارة، فيما رد عليهم الشبان بإلقاء وابل من الحجارة، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بمحاولة تفريق الشبان بالقوة.
ووصلت إلى الحي قوات كبيرة من جنود الاحتلال التي فصلت بين الجانبين وسط توتر متصاعد يسود المكان، حيث يخشى اندلاع مزيد من الصدامات بين الجانبين.
