
مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى، أن يحفظ الكويت وقيادتها وشعبها من كل سوء مكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وان يرفع الوباء عن الأمة الإسلامية وعن البشرية جمعاء، يواصل آلاف المتهجدين في معظم مساجد البلاد، أداء صلاة القيام في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الكويت.
ومن جميل ما يراه المصلون في الكويت أن بعضهم - وتحديدا في مسجد بلال بن رباح - وهم يدعون لقيادتهم ، أنهم يجدون قائد البلاد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بينهم، يؤدي صلاة القيام ويحرص عليها، ويأخذ مكانه بين جميع المسلمون الحضور، دون أدنى تفرقة أو تمييز، وفي مشهد عز نظيره في معظم دول العالم.
ويحرص جميع الأئمة والمصلين على التقيد بالتعليمات الصادرة في هذا الشأن، والتي تشدد على ألا تتجاوز صلاة القيام نصف ساعة فقط، مع التزام المصلين كافة بلبس الكمام، واستخدام السجادة الشخصية والتباعد الجسدي فيما بينهم.
كما يواصل الأئمة حث من لم يتلق اللقاح المضاد لفيروس كورونا لأداء الصلاة في المنزل، فضلا عن دعوة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وقليلي المناعة، إلى أداء صلاة القيام في منازلهم.
يذكر أن وزارة الأوقاف حددت ست مناطق حظرت إقامة صلاة التهجد فيها، استنادا إلى كونها ذات كثافة عالية وهي «حولي، النقرة، ميدان حولي، السالمية، جليب الشيوخ، المهبولة»، وذلك التزاما بالضوابط والشروط التي وضعتها وزارتا الصحة والأوقاف، تحاشيا لتفشي انتشار وباء «كورونا».
وصلاة التهجد من أفضل الصلوات المسنونة، حيث يحرص المسلمون في رمضان على التقرب إلى الله بالنوافل والإكثار منها. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام من أفضل الصلوات المسنونة التي يمكن أن يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة، فقد قال: «أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ».
وقال الله تعالى في كتابه العزيز: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ».
وصلاة التهجد، تعني القيام فى جوف الليل وقبل الفجر، كما أنها سُنَّة وليست فريضة على جميع المسلمين.
ويبدأ وقتها بعد انتهاء صلاة العشاء ويستمر حتى آخر الليل وبالتحديد حتى أذان الفجر، وأفضل وقت لأداء صلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر أي الثلث الأخير من الفجر، كما يجوز أداء صلاة التهجد في أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها، حيث ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ».
وعنه أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟».
وصلاة التهجد سُنّة؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ».
ولصلاة التهجد لها فضائل عديدة، حيث تساعد على الإخلاص والتدبر والفهم، وسبب لتكفير السيئات والذنوب.
وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل صلاة التهجد قال: «عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ».