
قرر مجلس الوزراء إيقاف الرحلات التجارية المباشرة مع جمهورية الهند، حتى إشعار آخر، وذلك نظرا للأوضاع الصحية فيها.
وذكر الحساب الرسمي لمركز التواصل الحكومي، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ان القرار يقضي بالتالي : «يمنع دخول البلاد للمقيمين القادمين من جمهورية الهند، سواء كان القدوم مباشرة أو عن طريق دول أخرى، ما لم يقيموا خارج جمهورية الهند مدة 14 يوما على الأقل، وذلك حتى إشعار آخر».
جاء هذا القرار بعدما أعلنت الهند أمس الأول الخميس أنها رصدت 314835 إصابة مؤكدة جديدة، و2104 وفيات بفيروس «كورونا المستجد»، لتسجل بذلك حصيلة يومية قياسية جديدة للاصابات بالجائحة، وسط تحديات تواجه القطاع الصحي بسبب نقص في امدادات الاكسجين واللقاحات، في حين فرضت السلطات المحلية في العاصمة نيودلهي إغلاقا لمدة ستة أيام، للحد من انتشار الفيروس.
في سياق متصل تقول مستشفيات في الهند إن المرضى بكوفيد-19 يموتون بسبب نقص الأكسجين، فيما ارتفع عدد حالات الإصابة والوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا إلى مستوى غير مسبوق لليوم الثالث على التوالي.
وسجلت الهند ما يقرب من مليون إصابة خلال ثلاثة أيام، بينها 346786 حالة مسجلة بين الليل وصباح السبت.
وقال مسؤول في مستشفى «غولدن جايبور» في العاصمة دلهي إن 20 شخصا لقوا حتفهم خلال الليلة الماضية بسبب نقص الأكسجين.
وتقول الحكومة إنها توظّف القطارات والقوات الجوية لنقل إمدادات إلى المناطق المتضررة بشدة.
وارتفع عدد حالات الوفاة في شتى أنحاء الهند إلى 2624 حالة، في غضون الأربع والعشرين ساعة الماضية حتى السبت، مقارنة بـ 2263 في اليوم السابق.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع في الهند «تذكير وخيم» بما يمكن أن يفعله فيروس كورونا.
وفي وقت سابق من العام، اعتقدت الحكومة الهندية أنها تغلبت على الفيروس. فقد انخفضت حالات الإصابة الجديدة إلى 11 ألفا بحلول منتصف فبراير ، وراح البلد يُصدّر اللقاحات، وفي مارس قال وزير الصحة إن الهند «في المرحلة الأخيرة» من الوباء.
لكن منذ ذلك الحين، اندلعت موجة جديدة من الوباء مدفوعة بظهور سلالات متحورة جديدة من الفيروس، بالإضافة إلى التجمعات الجماهيرية مثل مهرجان «كومبه ميلا» الذي شهد تجمع الملايين في وقت سابق من أبريل.
وحذرت المستشفيات في دلهي من أنها على وشك الانهيار. وفي مستشفى «العائلة المقدسة» امتلأت وحدات العناية الفائقة عن آخرها، ولا يوجد مكان لاستيعاب المزيد من المرضى.
وقال طبيب يُدعى سوميت راي لـ «بي بي سي» : «كل مستشفى تقريبا على حافة الهاوية. إذا نفد الأكسجين، فلا مفر لكثير من المرضى».
أضاف: «سيموتون. سيموتون في غضون دقائق. يمكنك أن ترى هؤلاء المرضى: إنهم يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي ويحتاجون إلى أكسجين عالي التدفق. إذا توقف الأكسجين سيموت معظمهم».
وأصدر القائمون على مستشفى آخر رسالة استغاثة لطلب أكسجين، قائلين إن المخزون المتاح انخفض إلى 30 دقيقة. وقالت مستشفى مولشاند، التي يرقد بها 135 من مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون أجهزة طبية للبقاء على قيد الحياة، إن جميع المستشفيات في المنطقة في وضع مماثل.
وقالت مادو هاندا، المدير الطبي لمستشفى مولشاند، لشبكة إخبارية محلية: «لقد أبقينا على كل موظفينا الليليين في العمل، للتأكد من إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح».
أضافت: «نأمل أن يأتي الإمداد في الوقت المناسب... إنه أمر لا ينتهي، فهو يحدث كل يوم».
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن رئيس وزراء دلهي، أرفيند كيجريوال، طلب يوم الجمعة إمدادات الأكسجين في بث تلفزيوني مباشر.
وقال: «يجب أن تدير الحكومة على الفور جميع محطات الأكسجين في البلاد من خلال الجيش».
وتستغيث العائلات اليائسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأكسجين. وكان مراسل بي بي سي، سوتيك بيسواس، من بين أولئك الذين تلقوا استغاثات.
وقالت عالمة الفيروسات في كلية طب «كريستيان» بمدينة فيلور جنوبي الهند، غاغانديب كان، لبي بي سي إن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات لوقف انتشار الفيروس.
أضافت: «نحن بحاجة إلى التأكد من عدم وجود أنشطة غير أساسية تجري. تعرف كيف تبدو حفلات الزفاف الهندية. من الضروري تقييد حجم التجمعات سواء كان ذلك لأسباب عائلية أو لأسباب اجتماعية أخرى أو للعمل أو لتجمعات سياسية. كل ذلك يجب أن يتوقف حقا».
وتابعت: «لا أعتقد أن الإغلاق على المستوى الوطني مطلوب، لكنني أعتقد أنه في الأماكن التي تظهر ارتفاعا في عدد الحالات، نحتاج إلى التدخل بصرامة أكبر مما فعلنا في الماضي».