
«وكالات» : دخلت منطقة الشرق الأوسط أمس مرحلة جديدة وبالغة الخطورة، من الصراع بين إيران إسرائيل، وذلك في أعقاب انفجار صاروخ سوري مضاد للطائرات جنوبي إسرائيل، على مسافة 30 كيلو مترا من موقع نووي سريّ، فيما أكد مسؤولون إيرانيون أن مفاعل ديمونة ليس بمنأى عن أسلحة وصواريخ إيران، لكنهم لا يستهدفون إحداث دمار كبير يشمل المنطقة بأسرها.
وقد انطلقت صافرات الإنذار قبيل سماع دويّ انفجارفي منطقة ديمونا. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا الصاروخ هو واحد من بين كثيرين استهدفوا طائرة إسرائيلية. وردّ في المقابل بمهاجمة عدد من بطاريات الدفاع الجوي في سوريا.
أضاف، في بيان مقتضب: «رصدت قوات الجيش إطلاق صاروخ أرض جو من داخل سوريا سقط في منطقة النقب ... وردًا على ذلك ضرب الجيش الإسرائيلي قبل دقائق البطارية التي أطلق منها الصاروخ وبطاريات صواريخ أرض جو أخرى داخل الأراضي السورية».
وعلى الجانب الآخر، قال الجيش السوري إن صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع حول العاصمة دمشق، وإن معظم هذه الصواريخ تم التصدي لها وإسقاطها، لكن أربعة جنود سوريين أصيبوا، فضلا عن وقوع «بعض الأضرار المادية».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرًا له، إن صواريخ إسرائيلية ضربت قاعدة للدفاع الجوي في مدينة الضمير، على مسافة 40 كيلو مترا شمال شرقي دمشق.
ويُعتقد أن هذه المنطقة تضم مخازن أسلحة تابعة لميليشيات مدعومة من إيران تقاتل في صفوف الجيش السوري في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وأشارت تقارير صدرت أخيرا إلى تعزيز إسرائيل دفاعاتها الجوية حول ديمونا وميناء إيلات على البحر الأحمر، وذلك تحسّبًا لهجمة محتملة تشنها قوات مدعومة من إيران في المنطقة، بما في ذلك القوات السورية.
ولا تزال التوترات محتدة بين إسرائيل وإيران؛ وتتهم الأخيرة إسرائيل بالوقوف وراء هجوم تخريبي في وقت سابق من الشهر الجاري في محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وهو ما لم تصرّح به إسرائيل. غير أن تقارير إسرائيلية نقلت عن مصادر بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» قولها إن الهجوم كان عملية نفذها الجهاز.
ويُعتقد أن مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي ينتج أسلحة نووية. غير أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ امتلاك سلاح نووي في ظل سياسة «الغموض» التي تنتهجها.
ودأبت إسرائيل منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، على القيام بغارات في سوريا بشكل روتيني.
وكانت ضربات جوية إسرائيلية الشهر الماضي «استهدفت مستودعين للذخيرة تابعين لميليشيات إيرانية تقاتل إلى جانب حكومة دمشق على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق جنوبي العاصمة»، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان رفض الجيش الإسرائيلي التعليق عليه.
أضاف المرصد أن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت أواخر فبراير منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق حيث يوجد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
من جهة أخرى أفادت وكالة رويترز، نقلا عن أمنيين غربيين، أمسالخميس، أن ضربات إسرائيل في سوريا تستهدف مواقع صنع صواريخ إيرانية.
وأوضح المصدر أن إيران تتعاون مع نظام بشار الأسد لإنتاج صواريخ في مواقع تحت الأرض.
هذا ونقلت نقلت رويترز أيضا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل لا تهتم بضرب كل الأهداف بسوريا إلا ذات الأثر الاستراتيجي.
وذكرت مصادر مخابرات غربية وإقليمية أن إسرائيل وسّعت بشدة ضرباتها الجوية على ما تشتبه أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في سوريا، لصد ما ترى أنه تمدد عسكري مستتر من جانب إيران ألد أعدائها على المستوى الإقليمي.
وتقول مصادر في أجهزة مخابرات إسرائيلية وغربية ومنشقون سوريون إن إيران تعمل على الاستفادة من تحالفها القديم مع سوري،ا بنقل عناصر من صناعة الصواريخ والأسلحة المتقدمة لديها إلى مجمعات أقيمت سلفا تحت الأرض وذلك لتطوير ترسانة أسلحة يصل مداها إلى المراكز العمرانية الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس، سقوط صاروخ أرض- جو من داخل سوريا في منطقة النقب جنوب إسرائيل، مشيراً إلى أنه رد على ذلك الهجوم.
وأفاد مراسل «العربية» بأن الجيش الإسرائيلي أخفق مرتين في اعتراض الصاروخ، الذي أطلق من سوريا، والذي قطع 400 كلم وسقط بمحيط ديمونة. وأضاف مراسل «العربية» أن إسرائيل اعترفت بالغارات في سوريا بسبب الصاروخ الذي سقط بمحيط ديمونة.
فيما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن تل أبيب ستوسع نطاق ضرباتها لأهداف استراتيجية إيرانية في سوريا.
وكان أفيف كوخافي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد صرح في ديسمبر الماضي أن أكثر من 500 ضربة صاروخية إسرائيلية في العام 2020 وحده «أبطأت التمدد الإيراني في سوريا ... لكن لا يزال أمامنا شوط طويل لكي نصل إلى أهدافنا في هذه الساحة».
وقال 12 مسؤولا من العسكريين في سوريا وأجهزة المخابرات الغربية إن على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية أي بنية تحتية يمكن أن تعزز مساعي إيران لإنتاج المزيد من الصواريخ دقيقة التوجيه التي يمكن أن تضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة وليس أي إمكانيات عسكرية قائمة مرتبطة بإيران.
واعتبر المسؤولون أن تطوير الصواريخ دقيقة التوجيه سرا في سوريا يعد نشاطا أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية من نقلها عن طريق البر أو الجو من إيران.
وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية والرئيس السابق لجناح الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية «لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بضرب كل هدف يخص القوات التي تعمل تحت قيادة إيرانية. فهذه ليست المشكلة. نحن نحاول ضرب الأهداف ذات الأثر الاستراتيجي».
أضاف في تصريح لرويترز «نحن نريد منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية قريبة من إسرائيل ربما تحدث تغييرا إستراتيجيا جذريا في الوضع... ولهذا السبب نواصل دك القواعد الإيرانية حتى لا يسيطرون على البلد».
وقال مسؤولان غربيان مطلعان على الضربات إن قنابل إسرائيلية دمرت بالكامل قطاعات تحت الأرض من قاعدة «الإمام علي» العسكرية بالقرب من معبر البوكمال مع العراق في يناير في واحدة من عدة هجمات على مدار العام الأخير لدك أنفاق تستخدم في تخزين شاحنات أو نقل أنظمة أسلحة متقدمة.
إلى ذلك هدد قائد في الحرس الثوري الإيراني، إسرائيل، أمس الخميس، بالميليشيا التابعة لطهران والقريبة من حدودها.
أضاف القائد في الحرس الثوري الإيراني: «لدينا أذرع عسكرية في مختلف أنحاء العالم».
وجاء التحذير على لسان العميد فلاح زاده، نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وقال: «يجب أن يعلم الكيان الصهيوني المغتصب أن فصائل المقاومة موجودة في جميع أنحاء العالم بجوار مقراتكم الرئيسية».
هذا وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن «تل أبيب ستوسع نطاق ضرباتها لأهداف استراتيجية إيرانية في سوريا».