
عواصم – «كونا» و«وكالات» : استؤنفت أمس الخميس في العاصمة النمساوية فيينا، المحادثات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني التي توقفت الأسبوع الماضي في أجواء إيجابية، لكن قرار طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة سبّب حالة من الفتور والتوتر ، كما أثار حالة من القلق لدى دول مجلس التعاون الخليجي عبر عنها الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف، الذي دعا في بيان له إلى ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون، في مفاوضات فيينا، وتوسيع نطاق هذه المفاوضات لتشمل البحث في سبل كبح جماح الممارسات الإيرانية التي تضر بأمن واستقرار المنطقة.
من جهته سعى الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى طمأنة أوروبا والولايات المتحدة. وقال إن»أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى إلى امتلاك القنبلة الذرية، وإن كانت إيران «تضغط على الجميع» باقترابها من تخصيب اليورانيوم بنسبة تسعين في المئة الضرورية للاستخدام العسكري، على ما صرح به دبلوماسي أوروبي ملخصا الوضع. وقال لوكالة «فرانس برس» إنه بعد بداية جيدة، «هذا الأمر يعقد الامور» قبل اجتماع جديد للدول الأطراف في الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من بروكسل مساء أمس الأول الأربعاء : «نأخذ هذا الإعلان الاستفزازي بجدية كبيرة»، مضيفا : «يجب أن أقول لكم إن هذا الاجراء يثير تساؤلات حول جدية إيران في المحادثات النووية»
ويشكل التجاوز الوشيك لهذه العتبة غير المسبوقة المتمثلة بستين في المئة «ردا» على ما وصفته طهران ب»الإرهاب النووي» الإسرائيلي، بعد انفجار الأحد في محطة التخصيب في نطنز حسب إيران التي تتهم الدولة العبرية علنا بتخريب هذا المصنع.
وحذرت برلين وباريس ولندن من التصعيد «من قبل أي بلد» ورأت أن إعلان إيران إطلاق التخصيب بنسبة 60 في المئة هو «تطور خطر يتعارض مع الروح البناءة» للمناقشات. لكن موسكو تفضل اعتبار ذلك إشارة إلى ضرورة التحرك بسرعة
على الصعيد الخليجي أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون في المفاوضات الجارية بين الدول الدائمة العضوية وألمانيا من ناحية، وإيران من ناحية أخرى، والمتعلقة بالاتفاق النووي الخاص ببرنامج إيران النووي.
وقال الحجرف في رسائل وجهها الأمين العام لمجلس التعاون لوزراء خارجية الدول دائمة العضوية وألمانيا، ان المفاوضات الجارية في فيينا يجب أن تأخذ قلق ومصالح دول مجلس التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد في الرسائل التي وجهها إلى وزراء خارجية كلا من امريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، على أن مجلس التعاون مساهم رئيسي في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، وأن المفاوضات الجارية الآن في فيينا يجب أن لا تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، بل يجب أن تشمل السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار والصواريخ الباليستية والمسيرات.
وحذر الحجرف من أن إعلان إيران عن بلوغ ما نسبة 60 بالمئة من تخصيب اليورانيوم، مؤشر خطير ومقلق لأمن المنطقة والعالم، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا التطور الخطير والمهدد للأمن والسلم الإقليمي والعالمي.