
بغداد - «وكالات» : فيما غادر بابا الفاتيكان فرنسيس، صباح أمس الاثنين، العراق بعد زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم إلى العراق، أعلن رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، أنه «بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس من كل عام، يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق».
ومنذ الجمعة، جال البابا فرنسيس البالغ من العمر 84 عاماً بين بغداد وأربيل، والموصل وقرقوش في شمال العراق الذي عانى لسنوات من الإرهابيين، حاملاً قضية إحدى أقدم الجماعات المسيحية في العالم، كما التقى المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني.
وبعد ثلاثة أيام حافلة، اختتم البابا فرنسيس زيارته التاريخية إلى العراق بقداس من مدينة أربيل بكردستان أقامه بعد ظهر الأحد. شارك فيه الآلاف وسط إجراءات صحية وأمنية، وودّع العراقيين قائلا «العراق سيبقى معي وفي قلبي».
وأنهى زيارته برسالة أمل قائلاً «في هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصوات ألمٍ وشدّة، ولكن سمعت أيضاً أصواتاً فيها رجاءٌ وعزاء»، قبل أن يحيّي الحضور بعبارات «سلام، سلام، سلام. شكراً! بارككم الله جميعاً! بارك الله العراق!»، ثم «الله معكم!» بالعربية.
وكان البابا فرنسيس، قام الأحد، بزيارة إلى الموصل التي كانت يوماً ما معقلاً لتنظيم داعش.
من جهة أخرى دعا رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، أمس الاثنين، إلى حوار وطني على كافة المستويات يضمن وحدة العراق.
وقال الكاظمي إن العراق أمامه «فرصة تاريخية لاستعادة دوره في المنطقة».
إلى ذلك وبعد يوم من تصريحات لوزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أكد خلالها أنّ بلاده سترد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته فصائل مسلحة على قاعدة عين الأسد، غربي العراق، قال مسؤولون محليون في محافظة الأنبار إنّ بعض الفصائل المسلحة المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع سورية، أخلت مواقعها تحسباً لهجوم أميركي.
وقال مصدر أمني في مدينة القائم غربي العراق على الحدود مع سورية ، إنّ ما لا يقل عن 4 مقرات تم إخلاؤها على الحدود تتبع لفصائل مسلحة بينها موقع متقدم لـ «كتائب حزب الله» وآخر مشترك يعرف باسم «المرابطة 1» ويضم عدة فصائل مسلحة.
ولفت المصدر ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أنّ هذه الفصائل دخلت الحدود العراقية بعدما كانت تتواجد داخل الأراضي السورية الحدودية في مسعى فُسّر على أنه توقع بأن توجه واشنطن الرد داخل سورية مثلما حصل في المرة الماضية، حينما وجهت ضربة أميركية، استهدفت فصائل مسلحة موالية لإيران في البوكمال بريف محافظة دير الزور الشرقي شرقي سورية، في 26 فبراير الماضي، رداً على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق.
وأكد قيام عدد من تلك المليشيات باتخاذ منازل سكنية في بلدتي القائم وحصيبة قرب الحدود مقرات مؤقتة لها، محذراً من أن ذلك قد يعرض حياة المدنيين للخطر ويفقد الاستقرار.
كما نقلت وكالة أخبار محلية عراقية، عن عقيد بقوات حرس الحدود العراقية، لم تسمه، قوله إنّ «فصائل كتائب حزب الله والطفوف وسيد الشهداء ووحدات أخرى ضمن الحشد الشعبي، أجرت تغييرات واسعة في مناطق انتشارها ضمن بلدات القائم، وحصيبة، والرمانة ومكر الذيب المقابلة لمدينة البوكمال السورية»، مضيفاً أنّ «التحركات شملت إخلاء بعض المواقع والانتقال لمواقع أخرى، والتقليل من عدد الأفراد الموجودين في تلك المناطق».
وأكد أنه «تم إخلاء مبان كان يتمركز فيها مقاتلو تلك الفصائل، من أبرزها مجمع الفوسفات والجمرك القديم والأنواء الجوية في تلك المناطق».
ولا تعلن السلطات العراقية عن هوية الجماعات التي تنفذ هجمات متكررة ضد المصالح الأجنبية وخصوصاً الأميركية في العراق، غير أنّ واشنطن تتهم مليشيات مدعومة من إيران بالوقوف وراء ذلك.
وقال أوستن، أمس الأول الأحد، إنّ واشنطن سترد على الهجمات التي تستهدفها في العراق في «الوقت المناسب». وأضاف، خلال مقابلة مع شبكة «إيه بي سي»، الأميركية، أنّ «واشنطن ستنتقم للهجوم الصاروخي في العراق، ونأمل أن تقوم إيران بالأمور الصحيحة»، حيث تعرضت قاعدة عين الأسد التي يوجد فيها أكثر من 2000 جندي أميركي، للاستهداف بمجموعة من الصواريخ، الأربعاء الماضي.
وأشار إلى أنّ البنتاغون «وزارة الدفاع» لا يزال يقيّم ما حصل، من أجل تحديد الجهة المسؤولة، موضحاً أنه على طهران معرفة أن واشنطن ستدافع عن قواتها بشكل «مدروس ومناسب». وكشف أوستن أنه هو «من اقترح شن ضربة في سورية، والمبنى الذي تم استهدافه، كان يُستخدم من قبل جماعات مسلحة مسؤولة عن الهجمات الأخيرة».
أضاف أنّ إيران بصفتها داعمة للمليشيات في المنطقة، يجب عليها أيضاً تقييم واستخلاص النتائج مما حصل من الضربة الجوية الأميركية الأخيرة. وذكر أنه «علينا تزويد قواتنا بالموارد والتدريبات المناسبة، ليس للتفوق فقط، بل لتحقيق الانتصار بشكل حاسم».
وفي السياق ذاته، حذر القيادي في منظمة «بدر»، قصي الأنباري، مما وصفه بـ»وجود نية لدى الجيش الأميركي لإبعاد الحشد الشعبي عن المناطق الحدودية»، مضيفاً، في حديث لوسائل إعلام محلية، أنّ «لدى الأميركيين أهدافاً خبيثة، والقوات الأميركية لا ترغب بوجود الحشد الشعبي في المناطق الحدودية مع سورية»، على حد قوله.
وكانت جماعات عراقية مسلحة حليفة لإيران، قد أصدرت، الخميس الماضي، بياناً، توعدت فيه بما سمته «صفحة جديدة من التصعيد ضد القوات الأميركية المتواجدة في العراق والمتعاونين معها»، مهدّدة بشنّ هجمات واسعة تستهدف المعسكرات والأرتال الأميركية في البلاد. وجاء هذا التهديد، بعد يوم واحد من الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد غربي العراق، بـ10 صواريخ، وأسفر عن وفاة متعاقد مدني أميركي، بحسب تقرير صدر عن البنتاغون.