
«وكالات» : لا تزال النتائج التي توصل إليها ملتقى الحوار الليبي الذي عقد في جنيف، وتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة للبلاد ، تثير الكثير من ردود الفعل الليبية والإقليمية والدولية ، والتي جاءت في أغلبها إيجابية .
فقد أبدى الجيش الليبي أمس السبت ترحيبه بإفرازات ملتقى الحوار ، متعهداً بمساعدتها وتسهيل مهامها بغية الوصول إلى موعد الانتخابات المتفق عليه في ديسمبر المقبل.
كما دعا الجميع إلى دعم السلطة الجديدة وتسهيل مهامها، والتكاتف لإنجاح خارطة الطريق والوصول لانتخابات رئاسية وبرلمانية
إلى ذلك، أثنى على دور المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز ، على الجهود التي بذلتها بغية التوصل إلى تلك النتيجة.
وقد اشترطت الحكومة المؤقتة «والتي تدعم الجيش» اعتماد الحكومة الجديدة من البرلمان «مجتمعا وبشكل قانوني» ، كي تسلم لها وزاراتها. وقالت في بيان إنها مستمرة في أداء مهامها المنوطة بها وفقا للقانون، وبناء على الثقة الممنوحة لها من قبل مجلس النواب الشرعي المنتخب.
يذكر أن المشاركين في الحوار الليبي بجنيف انتخبوا، أمس الأول الجمعة عبد الحميد محمد دبيبة رئيساً للوزراء. وحصدت قائمته 39 صوتاً من أصل 73.
كما فاز محمد يونس المنفي برئاسة المجلس الرئاسي، مع نائبين هما موسى الكوني، المنتمي إلى الطوارق، وعبد الله حسين الذي يشغل عضوية مجلس النواب عن مدينة الزاوية «غرب».
ولم يكن متوقعا فوز قائمة دبيبة أمام القائمة التي تشمل وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا ورئيس البرلمان عقيلة صالح.
وأكد رئيس الحكومة الموازية، المنبثقة من مجلس النواب المجتمع في طبرق، عبد الله الثني، استعداده لتسليم السلطة، مشترطاً اعتماد مجلس النواب «الجسم الجديد» .
وطالب الثني، في بيان له أمس السبت، السلطة الجديدة بالسعي لنيل ثقة مجلس النواب بـ»شكل قانوني»، معربا عن ترحيبه بـ»أية قرارات يتخذها الليبيون حيال من يمثلهم».
وقال إنّ حكومته «مستمرة في أداء مهامها المناطة بها وفقاً للقانون الليبي، وبناء على الثقة الممنوحة لها من قبل مجلس النواب الشرعي المنتخب»، إلى حين «صدور الكلمة الفصل من مجلس النواب مجتمعاً وبشكل قانوني، وذلك لتسليم المهام لأي جسم تم اختياره وفقاً للقانون».
وكانت البعثة الأممية إلى ليبيا قد أعلنت الجمعة، بعد جولتي تصويت لملتقى الحوار بحضور المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا يان كوبيتش ورئيسة بعثة الدعم الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز، فوز القائمة الثالثة، التي ضمّت محمد يونس المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، وعبد الله اللافي وموسى الكوني نائبين لرئيس المجلس، وعبد الحميد دبيبة رئيساً للحكومة.
وبعدما أعلنت وليامز عن نتيجة التصويت، قالت إنّ على رئيس الحكومة الجديدة «تشكيل حكومته في غضون 21 يوماً، وتقديمها لمجلس النواب للمصادقة عليها في عضون 21 يوماً أيضاً».
ورحّب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» فائز السراج بانتخاب ملتقى الحوار السياسي للسلطة الجديدة، وقدم التهنئة لمن «اختيروا لتولي المسؤوليات في المجلس الرئاسي الجديد ورئاسة حكومة الوحدة الوطنية»، وفق بيان رسمي له أمس الجمعة.
وأعرب السراج عن تمنيه أن يتمكن الجسم الجديد من إنهاء «كل مظاهر الفرقة والانقسام وأن يجمع قلوب الليبيين على التسامح وجمع الشمل والإخلاص للوطن».
كما رحبت قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بانتخاب ملتقى الحوار السياسي سلطة جديدة للبلاد، وعبرت عن تهانيها للشخصيات التي تم انتخابها لشغل مهام السلطة.
وطلبت من السلطة الجديدة «تقديم الخدمات وتهيئة البلاد لإجراء استحقاق الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل لـ»بداية انطلاق العملية الديمقراطية، وبناء دولة ليبيا الجديدة دولة المؤسسات والقانون».
بدورها رحبت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5 + 5 بنجاح ملتقى الحوار السياسي في «اختيار مجلس رئاسي ورئيس حكومة موحدة»، وأعربت عن تقديرها لجهود البعثة الأممية في «تحقيق هذا الإنجاز التاريخي».
أضافت اللجنة، في بيان لها، أن أعمالها لدعم مسارات الحل في ليبيا لا تزال «مستمرة من خلال الجولة السابعة في الفترة من الرابع إلى السابع من فبراير الجاري».
وطالبت اللجنة القادة الميدانيين بالاستمرار بالالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي قالت إنه «هيأ الظروف والأجواء المناسبة لمزيد من عمليات إطلاق المحتجزين وإنتاج عملية سياسية جادة أدت إلى تشكيل مجلس رئاسي وتسمية رئيس حكومة وحدة وطنية».
وقالت اللجنة إنّ لجانها الفرعية ستباشر في «إعادة تمركز القوات بعد إتمام عملية نزع الألغام في المنطقة المحددة، المتعلقة بفتح الطريق الساحلي»، وأشارت إلى أنها ناقشت مع موظفي البعثة الأممية الخطوات العملية ومحددات عمل المراقبين الدوليين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي سياق ردود الفعل، رحبت الجارة الجزائر بـ»التقدم المحرز في الحوار السياسي الليبي». وأفاد بيان لوزارة الخارجية ، بأنّ الجزائر ترحب بانتخاب السلطة الجديدة، وتعرب عن «استعدادها الكامل للتعاون معها، بما يحقق الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب الليبي الشقيق».
وأشار البيان إلى أن الجزائر تأمل أن «تسهم هذه الخطوة الإيجابية في إنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصفوف الليبية استعدادا للاستحقاقات الانتخابية الهامة نهاية هذا العام».
ودولياً، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محمد المنفي لفوزه برئاسة المجلس الرئاسي الليبي، وعبد الحميد دبيبة لفوزه برئاسة الوزراء.
وبحسب بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الذي أوردته «الأناضول»، أعرب أردوغان خلال اتصالين هاتفيين، عن تمنياته بالنجاح لكل من المنفي ودبيبة في مهامهما. وشدد أردوغان على مواصلة تركيا تقديم الدعم للحفاظ على وحدة ليبيا السياسية والجغرافية، والمساهمة في إحلال الاستقرار والسلام والأمن والرفاه لشعبها. كما أكد حرص تركيا على مواصلة تطوير التعاون مع ليبيا في المرحلة الجديدة.