
واشنطن – "وكالات" : في أول ساعات له بالبيت الأبيض بعد تنصيبه، استهل الرئيس الأمريكي جو بايدن عهده بتوقيع 15 إجراء تنفيذيا لمعالجة جائحة كورونا وتغير المناخ، وعدم المساواة العرقية، وإلغاء بعض السياسات التي وضعها سلفه دونالد ترمب.
وفي جديد هذه الإجراءات، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، الخميس، تعليق عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين مدة 100 يوم، وذلك للرفع من نجاعة عمل الوزارة، بحسب تعبيرها.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس الخميس : "بداية من 22 يناير ستعلق الوزارة لمدة 100 يوم ترحيل المهاجرين الذين كان من المقرر ترحيلهم لضمان نظام عادل وفعال لإنفاذ قوانين الهجرة، والذي يعطي الأولوية لحماية الأمن القومي وأمن الحدود والأمن العام".
ومن المفترض أن يسمح هذا الإجراء للوزارة بتعبئة مواردها لمعالجة المشاكل الأكثر إلحاحا في البلاد، بما في ذلك العمليات على الحدود الجنوبية الغربية، في خضم تفشي وباء كورونا، الذي يعد أخطر أزمة صحية يواجهها العالم خلال القرن الأخير.
يذكر أن الرئيس الجديد كان وعد بتحرك سريع في اليوم الأول من رئاسته، وشملت قراراته عملية عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وإلغاء التصريح الرئاسي الممنوح لخط أنابيب النفط المثير للجدل "كيستون إكس.إل".
كما ألغى بايدن حظر السفر الذي فرضه ترمب على بعض الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة، ودعا إلى تعزيز برنامج "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة" ، أو ما يعرف ببرنامج "الحالمين" للمهاجرين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.
كذلك أنهى إعلان الطوارئ الوطني الذي كان أساسا لتحويل بعض الأموال الاتحادية لبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأمر الرئيس الجديد أيضاً بارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي في جميع المباني الاتحادية وعلى جميع الأراضي الاتحادية.
وكان بايدن وعد بأن يوقّع في اليوم الأول من ولايته سلسلة أوامر تنفيذية تنهي مفاعيل قرارات عديدة مثيرة للجدل اتّخذها سلفه الجمهوري، مثل القرار الذي أصدره ترمب في مستهل عهده وحظر بموجبه سفر رعايا دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.
يشار إلى أن بايدن أصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، مساء الأربعاء، ودعا في خطابه عقب أداء القسم إلى "الوحدة".
وشكرت الولايات المتحدة، أمس الخميس، منظمة الصحة العالمية لدورها القيادي في مكافحة وباء كوفيد-19 في موقف معاكس لنهج إدارة دونالد ترمب، مؤكدةً دعمها المالي لها.
وقال خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أثناء اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة، إن الولايات المتحدة التي أعلنت، الأربعاء، عودتها إلى الوكالة الأممية، "لديها نية الإيفاء بالتزاماتها المالية حيال المنظمة"، مؤكداً أن واشنطن "مستعدة" لدعم الاستجابة العالمية للوباء.
كما أعلن أن بلاده ستعود إلى دعم مشاريع لنشر لقاحات وتشخيصات وعلاجات كوفيد-19 للأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك، أكد أن واشنطن ستتوقف عن خفض عدد الموظفين الأميركيين في المنظمة العالمية وستدفع التزاماتها المالية تجاهها.
وأخبر فاوتشي، المجلس التنفيذي للمنظمة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيصدر توجيهاً جديدا اليوم يُظهر نية الولايات المتحدة الانضمام إلى "كوفاكس"، وهو مشروع دولي عالمي لنشر لقاحات كورونا للأشخاص المحتاجين حول العالم، سواء في الدول الغنية أو الفقيرة.
يذكر أن بايدن كان وجه في وقت سابق اليوم، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد فيها بقاء بلاده في المنظمة الأممية. وأوضح في رسالته هذه أن إدارته تسحب القرار السابق الذي وجه للأمم المتحدة في 6 يوليو 2020 من أجل الانسحاب من المنظمة.
وكانت العلاقة بين الرئيس الأميركي السابق والمنظمة العالمية شهدت خلال السنة المنصرمة العديد من المطبات، على وقع انتقادات عنيفة وجهها ترمب إلى كيفية إدارتها للجائحة، واتهامها مرارا بتبني "رواية" الصين عن فيروس كورونا، ومحاولة تلميع صورة بكين.
وأدى هذا التوتر، الصيف الماضي، إلى طلاق تام بين الطرفين، بعد قرار الإدارة الأميركية السابقة وقف تمويل "الصحة العالمية"، والانسحاب من عضويتها.
إلا أن بايدن الذي أكد في أول كلمة له بالبيت الأبيض أمس، تصدر ملف الجائحة أولوياته، أعاد البلاد إلى أحضان المنظمة، مشددا على أهميتها في مواجهة المخاطر الصحية.