
«وكالات» : في تصعيد جديد، أعلنت إیران رسمياً، أمس الاثنين، بدء عملية تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو.
وأكد المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي لوكالة مهر شبه الرسمية، أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في المنشأة النووية تحت الأرض. وقال "قبل بضع دقائق، بدأت عملية إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة في مجمع فوردو للتخصيب".
وردا على هذا التصعيد الإيراني، قال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لشبكة "إيران إنترناشيونال" في لندن، الاثنين، إن أوروبا تعتبر تحرك إيران "خروجًا واضحًا" عن التزاماتها وفق الاتفاق النووي.
أضاف: "لقد علمنا بما أعلنته إيران.. إذا تم تطبيق ما أعلنوه، فسيكون ذلك خروجًا كبيرًا عن التزامات الاتفاق النووي، وستكون له عواقب وخيمة على عدم انتشار الأسلحة النووية".
وقد كشفت صور للأقمار الصناعية صورا لموقع جديد في منطقة بهجت أباد، لتخصيب اليورانيوم في إيران.
ووفقا لموقع "اينتل لاب"، فقد أظهرت الصور أن هذا المكان المشبوه الذي يقع بالقرب من قزوين، شمال غرب طهران، ويحمل الرمز 311، بات جاهزا للعمل.
كما أشار إلى أنه تم الانتهاء من قناة الوصول إلى أحد الأنفاق العديدة خلال عام 2020، والآن تم إخفاء النفق والبوابة التي تم حفرها في 2010.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت أعلنت مطلع الشهر الحالي، أن إيران أبلغتها باعتزامها تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 20 بالمئة، وهو مستوى كانت قد وصلت إليه قبل توقيع الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في 2015، في موقع فوردو المقام في قلب أحد الجبال.
وتعتبر تلك الخطوة الأحدث في العديد من الإعلانات التي أبلغت بها إيران الوكالة الدولية مؤخرا والتي شملت التخلي عن الالتزام بمزيد من بنود الاتفاق، وهي خطوات بدأتها في 2019 ردا على انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادتها فرض العقوبات عليها.
وكانت ضمن عدة خطوات وردت في قانون أقره البرلمان الإيراني الشهر الماضي ردا على اغتيال أكبر عالم نووي في البلاد.
يشار إلى أن من شأن مثل تلك الخطوات الإيرانية التصعيدية أن تعقد جهود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي بشروط.
من جهة أخرى احتجزت قوات إيرانية، أمس الاثنين، ناقلة تابعة لكوريا الجنوبية في مضيق هرمز. وأعلن الحرس الثوري احتجاز الناقلة، على خلفية مخالفتها "للقوانين البيئية البحرية"، بحسب زعمه.
وأفاد في بيان نشره موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، عن إقدام قوته البحرية "صباح الإثنين" على "توقيف سفينة مملوكة لكوريا الجنوبية".
كما نشر الموقع صورة ملتقطة من الجو لتوقيف السفينة في عرض البحر، أظهرت الناقلة وإلى جانبها أربع قطع بحرية بينها ثلاثة زوارق سريعة.
لكن الحرس لم يحدد مكان توقيف الناقلة التي تحمل اسم "هانكوك تشيمي"، مشيرا إلى أنه كان على متنها 7200 طن من "المواد الكيميائية النفطية".
إلى ذلك، أوقف طاقم السفينة المؤلف من كوريين وإندونيسيين وفيتناميين وآخرين من ميانمار، وفق البيان الذي لم يحدد عددهم أو تفاصيل بشأنهم.
يشار إلى أنه سبق للقوات البحرية الإيرانية أن اعترضت أو أوقفت سفنا كانت تعبر في الخليج. ومن أبرز هذه الأحداث احتجاز الناقلة "ستينا امبيرو" التي ترفع علم المملكة المتحدة في تموز/يوليو 2019. وأوقفت السفينة لاتهامها بصدم مركب صيد، وتم تركها بعد نحو شهرين.
في المقابل، أكدت كوريا الجنوبية أن إيران استولت على سفينة تابعة لها، تحمل مواد كيميائية.
وأعلن وزير الدفاع الكوري أن بلاده أرسلت وحدة مكافحة قرصنة للمياه المجاورة لمضيق هرمز بعد توقيف إيران للناقلة.
يذكر أن تلك الحادثة، أعادت التذكير بأرصدة إيرانية محتجزة في سيول، تحدث عنها مسؤولون إيرانيون مؤخرا.
فقد كشف رئيس غرفة التجارة الإیرانية- الكورية الجنوبية، أمس الأحد، عن مفاوضات تجري مع سيول لمقايضة أرصدة إيران المجمدة لديها بأنواع من السلع منها لقاح فيروس كورونا.
وتأتي تلك الحادثة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وكان البنتاغون قد أعلن أمس عن إبقاء حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية، مشددة على أنه لا ينبغي على أحد التشكيك في عزيمة الولايات المتحدة.
كما أوضح القائم بأعمال وزير الدفاع، كريستوفر ميلر، في بيان "أنه بسبب التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترمب ومسؤولين حكوميين أميركيين آخرين، ستوقف حاملة الطائرات نيميتز إعادة انتشارها الروتينية، وستبقى الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية".