
«وكالات» : بدا خلال الساعات والأيام الماضية ، أن إسرائيل تسابق الزمن لكي تصفي حساباتها مع كل الجهات التي لها مواجهات مباشرة معها ، كسوريا ولبنان ، أو غير مباشرة كإيران ، قبل رحيل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ، والأكثر تأييدا وانحيازا لإسرائيل ، بعد شهرين بالضبط من اليوم .
وقبيل مثول "الصباح" للطبع ، أطلقت إسرائيل مساء أمس الخميس ، قنابل مضيئة في أجواء مستوطنة المطلة المحاذية للحدود مع لبنان ، دون ان تعرف الاسباب من وراء ذلك ، شهدت مرتفعات الجولان المحتل والمنطقة الشمالية لإسرائيل أمس أيضا ، حالة تأهب عسكري، وذلك بعد الغارات الجوية الإسرائيلية ضد ثمانية أهداف عسكرية سورية وإيرانية نوعية في سوريا أمس الأول الأربعاء.
وأكد مراسلون أن إسرائيل تسعى لتكريس معادلة جديدة مع النظام السوري وإيران، بعد عثورها على ثلاث عبوات إيرانية الصنع في منطقة يدخلها جنودها جنوب الجولان.
وقال المراسلون إن الجيش الإسرائيلي كشف عبوات إيرانية ذات قدرات تدميرية كبيرة عند الحدود، مضيفين أن العبوات التي اكتشفت قد يكون زرعها سوريون تلقوا العلاج بإسرائيل ويعرفون المنطقة ، مشيرين إلى أن "العبوات الثلاث التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي زرعت سابقاً وهي إيرانية الصنع وشديدة الانفجار".
أضافوا أن إسرائيل قصفت محيط مقر قائد الفرقة 7 أكرم حويجة كرسالة لنظام الأسد، مؤكدين أن "الغارة الإسرائيلية رسالة لقائد الفرقة 7 أن لا حصانة إن استمر بالسماح بنشاط إيران بسوري".
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن الوحدة التي زرعت العبوات في الجولان هي "الوحدة 840 الموجهة من فيلق القدس الإيراني"، مضيفاً أن هذه الوحدة تعمل سراً في سوريا وتخطط لإنشاء بنية تحتية إرهابية خارج إيران، وهي تعمل "ضد أهداف غربية ومعارضة".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد حمّل النظام السوري مسؤولية أي عمل ينطلق من أراضيه، مؤكداً مواصلة ضرب التموضع الإيراني في سوريا، الذي يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي.
كما نشر الجيش الإسرائيلي أيضا صوراً للمواقع التي قام باستهدافها الليلة قبل الماضية في سوريا، وقال إن إيران تستخدمها كمواقع عسكرية. وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، النظام السوري عواقب أي اعتداء محتمل يُشن من أراضيه.
وقصفت إسرائيل مراراً أهدافاً مرتبطة بإيران في سوريا في السنوات الأخيرة، وصعدت هذه الهجمات على مدى العام المنصرم. لكن هجوم الأربعاء أصاب نطاقاً أوسع من المعتاد بكثير من الأهداف، وبدا الجيش الإسرائيلي أكثر إقداماً على إعلان التفاصيل مما كان عليه في المرات السابقة، مما يشير إلى نية واضحة لتوجيه رسالة للرأي العام عن التدخل الإيراني في سوريا.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن أحدث غاراتها قصفت أهدافاً عسكرية تابعة لفيلق القدس الإيراني وجيش النظام السوري، بما في ذلك "منشآت تخزين ومقرات ومجمعات عسكرية"، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ليفتنانت كولونيل جوناثان كونكريكوس: "واضح أن الرسالة التي أردنا أن تصل المرة السابقة لم تكن واضحة بما يكفي، لا للإيرانيين ولا للنظام السوري".
أضاف كونريكوس أن الضربات استهدفت المقر العسكري الإيراني في سوريا بمطار دمشق، وهو منشأة سرية تستضيف ضباطاً عسكريين إيرانيين زائرين والفرقة السابعة لجيش النظام السوري التي تشرف على الجانب السوري من هضبة الجولان.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه قوله إن الضربات قتلت ثلاثة جنود وأصابت آخر، وألحقت أضراراً مادية. وأضاف التقرير أن الدفاعات الجوية أسقطت بعض الصواريخ الإسرائيلية قبل أن تصيب أهدافها.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقال إن الضربات استهدفت مركزاً للدفاع الجوي ومواقع ومخازن ذخيرة للميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا بمطار دمشق ومحيطه وأهداف أخرى جنوب العاصمة.
وقال المرصد إن عشرة أشخاص إجمالاً، قتلوا، بينهم ما لا يقل عن خمسة إيرانيين يعتقد أنهم ينتمون إلى فيلق القدس.
في سياق ذي صلة ، وخلال أول زيارة من نوعها إلى الجولان المحتل، شدد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على تبعية هذه المنطقة لإسرائيل، وانتقد بشدة الدعوات الدولية لإعادة الجولان إلى سوريا
وقال بومبيو من الجولان: "لا يمكنك أن تقف هنا وتنظر إلى ما هو في الجانب المقابل من الحدود وإنكار الأمر المحوري الذي اعترف به الرئيس دونالد ترامب... هذا جزء من إسرائيل" !
وأعرب بومبيو عن إدانته للدعوات الصادرة عن "الصالونات في أوروبا ومؤسسات النخبة في أميركا" التي تطالب إسرائيل بإعادة الجولان المحتل منذ عام 1967 إلى سوريا .
أضاف: "تصوروا خطر الإضرار بالغرب وإسرائيل في حال سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على هذا المكان" .