
على أكثر من صعيد ، بات مؤكدا أن تستمر العلاقات الإستراتيجية المتينة والقوية ، بين الكويت والولايات المتحدة ، في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ، وتزداد متانة وصلابة وتنوعا في جميع مجالاتها .
برز ذلك في مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ، بتهنئة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة جو بايدن ، عقب الإعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية ، وذلك في برقية عبر فيها سموه عن «خالص تهانيه بالثقة التي أولاه اياها الشعب الأمريكي ، بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة» ، كما هنأ سموه السيدة كامالا هاريس بمنصبها كنائبة للرئيس المنتخب ، مشيدا سموه بالعلاقات التاريخية والراسخة التي تربط دولة الكويت والولايات المتحدة ، ومؤكدا التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أواصر هذه العلاقات ، وتطوير التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات ، والارتقاء به الى آفاق ارحب ، خدمة لمصلحتهما ، في ظل علاقة الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما .
وتمنى سموه للرئيس بايدن موفور الصحة والعافية ، وللعلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ، وسمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ، ببرقيتي تهنئة مماثلتين .
في سياق متصل أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتيين السفير حمد المشعان ، ان الرؤية من وراء إنشاء الحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة ، جاءت لتأطير العلاقات الثنائية ، ونقلها إلى أبعاد تترجم التطور الطبيعي لتلك العلاقات المتينة والمتجذرة .
جاء ذلك في تصريح للسفير المشعان ل «كونا» ، أمس الأحد ، على هامش فعاليات الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة المقرر انطلاقها اليوم الاثنين ، عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع «عن بعد» ، برئاسة السفير المشعان ، فيما سيترأس الجانب الأمريكي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل.
وأفاد المشعان أنه منذ إنشاء الحوار الاستراتيجي الكويتي- الأمريكي عام 2016 ، عقدت ثلاث جولات من الحوار الاستراتيجي هي «الجولة الأولى التأسيسية عام 2016 في واشنطن ، والجولة الثانية عام 2018 في واشنطن ، والجولة الثالثة عام 2019 في الكويت».
وأوضح أنه يشارك في أعمال الحوار الاستراتيجي ما يزيد عن 20 جهة حكومية كويتية ، ما بين جهات أصيلة في الحوار وجهات ذات صفة مراقب.
وأشار الى مجاميع العمل الأساسيية التي انبثقت عن الحوار الاستراتيجي ، وهي مجموعة التعاون الدفاعي ومجموعة التعاون الأمني ، ومجموعة التعاون التعليمي ، ومجموعة التعاون الاقتصادي ، ومجموعة التعاون القنصلي والجمارك وأمن الحدود.
وبين أن مجاميع العمل تجتمع بشكل دوري على مدار السنة لترفع تقاريرها المنتظمة إلى الحوار الاستراتيجي ، لافتا الى اتفاق الجانبين على ضرورة استحداث مجموعة عمل تواكب التطور في العلاقات الثنائية بين البلدين ، ولتتولى مناقشة بعض الملفات والقضايا غير المنظورة في مجاميع العمل الأصيلة.
وقال المشعان إنه تم الاتفاق على تشكيل مجموعة التعاون السياسي والتنمية وحقوق الإنسان ، مشيرا إلى أن الاجتماع غدا سيشهد أول اجتماع لمجموعة التعاون للشؤون السياسية والتنمية وحقوق الإنسان.
وذكر أن مجاميع العمل ستتوالى بالانعقاد تباعا ، وصولا إلى ختام أعمال الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي ، التي ستكون بزيارة فعلية من وزير الخارجية ووزير الاعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد ، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن 24 من نوفمبر الحالي.
أضاف أن أعمال الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي ، ستختتم بعقد لقاء وزاري بين وزير الخارجية الكويتي ونظيره الأمريكي مايك بومبيو.
وذكر ان الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأمريكي شهد توقيع ما يزيد عن 34 مذكرة اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات ، منها التعاون الأمني والتعليمي والقنصلي وغيرها ضمن مجالات التعاون الثنائي بين البلدين.
وبين أن الولايات المتحدة الأمريكية تعبتر الوجهة الأولى للطلبة الكويتيين المبتعثين ، حيث بلغ عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في الجامعات الأمريكية حوالي 8000 طالب وطالبة في عام 2020.
من جهتها أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى دولة الكويت ألينا رومانوسكي ، أن الحوار الاستراتيجي الأمريكي- الكويتي أصبح المحور الرئيسي في العلاقة الثنائية بين البلدين ، وسيستمر كإطار للرؤية المشتركة ولتوسيع التعاون الثنائي على المدى الطويل.
وقالت رومانوسكي : «مع ذلك فإن الانتقال إلى جلسات افتراضية هو شهادة على التزامنا وعزمنا على توسيع التعاون بين بلدينا رغم القيود التي يفرضها كوفيد-19».
وسيختتم الحوار الاستراتيجي أعماله في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 24 نوفمبر الحالي بحفل ختام سيترأسه كل من وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو ، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد .