الأولى

واشنطن – «وكالات» : طوت الولايات المتحدة أمس صفحة الرئيس الخامس والأربعين دونالد ترامب ، بعد أن تأكد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة ، ليصبح هو الرئيس السادس والأربعين لأمريكا ، عبر حصوله على 290 صوتًا انتخابيًا ، إثر فرز الصناديق الانتخابية لمعظم الولايات المتأرجحة أمس ، فيما ثبت ترامب عند رقم 214 صوتا ولم يتجاوزه منذ عدة أيام . 

وفي كلمة مختصرة عقب الإعلان عن فوزه ، أكد الرئيس المنتخب جو بايدن أنه «سيكون رئيسا لكل الأمريكيين» ، متوجها لهم بالشكر على انتخابه .

وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» ومعظم وسائل الإعلام الأمريكية أمس هذا الفوز ، ونشرت الكثير من الأخبار والتقارير المصورة حول احتفالات أنصار بايدن بـ «النصر الكبير» . وقالت شبكة «سي إن إن» CNN بأن جو بايدن أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

يأتي ذلك بعدما تجاوز بايدن الرقم السحري 270 صوتاً بالمجمع الانتخابي لحسم معركة الرئاسة الأميركية، حيث تقدم المرشح الديمقراطي في ولايات أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا على نظيره الجمهوري دونالد ترمب.

وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت أن بايدن متقدم بنقطة واحدة على ترمب في جورجيا و4 نقاط في بنسلفانيا.

كما أفاد مركز إديسون للأبحاث باتساع تقدم بايدن في ولاية جورجيا الحاسمة إلى 7248 صوتاً مع تواصل الفرز.

كما أعلنت ولاية أريزونا أن «120,000بطاقة اقتراع بانتظار الفرز، وبايدن متقدم بـ 28,000».

وكان المرشح الديمقراطي جو بايدن قد جدد التأكيد على أنه واثق من الفوز، مواصلاً التقدم في الولايات الحاسمة، بينما حذره منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب من إعلان الفوز ، رغم أن ترامب نفسه عاد بعد ذلك وقال في تغريدة له : «لقد فزت في هذه الانتخابات بفارق كبير» ، وبعد إطلاقه تلك التغريدة غادر البيت الأبيض متوجها إلى نادي الغولف.

وقد دعا المرشح الديمقراطي بايدن، صباح أمس السبت، الأمريكيين إلى «التلاقي» من أجل التغلب على «الغضب»، في الوقت الذي يتجه فيه إلى الفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.

وشدد بايدن في كلمة مقتضبة من ديلاور على أن «الوقت حان للتلاقي»، مضيفاً «علينا أن نتغلّب على الغضب». كما تعهد بالتصدي لجائحة كوفيد-19 منذ «اليوم الأول» له في البيت الأبيض، معرباً عن ثقته في فوز تاريخي وبأغلبية ساحقة، مؤكداً أنه في طريقه للحصول على 300 صوت انتخابي.

وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي ترمب في سلسلة تغريدات له على موقع «تويتر» إن المرشح الديمقراطي، بايدن، ليس له حق ادعاء الفوز بكرسي الرئاسة، مشيرًا إلى أنهم بدأوا بالفعل الإجراءات القانونية.

كما أوضح ترمب أن كل التقدم الذي حققته يوم الاقتراع اختفى مع مرور الأيام، وأن هذا السبق الذي حققه مع النتائج التي حدثت، هو ما دفعه للإجراءات القانونية التي قد تعيد له التقدم والسبق في النتائج.

وقد حدثت تغييرات في أصوات ولاية بنسلفانيا التي حسمت السباق في عام 2016 لصالح ترمب، ومن شأن الحصول على 20 صوتا انتخابيا في ولاية بنسلفانيا ، جعل بايدن يحصل على أصوات كافية للفوز بالرئاسة بعد مسيرة سياسية امتدت لما يقرب من 5 عقود.

وفي الوقت الذي يحصي فيه المسؤولون طوفانا من بطاقات الاقتراع عبر البريد تشبث بايدن بفارق ضئيل في نيفادا وأريزونا، وتغلب في وقت سابق يوم الجمعة على ترمب في بنسلفانيا وجورجيا.

وفي أريزونا، تقدم بايدن بأغلبية 29,861 صوتا مع اكتمال فرز 97 في المئة من الأصوات. وفي نيفادا، تقدم بأغلبية 22,657 صوتا مع اكتمال فرز 93 في المئة.

وفي جورجيا، تقدم بايدن بـ 7248 صوتاً مع اكتمال فرز 98 في المئة من الأصوات، بينما تقدم في ولاية بنسلفانيا بأغلبية 27,130 صوتا مع اكتمال فرز 96 في المئة من الأصوات.

وقال بايدن إن مطالب ترمب بوقف إحصاء الأصوات لن تنجح.

في سياق متصل أكد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش مكونيل ، أنه يعتقد أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة ، في حال خسر الرئيس دونالد ترمب الانتخابات، كما هو مرجح وفق آخر نتائج فرز الأصوات.

وقال مكونيل في مؤتمر صحافي إن الانتقال السلمي للسلطات يعود تاريخه في الولايات المتحدة إلى عام 1792.

وفي شأن اتهامات ترمب للديمقراطيين بعمليات تزويرٍ طالت عملية الاقتراع، قال مكونيل إن موقفه أوضحه في تغريدته بأنه يجب احتساب جميع الأصوات، واستبعادُ تلك التي ثبت تزويرها، وأن القضاء سيقرر في هذا الشأن.

وكان الرئيس ترامب قد ذكر أنه الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولا «تدخل بطاقات الاقتراع عبر البريد»، متعهداً باللجوء إلى المحكمة العليا لوقف عد واحتساب هذه البطاقات. هذا الأمر أثار مخاوف بعض الأميركيين من دخول البلاد في أزمة دستورية كبيرة.

وقد أعد المرشح الديمقراطي، جو بايدن، جيشا من المحامين وخبراء القانون الدستوري لمواجهة كل التحديات القانونية التي يفرضها عليه ترامب، والتي بدأت بطعنه في فرز الأصوات التي جاءت عبر البريد وبحديثه عن وجود حالات تزوير. كما أصر بايدن على أن المسؤولين الاتحاديين «سوف يخرجون ترامب من البيت الأبيض» إذا خسر الانتخابات.