
واشنطن – «وكالات» : سيقرر الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء ، ما إذا كان دونالد ترامب سيبقى في البيت الأبيض ، لأربعة أعوام أخرى ، أم سيخلفه منافسه مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ، الذي سبق له أن تولى منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس باراك أوباما ، والمنخرط في الحياة السياسية الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي.
ويتوقع مشاركة أكثر من نصف من يحق لهم التصويت ، فيما صوت أكثر من 91 مليون ناخب مبكراً ، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات بين أنصار المرشحين ، خصوصا مع احتمال تأخر إعلان النتائج ، نظرا لوجود نسبة كبيرا قامت بالتصويت عبر البريد .
وتصوت معظم الولايات الأمريكية لنفس الحزب في كل الإنتخابات تقريبا، وهو الأمر الذي يعني أنه في الحقيقة هناك حفنة من الولايات فقط التي يتمتع فيها المرشحان بفرصة للفوز. وهذه هي الولايات التي ستقرر نتيجة الإنتخابات وهي المعروفة بالولايات غير المحسومة أو المتأرجحة.
وبموجب نظام المجمع الإنتخابي الذي تتبعه الولايات المتحدة لانتخاب رئيسها، تمنح كل ولاية عددا من الأصوات يتناسب مع عدد سكانها. ويبلغ مجموع أصوات المجمع الإنتخابي 538، ولذا يتوجب أن يفوز المرشح بـ 270 صوتا ليضمن الفوز.
وتتمتع بعض الولايات غير المحسومة "أو المتأرجحة" بعدد أكبر بكثير من أصوات المجمع الإنتخابي من غيرها، ولذا يقضي المرشحان وقتا أطول في هذه الولايات لحث الناخبين على التصويت لهما.
وتبدو استطلاعات الآراء في الولايات غير المحسومة جيدة بالنسبة لجو بايدن ، وتشير إلى أن بايدن يتقدم بشكل كبير في ولايات ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن ، وهي ثلاث ولايات صناعية كان منافسه الجمهوري قد فاز بها بفارق ضئيل يقل عن 1 في المئة ، ليضمن فوزه في انتخابات 2016.
وكل الولايات المتأرجحة هذه السنة، التي يمكن أن تقلب من معسكر إلى آخر، فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكنسن وأريزونا، كان فاز فيها دونالد ترامب في انتخابات 2016 وبينها أربع ولايات صوتت للديمقراطي باراك أوباما في عام 2012.
وفي دليل على احتدام المعركة في هذه الولايات، توجه ترامب إلى ثلاث منها - ميشيغن وكارولاينا الشمالية وفلوريدا - الأحد، فيما عقد بايدن تجمعين انتخابيين في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
ويتقدم بايدن بفارق معدله 3,2 نقاط في الولايات التي ستشهد تنافساً حاداً، بحسب استطلاع أجراه معهد "ريل كلير بوليتيكس".
وإذا صوتت الولايات الـ44 المتبقية كما فعلت قبل أربع سنوات، فإن بايدن يمكن أن يغير معطيات أكبر معركتين ، فلوريدا وبنسلفانيا، ويفوز.
وبنسلفانيا مسقط رأس بايدن هي الولاية الأهم في المنطقة المعروفة بـ"حزام الصدأ" وتشمل مناطق في شمال وسط الولايات المتحدة شهدت عقوداً من التراجع الصناعي.
وتضم بنسلفانيا عدّة مناطق تحمل أهمية اجتماعية واقتصادية. وخصص فريق حملة بايدن، التي التزمت بالقواعد الصحية لمنع تفشي كوفيد-19 عبر تنظيم فعالياتها الأساسية عبر الإنترنت، مبالغ كبيرة لنشر إعلانات سياسية في الولاية.
وستصوت المدن الكبيرة في بنسلفانيا بكثافة لبايدن فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة ملتزمة بترامب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق فستكون حاسمة.
وبحسب معدل استطلاعات ريل كلير بوليتكس، يتقدم بايدن بفارق 4,3 نقاط مئوية.
وفاز ترامب في 2016 في ميشيغن بفارق ضئيل، والمعركة تحتدم هذا العام في الولاية.
وزار ترامب الولاية التي تضم البحيرات العظمى للتأكيد على سعيه لإعادة القيم الأميركية، لكن همّ الناخبين هو تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد وإدارة الرئيس لأزمة الوباء.
وكثيراً ما تصادمت الحاكمة الديمقراطية للولاية غريتشن ويتمر مع الرئيس، وأغضبت قراراتها بفرض إغلاق إلزامي، المحافظين.
ونظم متظاهرون يحملون أسلحة نارية تظاهرات أمام مبنى حكومة الولاية هذا الصيف، وتم، أخيراً، اعتقال أعضاء في مجموعة يمينية على خلفية التخطيط لخطف الحاكمة.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن بفارق 6,1 نقاط مئوية فيها.
اختارت الديمقراطية هيلاري كلينتون عدم القيام بحملة في الولاية المعروفة بإنتاج الألبان في 2016، وعاقبها الناخبون على ذلك.
وركز الديمقراطيون هذا العام على ويسكنسن، وأعلنوا عن إقامة مؤتمرهم الوطني فيها رغم إجرائهم التجمع فيما بعد على الإنترنت بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
وقام كل من ترامب وبايدن بحملة في تلك الولاية، التي زارها أيضاً نائب الرئيس مايك بنس ومرشحة بايدن لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن بـ6,6 نقاط مئوية.
وتعد فلوريدا أكبر الولايات المتأرجحة وتمثل ركيزة منطقة "حزام الشمس" الممتدة في الجنوب وجنوب الغرب الأميركي والتي تتزايد فيها الكثافة السكانية، وتشتهر بالزراعة والصناعات العسكرية وتضم أعداداً كبيرة من المتقاعدين.
ويصعّد الجمهوريون دفاعاتهم هناك، فيما يتهمهم الديمقراطيون بقمع الأصوات خصوصاً في مجتمعات أصحاب البشرة الملونة.
وستكون شريحة الناخبين من دول أميركا الجنوبية بالغة الأهمية، وتظهر الاستطلاعات ميلهم لتأييد الديمقراطيين أقل مما كانوا عليه في 2016.
ويعتبر أغلب الخبراء فلوريدا بمثابة جدار نار لترامب، ففي حال اختراقه يخسر ترامب على الأرجح مقعد البيت الأبيض.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن بـ0,8 نقطة مئوية.
وفاز ترامب بولاية كارولاينا الشمالية المحافظة تقليدياً بفارق ثلاث نقاط قبل أربع سنوات، لكن الحزبين يقران الآن بتقارب نتيجة السباق.
وحاكم الولاية ديمقراطي يتمتع بشعبية، وقد أشيد بإدارته المتوازنة للوباء.
نظم الجمهوريون مؤتمرهم الوطني في الولاية، لكنه بنهاية الأمر عقد في غالبيته على الإنترنت.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن هنا بـ0,3 نقطة مئوية.
ولطالما كانت أريزونا لعقود معقلاً للجمهوريين، لكن الناخبين فيها يتغيرون مع تزايد أعداد المتحدرين من دول أميركا اللاتينية، وتدفق مواطنين من كاليفورنيا الأكثر ليبرالية. ويثمن الناخبون المحافظون جهود ترامب في فرض قيود على الهجرة وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
لكن ترامب أضر بحظوظه بالإساءة تكراراً إلى سمعة السناتور الراحل جون ماكين، الذي كان يمثل أريزونا، وهو لا يزال يرخي بثقله على سياسات الولاية. وأعلنت أرملة ماكين، سيندي، تأييدها لبايدن.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن بـ1,1 نقطة مئوية في الولاية.