
واصلت الكويت التعبير عن انتصارها للنبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم – والدفاع عن الإسلام ، ضد أي ساءات تحاول تشويهه ، والنيل من رموزه وقيمه ومثله العليا .
فقد جدد مجلس الوزراء ، خلال اجتماعه الأسبوعي أمس ، برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد ، التأكيد على استيائه البالغ ، استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأكد تأييده للبيان الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي والذي يعبر عن الأمة الإسلامية جمعاء ، وما جاء به من مضامين شاملة رافضة لتلك الإساءات والممارسات ، وحذر المجلس من مغبة دعم تلك الاساءات واستمرارها ، سواء للأديان السماوية كافة أو الرسل عليهم السلام ، من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية ، والتي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف ، وتقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها وإشاعة ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم ، مشيرا إلى خطورة الاستمرار في دعم هذه الإساءات والسياسات التمييزية ، التي تربط الإسلام بالإرهاب لما تمثله من تزييف للواقع وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للإرهاب ، فضلا عما تمثله من إساءة بالغة لمشاعر المسلمين حول العالم.
من جهة أخرى شدد مجلس الوزراء على التزام الحكومة بإجراء الانتخابات التشريعية لمجلس الأمة للفصل التشريعي السادس عشر ، وتمكين الناخبين من ممارسة حقوقهم بسهولة ويسر ، وسط أجواء تسودها الحرية والنزاهة ، مع الحفاظ على مقتضيات ودواعي المصلحة العامة ، وما تفرضه مواجهة انتشار الجائحة من إجراءات وتدابير.
كما أكد المجلس على أهمية ما تضمنه النطق السامي لحضرة صاحب السمو الأمير ، والخطاب الأميري بمناسبة افتتاح دور الانعقاد التكميلي الخامس من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة ، من نصائح سديدة ورسائل مهمة ، من شأنها ترسيخ مقومات الوحدة الوطنية ، وكل ما يسهم في المحافظة على كيان بلدنا العزيز وتقدمه ورفعته.
من جانب آخر فقد أحيط مجلس الوزراء علما ، بقبول الاستقالة المقدمة من وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب محمد الجبري.
كما أحيط مجلس الوزراء علما بصدور مرسومين ، أحدهما بتعيين الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد وزير الخارجية بالإضافة إلى عمله وزيرا للإعلام بالوكالة ، والآخر بتعيين خالد الروضان وزير التجارة والصناعة بالإضافة إلى عمله ، وزير دولة لشؤون الشباب بالوكالة.
واستمع مجلس الوزراء إلى شرح قدمه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح ، بشأن الخطوات الجاري اتخاذها في إدارة شؤون الانتخابات ، والاستعدادات القائمة لتسجيل المرشحين لخوض الانتخابات القادمة لمجلس الأمة ، وذلك بمراعاة الاشتراطات الصحية اللازمة.
ثم استمع المجلس إلى شرح قدمه وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح ، حول آخر البيانات والإحصاءات المتعلقة بأعداد حالات الإصابة والشفاء من فيروس كورونا المستجد ، والوفيات في العالم وفي دولة الكويت خاصة ، والتي تشير إلى تصاعد متزايد في أعداد المصابين والوفيات والتي استوجبت اتخاذ أشد التدابير في مختلف دول العالم ، في مواجهة مخاطر الموجة الثانية لهذا الوباء وتجنب المزيد من أثاره.
كما أحاط وزير الصحة المجلس بنتائج الجهود التي تقوم بها الوزارة ، من أجل تأمين اللقاحات اللازمة لمواجهة الفيروس ، وفي هذا الصدد فقد قرر المجلس تشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة وعضوية كل من «وزارة الداخلية ، وزارة الصحة ، الأمانة العامة لمجلس الوزراء ، الهيئة العامة للمعلومات المدنية ، الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات» ، لإعداد وتنفيذ الآلية المناسبة للتطعيم من فيروس «كوفيد 19» ، بمراعاة القواعد والاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية للحفاظ على الأمن الصحي في البلاد ، وللجنة دعوة من تراه من المختصين لمعاونتها في أداء مهمتها.
كما استمع مجلس الوزراء إلى العرض المرئي المقدم من قبل وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان الدكتورة رنا الفارس ، وقيادات وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري ، بشأن الإجراءات والاستعدادات الجارية لمواجهة موسم الأمطار . وتضمن العرض الإجراءات الاحترازية التي تمت لحماية مواقع السيول وتكدس المياه والتي شاركت بها 16 جهة حكومية ، وكذلك خطة العمل المعدة من قبل الفريق الجيولوجي للحلول الدائمة.
وترجمة لما تضمنه الخطاب الأميري الذي ألقاه مؤخرا سمو رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح دور الانعقاد التكميلي بشأن تطبيق الكويت Kuwait App «سهل» ، والذي يمثل أحد العناصر في المحاور الثلاثة لبرنامج عمل الحكومة ، الذي أعلن في بداية عمل الحكومة بعد تشكيلها ، فقد استمع المجلس إلى عرض قدمته مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات هيا أحمد الودعاني وقياديو الجهاز بشأن هذا التطبيق ، موضحة بأنه قد تم الانتهاء من إعداد تطبيق الكويت «سهل» ، والذي يعتبر نافذة حكومية موحدة وقناة لاستلام الإشعارات والإخطارات من كل الجهات الحكومية ، ويتيح للمواطن والمقيم الدخول الموحد إلى كافة الخدمات الحكومية ، ويساهم في تحسين تقديم الخدمات العامة إلكترونيا وتمكين وصولهم بأقل تكاليف وبأسرع وقت ويرفع الكفاءة ويرشد الإنفاق ، كما سيؤثر على الخدمات المقدمة للأفراد في مجالات الصحة والتعليم والسلامة والأمن ويحسن في الأداء ، من خلال وضع مؤشرات قياس أداء ، ويتيح إمكانية تسديد كافة المستحقات الحكومية من خلال موقع واحد ، كما يتيح أيضا الحصول على مواعيد لأي خدمة حكومية تتطلب الحضور شخصيا ، ومن خلاله تتحقق المتابعة والرقابة على أداء الموظفين ، بالإضافة إلى أنه يمثل أحد أهم الأدوات التي تحد بشكل كبير من مظاهر الفساد.
وقد أشاد مجلس الوزراء بهذا الإنجاز الطيب والجهود المخلصة التي بذلت في إعداده ، وكلف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية لوضع الآليات المناسبة الكفيلة بتنفيذ التوصيات الواردة بالتقرير ، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان نجاح التطبيق واستدامته وتحقيق أهدافه.
إلى ذلك أعرب مجلس الوزراء عن ترحيب دولة الكويت بالإعلان عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية ، في ختام أعمال الدورة الرابعة للجنة العسكرية الليبية المشتركة برعاية الأمم المتحدة التي عقدت في جنيف ، خلال الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر الجاري وأشاد المجلس بالجهود التي بذلت للوصول إلى هذا الاتفاق من قبل كافة الأطراف ، لاسيما الأمم المتحدة ممثلة بالمبعوث الأممي إلى ليبيا معربا عن الأمل بأن يتم الالتزام بهذا الاتفاق والعمل بموجبه بما يهيئ الأجواء للدخول في مشاورات تقود إلى الحل السياسي المنشود ضمانا لتحقيق أمن وسلامة وسيادة ووحدة أراضي ليبيا وتطلعات شعبها الشقيق.
وأعرب مجلس الوزراء عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين ، إزاء الاستمرار في استهداف المناطق المدنية والمدنيين في المنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية الشقيقة ، من قبل ميليشيا الحوثي عبر تواصل الأعمال الإجرامية والتي تتمثل في إطلاق طائرات بدون طيار مفخخة ، في تحد صارخ للقوانين والأعراف الدولية ، وإمعانا في تهديد أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وسلامة شعبها ، وتقويضا لاستقرار المنطقة ، الأمر الذي يتطلب تحركا دوليا فوريا لوضع حد لهذه الاعتداءات الإجرامية وردع مرتكبيها . وأكد المجلس وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ، وتأييدها في كل ما تتخذ من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.