العدد 3804 Sunday 25, October 2020
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
لـــبــيـــك يـــــا رســـــــول الله اطردوا سفيرة فرنسا وقاطعوا منتجاتها مصر : إقالة مسؤول كبير لإساءته بحق الكويت «الداخلية» : فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الأمة غداً «الصحة العالمية» عن «كورونا»: الأشهر القليلة القادمة صعبة جدا أرنولد شوارزنيغر بحالة «رائعة» بعد جراحة في القلب بعد عملية ناجحة لـ «ناسا»... تسرب جزء من عينات كويكب نيبو في الفضاء أمريكي يفوز بالجائزة الكبرى لليانصيب مرتين في عام واحد الأمير تلقى برقية تعــزية مــن الــرئيس ترامب بوفاة الراحل: مصر: إقالة «معاون القوى العاملة» لإساءته بحق الكويت وإحالته للتحقيق فوراً «الداخلية»: فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الأمة غداً 695 إصابة جديدة بـ «كورونا» والإجمالي 120927 .. و4 حالات وفاة فزعة كويتية كبيرة ضد الإساءة لنبي الأمة الكريم : «إلا رســــــول الــــــلـــــه» «الشال»: الكويت لا تملك سوى افتراض الأسوأ وتخطيط سياساتها لمواجهته الهطلاني : مشاركة دولية كبيرة في برنامج «محاسب زكاة معتمد» «أسواق المال» تحث جميع الشركات على الإبلاغ عن مخالفاتها نمر الصباح يشارك في اجتماع المكتب التنفيذي لـ «أوابك» «الخليج للتأمين-الكويت» تحصد جائزة «مزود الحلول الأكثر ابتكارا في المنطقة» كاظمة والكويت يبحثان عن الانتفاضة .. والقادسية يسعى لفض الشراكة الكويت ينسحب من صفقة «والتر بواليا» ويفاوض «نوركوفيتش» العتيبي: الرماية الكويتية تواصل الإنجازات الدولية في بطولة «فلاديمير بوشيفالوف» الأهلي يستعرض قوته الضاربة على حساب الوداد السيتي يواصل نزيف النقاط..وليدز يوقف انتصارات الفيلا ترامب: 5 دول عربية أخرى ترغب بالتطبيع مع إسرائيل لبنان ينفي تعرض السفارة الفرنسية لقنبلة العراق: القبض على الداعشي «آمر مفرزة ولاية شمال بغداد» انطلاق المرحلة الأولى لانتخابات «النواب المصري» أوروبا تشدد ترسانة القيود لمكافحة «كورونا» «الإنتاج البرامجي» تشارك في «إكسبو 2021» «مهرجان البحرين الدولي للموسيقى» ينطلق بحضور الجمهور عبر السيارات نانسي عجرم تطرح «إلى بيروت الأنثى» المواهب المخضرمة تستمر بإذهال المدربين في «the Voice SENIOR» متحدياً «كورونا».. مهرجان «الجونة السينمائي» يطلق دورته الرابعة بتكريم النجوم

الأولى

لـــبــيـــك يـــــا رســـــــول الله

 
د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 في البدء فإننا – نحن المسلمين – مطمئنون تماما إلى وعد الله لنبيه صلي الله عليه وسلم ، حيا وميتا ، والذي سجله القرآن الكريم ، وصار مطبوعا في قلوبنا وعقولنا ، لا يمحى منها أبدا ، ونعني به قوله سبحانه لنبيه المصطفى : «وأعرض عن المشركين . إنا كفيناك المستهزئين» .
ومن ثم فإن أية إساءة لرسولنا ، لن تنقص من مكانته وقدره عند الله ، وعند أتباعه ، وعند المنصفين من كل الأديان والأعراق، وإنما ترتد على صاحبها وتنتقص منه ، وتكشف قبحه وفجاجته وعنصريته . وهذا بالضبط ما حدث عندما تطاول  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ديننا الإسلامي ، وزعم أنه في أزمة ، وبدا مشجعا على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي، بدعوى تشجيع الحريات ، وهو ما أشاع مناخا من التعصب ، وأدى إلى أن يتجرأ مدرس فرنسي بعرض تلك الرسوم القبيحة، أمام طلبته الذين يدرس لهم ، وما ترتب عليه بعد ذلك من إقدام شاب شيشاني مسلم على قتل ذلك المدرس .
وإننا إذ نؤكد أننا لا نؤيد القتل أبدا ، وندعو لإعمال القانون ، ومواجهة المسيئين عبر الوسائل العقلانية ، وإقامة حوار متصل بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات ، من أجل الوصول إلى كلمة سواء ، فإننا ننبّه في الوقت نفسه ، إلى أن الذي مهد لوقوع جريمة القتل ، هو ذلك المناخ المشحون والمتشنج ، الذي أشاعته تصريحات مستهترة ، تولى كِبْرَها رئيس دولة يفترض به أن يكون أكثر حصافة وحكمة ، وأن يتحلى بالدبلوماسية واللياقة في التعامل مع قضايا حساسة ودقيقة من هذا النوع، خصوصا وأنه يعلم أن بلاده تضم ما لا يقل عن سبعة ملايين مسلم ، وينبغي الحفاظ على مشاعرهم ، وحمايتها من الإيذاء ، واحترام معتقداتهم ورموزهم الدينية .
والحق أن المقارنة تفرض نفسها ، وتجعلنا نستعيد موقف زعيمة تستحق الاحترام والتقدير ، وهي رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ، التي سجلت موقفا عظيما وراقيا ، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلادها خلال شهر مارس من العام  2019 ، وراح ضحيته 50 شخصا من المسلمين ، قتلهم شخص متعصب لتفوق العرق الأبيض ، أثناء أدائهم صلاة الجمعة بأحد المساجد ، فقد كان موقف تلك السيدة رائعا ، واستحقت معه احترام الأمة الإسلامية والعالم كله ، حين حشدت دولتها بكل مؤسساتها وشعبها بالكامل ، لإدانة تلك الجريمة النكراء ، والتأكيد على رفض بلادها للتعصب والعنصرية وإثارة الأحقاد والضغائن بين الشعوب المختلفة .
وكما أكد الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي، وسائر مؤسساتنا الإسلامية ، فإن «إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان ، من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض ، وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة» ، ولفتها الأنظار إلى أنّ حديث ماكرون «يدعم خطاب الكراهية،  ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم ، إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية».
من هنا فإننا ندعو فرنسا ورئيسها إلى إجراء مراجعة شاملة لسياساتها ، وإلى إدراك أن المسلمين قد يكونون على استعداد لتقديم تنازلات في أشياء عديدة ، لكن ما لا يمكنهم قبول التنازل أو التفريط فيه ، هو حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، وافتداؤه بكل غال ونفيس ، ورفضهم المساس به أو الإساءة إليه. وذلك لأنهم مأمورون شرعا بحب الرسول وتوقيره ، وإنزاله المنزلة التي أرادها له الله .. وهم يأتمرون بأمر ربهم سبحانه وتعالى، القائل في كتابه الكريم : « قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، وقوله تعالى : «قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ» .
أخيرا نتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة .

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق