
تصاعدت بالأمس في جميع الأوساط الكويتية ، وعلى جميع المستويات الرسمية والنيابية والمؤسسية والشعبية ، حملة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ضد الإساءة الفرنسية لنبينا الكريم ، وبرزت مطالبات نيابية عديدة ، بطرد سفيرة فرنسا لدى البلاد ، وكذلك مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية .
فبينما أكدت وزارة الخارجية على المستوى الرسمي استنكارها استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول «صلى الله عليه وسلم» ، مشددة على تأييدها لبيان منظمة التعاون الإسلامي الذي «يعبر عن الامة الاسلامية جمعاء ، فزع نواب مجلس الأمة دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكدوا أن الإساءة الفرنسية للرسول الكريم غير مقبولة ، موضحين أن أخطر أنواع التطرف الديني هو ذلك الذي تتبناه أعتى الدول ديمقراطية .
وانتفضت كذلك مؤسسات المجتمع المدني بالكويت ، وعبرت عن رفضها للإساءة إلى الرسول الكريم نبي الأمة ، مؤكدة أن هذه الإساءات لن تنالَ من قَدْر النبي الكريم، ولا رسالته السامية التي أشرقَ العالَمُ بنورها بعد ظلمات الجهل والجاهلية .
وعلى المستوى الشعبي تصدر «هاشتاغي» «# إلا رسول الله يا فرنسا» و «# قاطعوا المنتجات الفرنسية»موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ، وطالب المغردون بضرورة الرد على هذه الإساءات للنبي الكريم بمقاطعة المنتجات الفرنسية ، مؤكدين كذلك ضرورة تصعيد الموقف إلى حد طرد السفير الفرنسي .
في هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية أن دولة الكويت تابعت باستياء بالغ استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول «صلى الله عليه وسلم» مؤكدة تأييدها لبيان منظمة التعاون الإسلامي الذي «يعبر عن الامة الاسلامية جمعاء وما جاء به من مضامين شاملة رافضة لتلك الإساءات والممارسات».
وحذرت الوزارة في بيان لها أمس الأول من مغبة دعم تلك الاساءات واستمرارها سواء للاديان السماوية كافه أو الرسل عليهم السلام من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية والتي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف وتقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها واشاعه ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم.
كما حذرت من مغبة الاستمرار في دعم هذه الاساءات والسياسات التمييزية التي تربط الاسلام بالارهاب، لما تمثله من «تزييف للواقع وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للارهاب فضلا عما تمثله من اساءه بالغة لمشاعر المسلمين حول العالم».
من جهة أخرى دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الحكومة ، إلى استنكار الإساءات المقصودة لرموز الاسلام ، والتحرك العملي ضمن المحيط الدبلوماسي لحظر الإساءة لكافة المعتقدات حول العالم.
واستنكر الغانم قيام بعض الصحف الفرنسية وغيرها بنشر رسوم كاريكاتورية تحمل إساءات للرسول الكريم.
من ناحيته أكد النائب أحمد الفضل على أن أخطر أنواع التطرف الديني هو ذلك الذي تتبناه أعتى الدول ديمقراطية، مشيراً إلى أن ذلك يتجلى بوضوح عبر تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون غير المتزنة والمتطرفة. وأضاف الفضل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» : «نحن حتما لا نرتضي الدفاع عن مقدساتنا باستخدام العنف، ولا نعتقد أن نبينا الكريم سيقبل الدفاع عنه باستخدام العنف، فهو أولا وآخراً أكرم الخلق ورسول سلام للعالمين، فتلك التصريحات الغبية تؤجج من الاحتراب الديني بين الشعوب، وتدعو للتعصب وتعنصر الأمم».
وطالب الفضل وزارة الخارجية الكويتية «بسمعتها الطيبة دولياً بتحرك دبلوماسي دولي لكبح جماح هذا التطرف المتدثر بثوب الحرية».
بدوره استنكر النائب يوسف الفضالة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرها خطاب يحرض على الكراهية و يعزز العنف و«إساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي الحنيف». وأضاف الفضالة: «نعتز ونفخر أن دولة الكويت أول دولة عربية تتخذ موقفاً رافضاً للرسومات المسيئة».
كما شكر النائب محمد هايف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في تغريدتين منفصلتين وزارة الخارجية واتحاد الجمعيات التعاونية على موقفهما الرافض للإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
وقال النائب رياض العدساني : «أؤكد أن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ليست حرية رأي بل هي دعوة للكراهية، علماً أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أكدت أن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام ليست حرية رأي وجاء هذا القرار لحكم صدر في النمسا»
من ناحيته قال النائب أسامة الشاهين : « أحيي «الحكومة» على إعلانها المبدئي، وأدعو حكومات الخليج والعرب والمسلمين «الصامتة»، لمواقف مماثلة!
أضاف : «الدفاع عن مقام النبوة واجب «جميع» المسلمين، ومواطنيكم - وإخوانكم من حولكم - ينتظرون منكم ذلك».
من جهته قال النائب صالح عاشور عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» : «يقول الله تعالى في حق الرسول الأعظم (ص) :»إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين» ، لكن ما فعله الرئيس الفرنسي الذي تبنى الرسوم المسيئة في حق سيد البشرية هو تصرف لا مسؤول ، وفيه اهانة للإسلام والمسلمين ، ويجب على الدولة والمنظمات العالمية التحرك والإدانة فالتصرف هذا لايصدر من رئيس دولة».
من ناحيته قال النائب عبدالله الكندري: «نشر الرسوم المسيئة للدين الاسلامي وللرسول عليه الصلاة والسلام هو اهانة وازدراء لـ 1.9 مليار انسان مسلم حول العالم يشكلون حوالي 24.8 في المئة. وعلى فرنسا أن تعي بأنها تتخذ طريقًا يؤدي لنمو العداء والكراهية «.
بدوره توجه النائب السابق صالح الملا في رسالة إلى من وصفهم بـ «المتشدقين بالحريات الغربية» قال فيها: «من طالبني وطالب غيري باللجوء لمحاكم الغرب، هذا حكم سابق لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية تقر بأن الإساءة للرسول الكريم محمد ليست من حرية الرأي».
أضاف الملا عبر « تويتر» : «على رئيس الدولة التي تدعي احترام الحريات والأديان احترامه».
على صعيد متصل اكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» ، الدكتور ادم الملا أمس رفض المندوبية القاطع للاساءة للاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الملا في تصريح لـ «كونا» ان الحريات لا تعني الإساءة لرمز الإسلام سيدنا محمد صلى الله علية وسلم والإساءة للدين الإسلامي.
أضاف ان موقف المندوبية ثابت ودائم كما هو موقف دوله الكويت ولا نقبل بهذه الاساءة تحت أي ذريعة.
وشدد على ان «المندوبية هي جزء من الكويت ولا يمكن ان تخرج عن سياسات وقرارات دولة الكويت وبيان وزارة الخارجية يمثلنا جميعا ويمثل المندوبية».
واكد ان مندوبية دولة الكويت تسعى دائما لتقديم وتبني القرارات والمبادرات بمنظمة «يونسكو» الداعمة للسلام واحترام الأديان السماوية ونبذ العداء والكراهية.
واشار الى ان مندوبيه الكويت قادت تحركا عربيا إسلاميا العام الماضي ، لإقرار قرار باحدى اللقاءات الدولية التابعة لليونسكو يندد بالممارسات العنصرية ضد الاسلام «اسلاموفوبيا» ، وتم اقراره بالإجماع.
من ناحيتها أعربت جمعية الكاريكاتير الكويتية عن «رفضها الكامل واستنكارها الشديد ، لما تم عرضه من رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا»، مؤكدة أن ذلك «يحض على الكراهية، ويمثل اعتداءً على مقدسات المسلمين ومشاعرهم»، ومعلنة «وقف أي تعاون مع أي منظمة كاريكاتيرية بالعالم تنشر رسومات مسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو لرمز من رموز الإسلام، داعية الرسامين بالعالم إلى احترام معتقدات الآخرين ومقدساتهم».
وأشارت إلى أن «ما حدث ليس له علاقة بحرية الرأي، لأنه عمل يسيء إلى الإسلام والديانات السماوية والرموز الدينية، ويعرقل طرق الحوار بين الأديان، وحرية الرأي مقننة ولا تمت بصلة للكراهية ضد الديانات والأفراد».
من جهته قال المتحدث الرسمي لرابطة أعضاء هيئة التدريس للكليات التطبيقية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. سعد بوسمري المطيري أن الهيئة الإدارية للرابطة وجموع الهيئة التدريسية تستنكر وبشدة إساءات الغرب للإسلام ولنبي الرحمة محمد صل الله عليه وسلم، واستمرار استفزازهم لمشاعر المسلمين من خلال الاستهزاء في الرسول الكريم وفي العقيدة الإسلامية.
وقال د. المطيري لا يمكن القبول بأي مساس لمكانة الرسول الأعظم وخير البشرية أجمعين محمد بن عبدالله عليه صلوات الله وسلامه عليه، ولا نرضى بأن يتم التطاول عليه من باب حرية التعبير.
من ناحيتها أعلن عدد كبير من الجمعيات التعاونية رفضها واستنكارها الشديدين للإساءة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
ورفع عدد كبير منها منذ أمس الأول المنتجات الفرنسية من على «الأرفف» الخاصة بها.
وعجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور هذه الأرفف الخالية من المنتجات الفرنسية استجابة لمطلب الشعب الكويتي بمقاطعة هذه المنتجات .
وأصدر اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية استنكارا شديد اللهجة جاء فيه : «إنّنا إذْ نستنكر في اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية هذه الإساءاتِ البالغةَ، لنقولُ في يقين: إنها لن تنالَ من قَدْر النبي الكريم، ولا رسالته السامية التي أشرقَ العالَمُ بنورها بعد ظلمات الجهل والجاهلية، كيف وقد قال الله لنبيه، وقوله الحقُّ: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» [الحجر: 95]، وقال عز وجل: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ» [الزمر: 36]، وقال سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا» [الحج: 38].
ودعا يدعو اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية جميعَ الجهاتِ المسؤولة، الرسمية، الشعبية، وبالتعاون بين الجميع، إلى استخدام جميع الوسائل السلمية والإعلامية والدبلوماسية والحقوقية الممكنة للتعبير عن هذا الرفْض الرسمي والشعبي لمثل هذه التجاوزات، بما يتَّسق ومنهجيةَ الكويت الراسخة في العمل السلمي والإغاثي والإنساني والدبلوماسي.
من جهته أكد رئيس جمعية الجهراء التعاونية حبيب فلاح الماجدي ، إنه انطلاقا من إيماننا الراسخ وثوابتنا الإسلامية تمت مقاطعة المنتجات الفرنسية ورفعها من أماكنها المخصصة في الأسواق المركزية والفروع ، وذلك رداً على ماتم عرضه من رسومات مسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الماجدي في تصريح صحفي أن رفع المنتجات اتى باجماع أعضاء مجلس الإدارة وبدعم من العاملين في الجمعية ، مثمنا دور التعاونيات وموقفها بمقاطعة المنتجات الفرنسية.
على صعيد متصل أعرب مواطنون لـ»الصباح» عن استيائهم من الإساءة الفرنسية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأكدوا أن الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام واجب مقدس ، متسائلين إذا لم ندافع عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فعن من ندافع ؟
وقال هؤلاء إن علينا فوراً مقاطعة المنتجات الفرنسية رداً على الإساءات المتكررة لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم .
من ناحيته قال عبدالله الفضلي لـ»الصباح» إن فرنسا تكرر مثل هذه الإساءات للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم كل فترة ، وعلينا ان نتخذ موقفاً صريحا ضد كل هذه الإساءات ، وعلى فرنسا أن تعلم أن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه «خط أحمر» .
من جانبه تساءل ضاري العنزي ..كيف تكون الإساءة لدين أو طائفة أو حتى جماعة حرية رأي ؟ مشيراً إلى أن مثل هذه الإساءات لا بد أن يتدخل القانون الفرنسي من خلال سن قانون يمنع الإساءة إلى الأديان .
أضاف : فرنسا تدعي الديمقراطية والحرية ثم تسيء إلى الدين الإسلامي الحنيف فأي حرية هذه ؟ أليس الدين الإسلامي هناك أحد مكونات المجتمع الفرنسي ؟ فكيف تسيء لمجموعة من شعبها ؟
بدوره أكد عبدالرزاق الكندري أن فرنسا لم تجد موقفاً إسلاميا أو عربياً موحدا يردعها عن سب الرسول الكريم والإساءة إليه ، ويبدو أنها لم تتعلم الدرس من حادثة شارلي ايبدو الشهيرة ، وكان عليها أن تعلم أن ما تفعله يؤدي إلى عنف متبادل ، وكان يجب أن تسن قانونا على الفور يجرم سب الرسل والأديان.