
أدى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد ، اليمين الدستورية أمام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ، بقصر السيف صباح أمس ، كما أدى سموه اليمين الدستورية أمام مجلس الامة ، عقب مبايعة المجلس له بولاية العهد ، في جلسة خاصة .
وقد أعرب صاحب السمو أمير البلاد ، عن خالص تمنياته لسمو ولي العهد ، بالتوفيق والسداد ، مؤكدا على ثقته الكبيرة بسموه ، لمواصلة مسيرة العطاء في خدمة الوطن العزيز وتحقيق مصالحه.
من جهة أخرى بايع مجلس الأمة بالإجماع أمس ، سمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد في جلسة خاصة.
وجاءت نتيجة التصويت على المبايعة ، بموافقة إجمالي الحضور البالغ عددهم 59 عضوا.
وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في كلمة له عقب التصويت : "نبارك لسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ، مبايعة مجلس الأمة له بالإجماع وليا للعهد".
وقد تعهد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ، أن يكون لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد عضدا متينا وناصحا أمينا ، وأن يكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية.
وأكد سمو ولي العهد سعيه إلى رفعة الوطن وتقدمه متمسكا بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة ، حريصا كل الحرص على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين.
ورفع سموه شعار المشاركة الشعبية "عاملا على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ، ساعيا معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور .. منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم".
وقال : بالأمس القريب وفي الثلاثاء الحزين ، بكت الكويت وأهلها ومن يعيش على أرضها ، قائدها ووالد الجميع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ، الذي رحل تاركا إرثا ومآثر ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال ، تستذكرها بكل معاني الفخر والاعتزاز.
أضاف أن مما يخفف عنا لوعة الفراق تولي صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد ، مسند الإمارة وزمام القيادة ، ونحن على يقين بأن الكويت بقيادة سموه ستواصل مسيرتها الريادية دولة دستور ونهج ديمقراطي ومشاركة شعبية ومصداقية في الأفعال قبل الأقوال داعية إلى الخير والسلام ومنبرا للخير والعمل الإنساني.
وقال سموه : إن الثقة الغالية التي حظيت بها من قبل سيدي حضرة صاحب السمو ، وحظيت بها اليوم من قبل مجلسكم الموقر ، لهي شرف التكليف وثقل الأمانة وعظم الرسالة والقسم العظيم.
وإنني من خلال مجلسكم الموقر أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتي من خلالكم ممثلين ن له أن أكون لحضرة صاحب السمو ، العضد المتين والناصح الأمين ، وأن أكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية الساعي إلى رفعته وتقدمه ، المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة الحريص كل الحرص على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين ، رافعا شعار المشاركة الشعبية ، عاملا على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ساعيا معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا.. تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور .. منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم.
في سياق متصل ، قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، إن دولة الكويت جددت مرة أخرى طرح مثالها الاستثنائي الرائد ونموذجها التاريخي الراشد ، وفي جو من التحاب والتواد للانتقال السلس الهادئ لمقاليد الحكم في البلاد.
أضاف الغانم : نحن شعب يتعاقب حكامه من آل الصباح الكرام على حكمه بتأييده ومبايعته ودعمه ، مسنودين بميثاقين وثيقين وعقدين متينين عقد الشورى قبل أكثر من أربعمائة عام ، وعقد الدستور قبل أكثر من ثمانية وخمسين عاما.
وقال : أتقدم إليكم بخالص التبريكات وصادق التهنئات بما حظيتم به من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ، من ثقة غالية بكم وتزكية كريمة لكم ، لتكونوا وليا لعهده ومؤازرا لجهده ، ومن مبايعة الأمة عبر ممثليها لكم واجتماع كلمتها عليكم لتكونوا عونا لسمو أمير البلاد ، فيما اضطلع به من مهمة وسندا لما يسعى إليه من تحقيق آمال هذه الأمة.
وأكد أنه "لن يكون ما تتطلع إليه الأمة من أثر لدوركم بالشيء الجديد عليكم ، فقد عرفتم بملازمة ومؤازرة فقيد الأمة الكبير وأميرها الأثير الشيخ صباح الأحمد ، طيب الله ثراه ، وجعل الفردوس مأواه وعرفتم - كذلك - بدوركم الفاعل وعطائكم الحافل ، إلى جانب أخيكم سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد سدد الله خطاه وحفظه ورعاه ، ومن خلال دوركم الرائد وأدائكم المساند في نيابتكم لرئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي الصباح ، وتقديمكم المثال الأنموذج للأداء المهني إذ حققتم مبدأ العدالة والمساواة وعدم المداهنة والمحاباة.
وأوضح رئيس مجلس الأمة أنه كان لكل ذلك صيت ذائع وانطباع رائع تبوأتم به في نفوس الكويتيين المكان اللائق بكم ، ونلتم محبتهم وتقديرهم لكم ، ولا عجب أن يعرف ذلك عنكم ويصدر منكم فقد ترعرعتم في كنف قادة كبار وساسة أبرار ، قادوا بلادهم إلى شاطئ الأمان وحققوا لشعبهم الرخاء والاطمئنان.
أضاف : والآن وبعد تزكية سمو أمير البلاد لولي عهده ومبايعة عموم مجلس الأمة له وأدائه اليمين الدستورية تكون قد استكملت كافة الخطوات الإجرائية وتكون الكويت قد جددت - مرة أخرى - طرح مثالها الاستثنائي الرائد ونموذجها التاريخي الراشد وفي جو من التحاب والتواد للانتقال السلس الهادئ لمقاليد الحكم في البلاد. فنحن شعب يتعاقب حكامه من آل الصباح الكرام على حكمه ، بتأييده ومبايعته ودعمه مسنودين بميثاقين وثيقين وعقدين متينين عقد الشورى قبل أكثر من أربعمائة عام وعقد الدستور قبل أكثر من ثمانية وخمسين عاما ، فكانوا نعم الحكام والقادة وكانوا مثالا للسيادة والريادة نشروا على بلادهم جناح الفضل والبذل وحكموها بالمساواة والعدل ففاضت قلوب الكويتيين بمحبتهم والتفوا حول شرعيتهم وكانوا خير سند وعون لهم.
من ناحيته قال سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء : "إننا إذ نبايع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ، فإننا نشكر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ، على حسن اختياره ، ونبارك للكويت ونهنئ أنفسنا قبل أن نهنئ سمو ولي العهد بثقة سموه الغالية وثقة شعب الكويت".
أضاف سمو رئيس مجلس الوزراء : إن سمو ولي العهد أحد رموز وأعمدة النهج الراسخ الذي يحرص أهل الكويت على الالتزام به وتكريسه..رجل عرفه الجميع..مخلصا محبا لوطنه صادقا مع الجميع..ملتزما بالمبادئ السامية وكرم الأخلاق.. حريصا على سيادة القانون.. وله خبرة واسعة عبر المواقع المختلفة التي تقلدها سموه".
وقال : نأتي اليوم لمبايعة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وهو من حظي بثقة صاحب السمو الغالية والمستحقة.. فسموه أحد رموز وأعمدة النهج الراسخ ، الذي يحرص أهل الكويت على الالتزام به وتكريسه.. رجل عرفه الجميع.. مخلصا محبا لوطنه صادقا مع الجميع.. ملتزما بالمبادئ السامية وكرم الأخلاق.. حريصا على سيادة القانون.. وله خبرة واسعة عبر المواقع المختلفة التي تقلدها سموه.
ولفت إلى أن لقد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد ، أكد التزامه بالدستور والقانون ، وحرصه على تطبيقه على الجميع وأن لا أحد فوق القانون ، وتأتي تزكية سموه ، لسمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد ، ترجمة عملية وتجسيدا حيا لمقولة سموه وإيمانه الصادق بأهمية احترام القانون ، وذلك نظرا لما يعلمه الجميع في سمو الشيخ مشعل من الحزم والجدية والالتزام الصارم بالقانون.
وقال سموه : لنا أن نفتخر كدولة الكويت بإنجاز عملية الانتقال الهادئ والسلس للسلطة وفق أحكام الدستور وإجراءاته خلال أيام معدودة، بما يمثله ذلك من شاهد حضاري للممارسة الديمقراطية الواعية المسؤولة والالتزام الدقيق بأحكام الدستور والقانون وهو ما يعكس إيمانا راسخا بالنهج الديمقراطي الذي جبل عليه أهل الكويت شعبا وقيادة.
وأكد أننا أمام مرحلة حافلة بالتحديات والاستحقاقات لا تسمح بالفرقة أو الانقسام وهي مسؤولية مشتركة جسيمة وأمانة كبرى في أعناقنا ، أن نتمسك بوحدتنا الوطنية ونجسد التلاحم والتكاتف وتسخير كل الجهود والطاقات وتركيز الاهتمام على مواجهة معركة الإصلاح والبناء والتنمية وصيانة أمن بلدنا واستقراره.وقد شهدنا بكل اعتزاز وارتياح المشاعر التلقائية الفياضة التي جسدت صور التلاحم والتعاضد والروابط المميزة بين الشعب الكويتي وقيادته وقد تكرست وتعززت عبر الأجيال المتعاقبة لتصبح السمة الخصوصية الأغلى التي يعتز بها أهل الكويت جميعا ويفخرون.
واختتم الخالد كلمته بالقول : نبتهل إلى المولى القدير أن يعين سمو ولي العهد ، ويسدد خطاه ، وان يكون خير سند لعضده حضرة صاحب السمو الامير ، لكل ما فيه خير كويتنا الغالية ورفعتها وتعزيز امنها واستقرارها وازدهارها .