
دخلت قضية «تعديل التركيبة السكانية» منعطفا جادا وعمليا أمس ، عبر الاقتراح بقانون الذي قدمه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، والنواب راكان النصف وأحمد الفضل وخالد الشطي وناصر الدوسري ، بشأن التركيبة السكانية وتنظيم استقدام العمالة من الخارج ، يتألف من 25 مادة ويركز على معالجة الاختلالات في التركيبة وتفادي وجود شبهات دستورية وقانونية.
واعتبر الاقتراح أن معالجة اختلالات التركيبة السكانية قضية وطنية، وألزمت المادة الخامسة مجلس الوزراء بإصدار قرار خلال 6 أشهر من العمل بالقانون ، يحدد فيه الحد الاقصى للعمالة الوافدة ، بما يحافظ على الوزن النسبي لهذه العمالة بالنسبة لعدد المواطنين ، بالإضافة إلى قيام مجلس الوزراء خلال خمس سنوات ، بتصفية أوضاع العاملين الوافدين الذين يزيدون عن حاجة سوق العمل في القطاعات الحكومية والأهلية والنفطية .
كما نص الاقتراح على أن يتم إنشاء صندوق للتكافل الاجتماعي بين المقيمين بهيئة القوى العاملة ، تكون موارده من التأمين النقدي لأصحاب العمل ورسم تكافل بين المقيمين قيمته 5 دنانير ، ورسم إضافي سنوي بملغ 3 دنانير ، عند تجديد الإقامة ، ودينار على إيصالات الكهرباء والبطاقة المدنية بالإضافة إلى التبرعات، وكذلك معاقبة صاحب العمل الذي يثبت استقدامه العمالة بقصد الاتجار بالاقامات ، دون توفير عمل لهم بعقوبة الحبس سنتين ، وبغرامة لا تتجاوز المبالغ التي تقاضاها منهم .
واستثنى الاقتراح من الحد الأقصى لاستقدام العمالة الخليجيين ، وأعضاء القضاء والنيابة والبعثات السياسية والعسكرية ومشغلي الطيران الجوي وعمالة الشركات الأجنبية ، والعمالة المنزلية وأزواج وأبناء الكويتيين .
وقال مقدمو الاقتراح في مذكرتهم الايضاحية ، إن الكويت كانت ولا تزال نموذجاً للتعايش بين الأعراق والجنسيات والديانات، ولهذا كان دستور الكويت الذي وضعه الرعيل الأول، وثيقة تقدمية لحقوق الإنسان فضلاً عن حقوق المواطن، انطلاقاً من أن الكويت مجتمع إنساني النشأة والنزعة، فلقد امتاز الناس في هذا البلد حسبما جاء في المذكرة الإيضاحية للدستور- بروح الأسرة تربط بينهم كافة
أضاف مقدمو الاقتراح أن قضية التركيبة السكانية واختلالها ليست قضية أمنية، يعالج الاختلال فيها من خلال معيار جنسية العمالة القادمة من البلاد المصدرة لها، فلم تكن للعمالة الوافدة، أغراض ودوافع سياسية، ولم تكن الكويت أبداً محلاً للجريمة المنظمة خلال العقود السابقة، على مر الزمن، وإن انضمام الكويت إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة بالقانون رقم 9 لسنة 2006، لم يكن سوى مشاركة من الكويت للمجتمع الدولي في إدانة هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تقع أو يتوقع وقوعها في أي بقعة من بقاع الأرض، لذلك اتخذ مشروع القانون معياراً في معالجة الاختلال في التركيبة السكانية كقضية وطنية، وهو احتياجات البلاد من التخصصات والمؤهلات والمهن والحرف، ليضع الأمور في نصابها الصحيح دون الوقوع في شبهة مخالفة أحكام المواد 1 و 2 و 3 و 29 و 50 من الدستور ، في حال اتخاذ الجنسية معياراً لاستقدام العمالة الوافدة .
في سياق آخر استقبل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في مكتبه أمس ، رئيس الجمعية الطبية الكويتية الدكتور أحمد العنزي ، وعددا من أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
وضم وفد الجمعية الطبية نائب رئيس الجمعية ومدير مركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور علي الموسوي، والأمين العام للجمعية الدكتور سالم الكندري، وأمين الصندوق الدكتور محمد العبيدان.