
أكد سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ، أن دولة الكويت بادرت انطلاقا من وقوفها وتضامنها مع لبنان الشقيق ، وبتوجيهات سامية من سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، بتقديم المساعدات الإغاثية للبنان الشقيق ، منذ وقوع الانفجار في مرفأ بيروت ، عبر جسر جوي متواصل .
وقال سمو رئيس الوزراء خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني ، والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي ، بدعوة مشتركة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، إن الكويت على استعداد لتقديم الدعم في مواجهة هذه الكارثة ، بالتزامات مسبقة على الصندوق الكويتي للتنمية ، يعاد تخصيصها لصالح لبنان ، بما يقارب ثلاثين مليون دولار ، سيتم التنسيق بشأنها مع السلطات اللبنانية لدعم الأمن الغذائي ، إضافة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة ، تصل إلى أحد عشر مليون دولار ، فضلا عن تبرعات الجمعيات الخيرية الكويتية.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر المانحين لمساعدة لبنان، على أهمية أن" نكون بجانب الشعب اللبناني"، مشيراً إلى أنه "لا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة".
و قال ماكرون إنه "يتعين علينا العمل سريعاً ويحب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض"، مشيراً إلى أن "الأموال التي جمعت اليوم يجب أن تكون مجرد بداية".
وحذر الرئيس الفرنسي من أن الفوضى في لبنان ستؤثر على المنطقة، مشدداً على ضرورة "أن نتصرف بسرعة وكفاءة حتى تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث تحتاجها". وقال: "مستقبل لبنان على المحك".
وأوضح أن عرض المساعدة تضمن دعم تحقيق محايد وموثوق ومستقل، في انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 158 شخصاً على الأقل.
بدوره، أعلن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة له بالمؤتمر، مساهمة بلاده بمبلغ 50 مليون دولار، لافتاً إلى أنه سيتم إعلان مساهمة قطر في برنامج إعادة إعمار بيروت خلال الأيام القادمة.
وأوضح أمير قطر أن انعقاد المؤتمر يؤكد عزم المجتمع الدولي على مساعدة لبنان جراء الانفجار المروع، لافتاً إلى أنه "ليس بوسع لبنان تجاوز هذه الأزمة بمفرده".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ، إن المملكة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأكد بن فرحان تأكيد وقوف المملكة مع لبنان الشقيق ، وأهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى الانفجار المروع.
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قد قال في كلمة له خلال المؤتمر، إن "إعادة بناء ما دمر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير، فالحاجات كبيرة جداً، وعلينا الإسراع في تلبيتها، وخصوصا قبل حلول الشتاء، إذ ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى. أما صندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة من المؤتمر".
أضاف: "التزمت أمام شعبي تحقيق العدالة، إذ وحدها العدالة، يمكن أن تقدم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضا أن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه، سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهدت أيضا بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة بل سيشمل كل المؤسسات".