
تنفيذا للتوجيهات السامية لسمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، وتجسيدا لروح الاخوة والتعاون المشترك بين البلدين، فقد وصلت ظهر أمس طائرة من القوة الجوية الكويتية إلى بيروت ، تحمل مساعدات طبية عاجلة .
وكان سمو نائب الأمير ولي العهد قد بعث ببرقية تعزية إلى أخيه الرئيس اللبناني ميشال عون ، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه له وللشعب اللبناني الشقيق ، بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، راجيا سموه للضحايا الرحمة وللمصابين سرعة الشفاء والعافية، ومؤكدا تعاطف دولة الكويت مع لبنان الشقيق، سائلا المولى تعالى أن يحفظه وشعبه الشقيق من كل سوء ومكروه .
كما أكد سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد ، في برقية تعزية إلى نظيره اللبناني حسان دياب ، أن الكويت حكومة وشعبا ، وبناء على حرص وتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، وسمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، ستقدم كل الدعم ، وستعمل على توفير جميع المستلزمات الضرورية، في مواجهة تداعيات هذا الحادث الأليم للأشقاء في لبنان .
بدوره أعلن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح ، عن صدور توجيهات سامية من سمو نائب الأمير ولي العهد ، بتقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان ، لمواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت
على الصعيد النيابي أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، تضامن مجلس الأمة الكامل والتام مع الشعب اللبناني ، إثر الانفجار الكبير المروع الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الأول الثلاثاء.
وقال الغانم في بيان تلاه خلال جلسة المجلس التكميلية اليوم ووافق عليه المجلس، إن مجلس الأمة يحيي الاستجابة الفورية والسريعة للحكومة ، بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة ومستحقة إلى لبنان الشقيق في محاولة لتخفيف آثار هذه الكارثة الإنسانية التي أصابت الأشقاء في لبنان.
أضاف : أن مجلس الأمة بنوابه ووزرائه، إذ يؤكد وقوف الكويت على المستويين الرسمي والشعبي مع لبنان في هذه المحنة، ليستذكر الموقف المبدئي للبنان الشقيق، عندما كان أول بلد عربي يدين ويستنكر ما وقع للكويت في يوم الثاني من أغسطس عام ١٩٩٠ عندما تعرضت الكويت لغزو غاشم واحتلال.
واختتم البيان بالقول : حفظ الله لبنان الشقيق وشعبها الأصيل من كل شر ومكروه.
وقد استفاقت بيروت أمس الأربعاء على فاجعة ، بعد ليل طويل تحوّلت فيه العاصمة اللبنانية إلى مدينة منكوبة جراء انفجار ضخم هزّ مرفأها أمس الأول الثلاثاء، ناجم عن انفجار كمية كبيرة من «نيترات الأمونيوم» كانت مخزنة في المرفأ، أدّى إلى مقتل أكثر من مئة شخص وجرح زهاء 4 آلاف آخرين ، في وقت لا يزال العديد من الأشخاص مفقودين.
وذكرت مصادر وزارية أن مجلس الوزراء اللبناني وافق أمس الأربعاء ، على وضع كل مسؤولي ميناء بيروت المكلفين بالإشراف على التخزين والأمن منذ عام 2014 رهن الإقامة الجبرية بالمنزل.
ومن غير المعروف عدد المسؤولين الذين سيشملهم هذا الإجراء ولا مستوى مناصبهم.
وقالت المصادر إن الجيش سيشرف على الإقامة الجبرية لحين تحديد المسؤولين عن الانفجار الهائل الذي وقع بالميناء .
وقد بحث رجال الإنقاذ اللبنانيون وسط الحطام يوم الأربعاء على أمل العثور على ناجين من انفجار قوي أشاع دمار هائل في أنحاء بيروت ، وأودى بحياة ما لا يقل عن مئة شخص وأسفر عن إصابة نحو أربعة آلاف.
وتوقع مسؤولون ارتفاع عدد ضحايا الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مستودعات بميناء بيروت تضم مواد شديدة الانفجار.
والانفجار هو الأقوى منذ أعوام في لبنان الذي ما زال يضمد جراح الحرب الأهلية ، التي انتهت قبل ثلاثة عقود ، ويترنح تحت وطأة أزمة اقتصادية وزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وأدى الانفجار لانبعاث سحابة من الدخان على شكل فطر عش الغراب ، وهشم النوافذ في قبرص التي تبعد نحو 160 كيلومترا عبر البحر.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة.
وقال مخاطبا الشعب : ”إننا مصممون على السير في التحقيقات وكشف ملابسات ما حصل في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين والمقصرين، وإنزال أشد العقوبات بهم“.
وقال مصدر مسؤول مطلع على التحقيقات الأولية : إن ”التراخي والإهمال“ هما المسؤولان عن الانفجار، مضيفا أن مسألة سلامة التخزين عُرضت على عدة لجان وقضاة و“ما انعمل شيء“ لإصدار أمر بنقل هذه المادة شديدة القابلية للاشتعال أو التخلص منها.
وألقى اللبنانيون، الذين فقدوا وظائفهم وشهدوا تبخر مدخراتهم بسبب الأزمة المالية، باللوم على السياسيين المسؤولين عن عقود من الفساد الحكومي وسوء الإدارة.
وقال جمال عيتاني رئيس بلدية بيروت لرويترز أثناء تفقد الدمار الناجم عن الانفجار إنها كارثة لبيروت ولبنان، مشيرا إلى أن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني إن ما لا يقل عن مئة شخص قتلوا وإن جهود الإنقاذ مستمرة.
وأظهر مقطع مصور بثه تلفزيون إم.تي.في أقارب الضحايا متجمعين عند الطوق المحيط بميناء بيروت طلبا لمعلومات عن ذويهم المفقودين.
وألقت قوة الانفجار بعض الضحايا في البحر فيما لا يزال رجال الإنقاذ يحاولون انتشال الجثث. والكثير من القتلى كانوا موظفين في الميناء والجمارك أو أشخاصا يعملون في المنطقة أو يمرون عبرها بسياراتهم خلال وقت الذروة مساء يوم الثلاثاء.
وقال الكتاني إن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة لتجهيز مشارح حيث لم تعد لدى المستشفيات قدرة على استيعاب المزيد من الضحايا.
ووصفت سارة، وهي ممرضة في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، المشهد في المستشفى بعد الانفجار بأنه ”مثل المجزر، الممرات والمصاعد ملطخة بالدم“.
ودمر الانفجار واجهات المباني في وسط بيروت وتطايرت قطع الأثاث في الشوارع وانتشر الزجاج المهشم والحطام في الطرقات وانقلبت السيارات في المنطقة القريبة من الميناء.
وانهالت عروض المساعدة من المجتمع الدولي. وأرسلت دول خليجية طائرات تحمل مساعدات طبية وغيرها من المواد. وكانت دول الخليج العربية في السابق من الداعمين الماليين الرئيسيين للبنان لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة بسبب ما تعتبره تدخلا إيرانيا. وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن طهران عرضت إرسال مساعدات غذائية ومستشفى ميداني.
كما عرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية،التي كانت تطالب بتغيير سياسي في لبنان، تقديم يد العون.
وقالت هولندا إنها أرسلت أطباء وممرضين وفرق بحث وإنقاذ متخصصة.
ولم يفصح المسؤولون عن سبب الحريق الذي أدى لحدوث الانفجار. وقال مصدر أمني ووسائل إعلام محلية إنه شب بسبب أعمال لحام في المستودع.
وانتشر الحطام في منطقة الميناء مما عرقل المدخل الرئيسي للواردات الضرورية لإطعام شعب يربو على ستة ملايين نسمة. ويكافح لبنان بالفعل لإيواء وإطعام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
ووجهت السفارة الأمريكية في بيروت تحذيرا لسكان المدينة بخصوص تقارير عن غازات سامة ناجمة عن الانفجار.
وقع الانفجار قبل ثلاثة أيام من إصدار محكمة مدعومة من الأمم المتحدة حكما بشأن أربعة من المشتبه بهم ينتمون لجماعة حزب الله الشيعية في تفجير وقع عام 2005 أدى إلى مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري و21 آخرين.
واغتيل الحريري في انفجار كبير بسيارة ملغومة على بعد نحو كيلومترين من ميناء بيروت.
وتحدث الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، في حديث تلفزيوني أمس الأربعاء، عن أن عدد القتلى لامس المائة، في وقت تجاوز عدد الجرحى الأربعة آلاف، مع توقعات بارتفاع الأرقام جراء وجود العديد من الضحايا تحت الركام.
من جهته، قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن إن عدد الوفيات إلى تصاعد وهناك كارثة إنسانية بامتياز نتيجة الاتصالات التي نتلقاها للسؤال عن مفقودين، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى «خروج أربع مستشفيات عن الخدمة وقد طلبنا فجراً إخلاء الجرحى من أصحاب الإصابات الطفيفة»، متحدثاً عن أن عدد الجرحى لامس عند الثالثة فجراً الأربعة آلاف.
وأشار وزير الصحة إلى أنه يمكن الحديث عن نقص حادّ بكل شيء، وهذا يوازي الخطر على حياة اللبنانيين جراء الانفجار الذي وقع أمس.
وتنتشر القوى الأمنية والجيش اللبناني بشكل مكثف في بيروت ومحيطها، حيث لا تزال فرق الصليب الأحمر والدفاع المدني تعمل على انتشال جثث لا تزال موجودة تحت الركام وأخرى تسبّب عصف الانفجار بقذفها في البحر.
وتسبّب الانفجار بدمار في كلّ أنحاء العاصمة، ما دفع بالسلطات إلى إعلانها «مدينة منكوبة»، كما أعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وتعقد اليوم جلسة طارئة لمتابعة الأوضاع.
وهزّ الانفجار كلّ أنحاء العاصمة، ووصل صداه إلى مناطق بعيدة نسبياً عن بيروت، وطاولت أضراره كلّ الأحياء وصولاً إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع دوي الانفجار أيضاً.
وغرّدت وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر عبر «تويتر» ، متوعدة بمعاقبة المسؤولين عن «الإهمال الهائل» الذي مرّت عليه ستّ سنوات وفق تأكيدها.
وتوعد رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، ، المسؤولين عن كارثة مرفأ بيروت، من دون تسميتهم، قائلاً: «المسؤولون عن الكارثة سيدفعون الثمن، هذا التزام وطني»، موضحاً: «من غير المقبول أن تكون شحنة من «نيترات الأمونيوم» تقدّر بـ 2750 طناً موجودة منذ ست سنوات في مستودع من دون اتخاذ إجراءات وقائية، معرضة سلامة المواطنين للخطر».
وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان بعد اجتماع أمس، بيروت «مدينة منكوبة»، مع إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين، وقال في بيان، إنه شكّل لجنة تحقيق في الانفجار ترفع تقريرها خلال خمسة أيام إلى المراجع القضائية المختصة.
أعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وعقدت أمس جلسة طارئة لمتابعة الأوضاع .
بدوره، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، في بداية اجتماع المجلس، إن «كارثة كبرى حلت بلبنان، مشدداً على «ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، ولا سيما أن تقارير أمنية كانت أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور «المستودع رقم 12 بمرفأ بيروت». كما أفاد بأن «اتصالات عدة وردت من رؤساء دول عربية وأجنبية للتضامن مع لبنان في محنته وتقديم المساعدات العاجلة في مختلف المجالات».
وعبّرت دول عدة عن تضامنها مع لبنان واستعدادها لمساعدته، في وقت وصل إلى البلاد أمس مستشفيان ميدانيان، أحدهما من قطر والآخر من العراق.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الانفجارين القويّين اللذين هزّا العاصمة اللبنانيّة بيروت يبدو كأنّهما «اعتداء رهيب»، مشيراً إلى أنّ خبراء عسكريّين أميركيّين أبلغوه بأنّ الأمر يتعلّق بقنبلة. وفي بداية مؤتمره الصحافي اليومي حول فيروس كورونا المستجدّ في البيت الأبيض، أكّد ترامب تعاطف الولايات المتحدة مع لبنان، مكرّراً «استعداد» بلاده لمساعدته.
وقال للصحافيّين: «لدينا علاقة جيّدة جدّاً مع شعب لبنان، وسنكون هناك للمساعدة. يبدو كأنّه اعتداء رهيب». وأضاف: «قابلتُ جنرالاتنا، ويبدو أنّه لم يكن حادثاً صناعيّاً. يبدو، وفقاً لهم، أنّه كان اعتداءً. كان قنبلة ما، نعم».
وعرض ترامب تقديم مساعدة للبنان، قائلاً: «صلواتنا موجّهة لجميع الضحايا وعائلاتهم. إنّ الولايات المتحدة مستعدّة لمساعدة لبنان» .
كما أعلنت فرنسا وقوفها «إلى جانب لبنان»، وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون إرسال «مساعدات» إلى بيروت، وقال ماكرون عبر تويتر: «أعبّر عن تضامني الأخوي مع اللبنانيين بعد الانفجار الذي أسفر عن قدر كبير من الضحايا والأضرار هذا المساء في بيروت. إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان دائماً». وأضاف أن «مساعدات وإمكانات فرنسية سيتم إرسالها» إلى لبنان.
ودعت جامعة الدول العربية إلى التضامن العربي والدولي مع لبنان في مواجهة التداعيات التي خلفها الانفجار الضخم الذي وقع بمرفأ بيروت. وجددت الجامعة، في بيان لها، تضامنها مع لبنان والشعب اللبناني المنكوب في هذه الظروف الصعبة.