
جدد مجلس الأمة ثقته بوزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي أمس ، حيث اكتفى بمناقشة الاستجواب الذي قدمه إليه النائب فيصل الكندري ، وتقديم عدد من التوصيات النيابية ، بشأن المحاور الواردة فيه ، دون تقديم طب بطرح الثقة فيه .
وخلال المناقشة أكد النائب فيصل الكندري أن استجوابه لوزير التربية مستحق ، بسبب تعريض 700 ألف طالب للخطر في ظل الأوضاع الصحية الراهنة، معتبرًا أنه «قتل طموح طلبة الصف الثاني عشر من خلال القرارات التي اتخذها».
وانتقد الكندري خلال مرافعته قرارات الوزير تجاه الملف التربوي ، وعدم امتلاكه استراتيجية واضحة المعالم للعملية التعليمية ، وغياب الخطط التربوية ، وعدم جاهزية الترتيبات الفنية وغيرها مثل المنصة التربوية او التعليم عن بعد.
وبين أن الوزير عقد منذ 3 مارس الماضي حتى الآن 17 اجتماعًا مع القياديين ولم يخرج بأي نتيجة تذكر ، أو استراتيجية واضحة المعالم أو تعديل المناهج أو اختصارها أو التعليم الإلكتروني أو غير ذلك.
وقال الكندري إن أي إصابة تطول الطلبة سوف يتم تحميل الحكومة المسؤولية كاملة، متسائلًا : هل نسق الوزير الحربي مع وزير الصحة لضمان سلامة الطلبة؟
واعتبر أن المنصة الإلكترونية التي أعلن عنها الوزير تجارية وغير آمنة وتفتقد للمعايير الفنية ، ولم تتحمل ضغط الدخول عليها وبالتالي لا تعمل .
وأكد أن الدستور يكفل للطلبة التعليم المجاني، فهل وفر وزير التربية آيباد ولابتوب للطلبة؟ مطالبًا بإصلاح المنظومة التعليمية.
وتساءل الكندري هل يعقل أن الحكومة بميزانياتها الضخمة لا تستطيع تنفيذ التعليم عن بعد على عكس المدارس الخاصة وهل يعقل أن تمتلك مدرسة خاصة ما لا تمتلكه الحكومة؟.
من جهته أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د.سعود الحربي أن صحيفه الاستجواب قائمه علي افتراضات ، والمحاور غير واضحة الرؤية والاهداف وفيها تدخل صارخ في اعمال السلطة التنفيذيه .
وقال الحربي في مرافعته خلال الاستجواب المقدم من النائب فيصل الكندري ان المستجوب جانبه الصواب في بعض الامور ، لأن القرار التربوي ليس فرديا لكنه قرار مصيري .
أضاف انه في 15 يوليو ستعيد الوزارة النظر في خطتها التعليمية ، مشيرا إلى أن بعض الدول تختلف طبيعة الدراسة فيها وبعض الدول لا تضع النسب شرطا، وذكر أنه منذ شهر مارس الماضي أكد ان كل الخيارات متاحة.
وأشار إلى أن إجمالي الراسبين في الصف العاشر 20949 طالبا ، وفي الحادي عشر 10467 ، ولدينا 13567 راسبا في الثاني عشر ، وغيرهم في المنازل 1687 طالباً ليصل الإجمالي الى 46800 طالب سيتضررون لو تم إنهاء العام الدراسي .
وقال إن اجمالي الطلبة الراسبين 46 الف و800 طالب ، منهم 4600 طالب وطالبه راسب بسبب درجة او درجتين .
ولفت إلى أن وجود طلبة لديهم اعذار طبيه عددهم 6 الاف و أربعة طلاب وهناك 2815 طالبا محروما ن نتيجة مخالفه او تأخر عن اختبار او محاوله غش.
وأكد أن قضيه انهاء العام الدراسي ليست قضيه سهلة ، وكان بإمكاني قبول الانهاء كونه يحظى بقبول شعبي لكن هذه مسئوليه سيحاسبني الله عليها «لأني سأضر 92 الف طالب ما بين راسب او يرغب في تحسين مجموعه بجرة قلم».
وبين الوزير أن تحمله النقد والهجوم ليس عنادا ، لكن القرار يعتمد بشكل اساسي علي عدم المغامرة بصحة الطلبة وهذا هاجس كبير.
وشدد الوزير على أنه لم يماطل في انهاء العام الدراسي مشيرا إلى أن قراره من البداية كان واضحا ، ولم تكن هناك مماطلة كما أن الخيارات موجودة والخطط موجودة .
وبين أن معظم المدارس الخاصة تتبع أنظمة تعليم تنتهي في شهر ابريل، لكن هناك 6 مدارس طالبت بزيادة المصاريف وخالفت توجيهات الوزارة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة .
وأوضح وزير التربية أنه بالنسبة لخطة العمل كان هناك تدرج والمرحلة الاولى كانت احترازية بدأت في 12 مارس الماضي ، على ان تتبعها خطوات وخطط لاحقة واهمها الخطة الاساسية ببرمجة العام الدراسي، كما تم اختصار المنهج كي لا يتعدى ٥ أسابيع .
وبين الوزير أن قضية التعليم عن بعد قضية شائكة ، حيث توجد اختلالات فنية في بوابة الوزارة .
وقال إن الوزارة أنشأت منصة تربوية مخصصة للصف 12 وتم الإعلان عنها قبل تقديم الاستجواب ، وتم تسجيل 734 حالة فيها ، والمنصة بها اكثر من 81 الف سؤال و اكثر من ٤ آلاف معلم وبحسب قرار مجلس الوزراء فهي اختيارية .
وأشار إلى موضوع اغلاق الوزارة لأن كل الأعمال كانت معطلة وكانت هناك واقعة حصلت في الوزارة واحد العاملين توفاه الله .
وأفاد الحربي أن كل ما مضى هو 5 في المذة فقط من التحديات والتحدي الأكبر هو بعد زوال هذه الغمة حيث يوجد 700 الف طالب و300 ألف معلم وبالتالي هناك مليون تقريبا على الوزارة أن تتعامل معهم .
وقال :« نحن نستطيع تحريك العام الدراسي من جديد بفضل جهود زملائي في الوزارة».
وأوضح الوزير أنه بالنسبة للتعليم العالي هناك خطة تنسيق مع المكاتب الثقافية ، وتم مراعاة الحقوق المادية للطلبة مع استثناء المواد في التعليم الالكتروني وتأجيل الأقساط .
أضاف أن جامعة الكويت اتخذت خطوة واضحة تمثلت بالتعليم عن بعد وتم حلها بشكل قانوني وقدموا مشورات قيمة وتم تفعيل خطة الطلبة المتعثرين دراسيًا .
وأشار إلى أنه بسبب هذه الأزمة وتداعياتها عطلت الوزارة مركز الكفايات بناء على توصيات البنك الدولي وتم وقفه من قبل مجلس الوزراء وحينها كنت وكيل الوزراء .
وأكد الوزير أن المنصة سوف تعمل على كل الأجهزة ، ومن ليس لديه جهاز لابنه تم تجهيز المدارس له .
وقال : إن الكويت تختلف عن دول الخليج لان نظام الدرجات يختلف من دولة واُخرى ، وخطة الوزارة اثنى عليها جميع وزراء التربية في الخليج وحتى ليبيا وابلغت سمو الرئيس بذلك بان وزراء الدول الاخرى يريدون الاستفادة من خطتنا التربوية.
وبين الحربي أن خطة التعليم عن بعد انطلقت لطلبة الصف 12 بسبب حساسيته وانهاء العام الدراسي لان مستقبلهم يقف على هذا الجانب، وتم استحداث خطة خاصة للتعليم عن بعد والتعليم الالكتروني مع تقييم المتعلم والمعلم وفق ضوابط.
أضاف : «نحن في ظرف استثنائي يتطلب قرارات استثنائية وسيكون في المنصة فصول افتراضية ومؤشر لمستويات الطلبة وستكون لدينا اختبارات وواجبات الكترونية».