
«وكالات» : هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر قوات الجيش لإنهاء الاضطرابات التي تشهدها بلاده ، عقب وفاة جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي أُثناء اعتقاله على أيدي رجال الشرطة منذ أسبوع.
وقال ترامب الذي زار إحدى الكنائس ورفع أمامها الكتاب المقدس ، في محاولة لكسب المتدينين الأمريكيين : إذا لم تنجح المدن والولايات الأمريكية في السيطرة على الاحتجاجات و"الدفاع عن سكان تلك الولايات" فإنني سأنشر الجيش "ليحل المشكلة سريعا".
وأثار مقتل فلويد، البالغ من العمر 46 عاما، حالة من الغضب في شتى أنحاء الولايات المتحدة.
وفرضت ولايات عدة حظر التجوال مع تواصل الاحتجاجات وأعمال العنف والاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الغاضبين.
وأعلنت مدينة نيويورك حظرا للتجوال حتى الخامسة صباحا بينما مددت العاصمة واشنطن حظر التجوال يومين آخرين.
وجاءت تهديدات ترامب بعد ساعات من إعلان التقرير الرسمي لتشريح جثة فلويد والذي أكد أن الوفاة "جريمة قتل".
وأشار التقرير النهائي إلى أن الوفاة جاءت "نتيجة توقف عضلة القلب أثناء عملية الاعتقال والضغط على العنق أثناء تقييده".
وأجرى التشريح الرسمي للجثة بناء على عريضة اتهام بحق الضابط شوفين بارتكاب جريمة من الدرجة الثالثة وهي "قتل" جورج فلويد.
وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيانا في حديقة البيت الأبيض مساء الاثنين ، بينما يمكن سماع أصوات المحتجين والاشتباكات مع قوات الأمن بالقرب من البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.
ووصف ترامب أعمال النهب والتخريب التي تزامنت مع الاحتجاجات بأنها "عار" وتعهد بالقضاء عليها.
وقال : "سأرسل المزيد والمزيد من الجنود المدججين بالأسلحة، قوات عسكرية ورجال إنفاذ القانون لوقف العنف والشغب والتخريب".
ودعا ترامب حكام الولايات إلى نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الشوارع. يذكر أن نحو 16 ألف من قوات الحرس الوطني منتشرة في أنحاء البلاد لمواجهة الاحتجاجات.
وحذر قائلا : "إذا رفضت أي مدينة أو ولاية اتخاذ أي اجراءات حاسمة سأقوم بنشر الجيش الأمريكي لحل المشكلة سريعا".
ووجه ترامب رسالة إلى من وصفهم بـ"منظمي الأعمال الإرهابية بأنهم سيواجهون عقوبات جنائية".
من جهته زار نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، ، والمرشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، موقع التظاهرات في ولاية ديلاوير الأمريكية، احتجاجا على مقتل مواطن من ذوي البشرة السمراء، على يد شرطي في ولاية مينيسوتا.
ودعا بايدن، خلال مؤتمر صحفي له، ترامب إلى تزويد حكام الولايات بالموارد اللازمة للتعامل الصحيح مع أية مشكلات.
وأعرب عن رفضه استخدام الشرطة العنف أو الإفراط في استخدام القوة ضد المحتجين، مؤكدا ضرورة وجود قوات أمن مجتمعية حقيقية تتصرف بشكل صحيح ، ودعا الكونجرس إلى التصرف والعمل على سن قوانين لإصلاح النظام الشرطي.
واتهم بايدن الرئيس دونالد ترامب، بأنه مهتم بالسلطة أكثر من المبادئ، مطالبًا إياه بالاهتمام بكل الأمريكيين وليس ممولي حملته فقط.
وأكد أنه من حق المواطنين أن يحتجوا ويتظاهروا للتعبير عن مطالبهم، وعلينا توخي الحذر حيال العنف الذي مارسه الرئيس بحق الاقتصاد ومساعي تحقيق العدالة.
أضاف : إن هذا البلد لم تبنيه وول ستريت ولا البنوك بل العمال الذين يعملون بكد ، مشددا على أن السبيل الأفضل هو تحويل الغضب والحزن إلى عمل هادف ، واعتبر أن الهدف "أن نكون أمة جميع مواطنيها يخلقون متساوين" .
وقال بايدن: كنت أتمنى على ترمب أن يفتح الإنجليل لأنه لو فعل لتعلم معنى عبارة أحبوا بعضكم البعض. نحن أمة قيم وحرية التعبير محفوظة ولن نسمح لأي رئيس بإسكات أصواتنا. هذه هي اللحظة المواتية للتعامل مع غياب العدالة والإنصاف في مجتمعنا .