
طهران ــ «وكالات» : برزت أمس نذر مواجهة جديدة بين إيران والولايات المتحدة ، ربما يكون مسرحها مياه الخليج العربي ، فبعد ساعات من التحذيرات الأمريكية للقطع البحرية الإيرانية في الخليج بالابتعاد عن سفنها الحربية 100 متر، أكدت طهران، أمس الأربعاء، أن سفنها وزوارقها العسكرية «ستواصل مهامها العادية» في الخليج وبحر عمان.
جاء هذا الرد على لسان مسؤول عسكري إيراني، لم يكشف عن هويته، لوكالة «نورنيوز» المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، قائلا : إن «الوحدات البحرية للجمهورية الإسلامية ستواصل مهامها كالمعتاد مع الالتزام بالمبادئ المهنية».
وأكد أن «ما يصدر عن القوات الأجنبية لن يغير من تنفيذنا الدقيق للمهام الجارية»، واصفاً تواجد هذه القوات في المنطقة بـ «غير المشروع».
وكانت وكالة «رويترز»، قد أفادت فجر أمس الأربعاء، بأن القوات البحرية الأميركية أصدرت تحذيرا للبحارة في المياه الدولية ، خاصة مضيق هرمز ، بالبقاء على بعد 100 متر على الأقل من سفنها الحربية، وهو تحذير موجه لإيران بالدرجة الأولى، من دون تسميتها.
وقالت البحرية الأميركية في تحذيرها إن الاقتراب بمسافة أقل من 100 متر من السفن العسكرية الأميركية ، «قد يعتبر تهديدا ويواجه إجراءات دفاعية قانونية».
وقال مسؤول عسكري في البحرية الأميركية للوكالة، دون الكشف عن هويته، إن هذا التحذير الجديد لا يمثل تغييرا في قواعد أداء قوات الولايات المتحدة.
واللافت أن التحذير الأميركي يأتي تزامنا مع تهديدات واشنطن بعرقلة حركة ناقلات إيرانية تحمل الوقود إلى فنزويلا، الأمر الذي يشي بأن التحذير قد يكون هدفه ردع إيران عن القيام بأي ردة فعل على ذلك، خصوصا أنها هددت خلال الأيام الأخيرة بأنها سترد بشكل «حاسم وعاجل» على أي تصرف أميركي ضد ناقلاتها.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن خمس ناقلات إيرانية تحمل البنزين والديزل في طريقها نحو فنزويلا في الوقت الراهن. والأحد الماضي، ذكرت بيانات متابعة ناقلات النفط، أن حاملة النفط الإيرانية «فاكسون» الرابعة، قد عبرت مضيق جبل الطارق قادمة من إيران باتجاه أميركا اللاتينية، وذلك بعد حاملات النفط «فورجون» و»بتونيا» و»فارست».
كما أن وكالة «فارس» الإيرانية، قد أفادت، بأن الناقلة الخامسة «كلاول» قد عبرت خلال الأيام الماضية قناة السويس في طريقها إلى جبل طارق.
في المقابل، ذكرت تقارير إعلامية إيرانية، خلال الأيام الماضية، نقلا عن «مصادر مطلعة» أن السلاح البحري الأميركي أرسل أربع طرادات حربية ترافقها طائرة «بوينغ بيه ـ 8 بوسيدون» الحربية من أسطول VP-26 إلى منطقة الكاريبي للقيام بمهمة اعتراض الناقلة الإيرانية.
إلى ذلك، يبدو أن التحذير الأميركي الجديد، ليس بعيدا أيضا عن ما حدث يوم 15 إبريل في مياه الخليج، عندما أعلن الجيش الأميركي أن 11 زورقا للحرس الثوري الإيراني قامت بمضايقة «خطيرة» لسفن حربية أميركية، معتبرا التصرف بـ»الاستفزازي».
إلا أن الحرس الثوري الإيراني رفض الرواية الأمريكية، معلنا أنها «غير صحيحة.. وهوليوودية»، متهما القوات البحرية الأميركية بانتهاك قوانين الملاحة البحرية في الخليج وبحر عمان.
وتعقيبا على الحادث، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق، أنه أمر بـ»استهداف» و»تدمير» أي قطعة بحرية إيرانية تقترب من السفن الأميركية في الخليج.