
عواصم – «وكالات» : أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية ، بسبب إدارتها لأزمة جائحة كورونا.
وقال ترامب، الذي تزايدت نبرته العدائية تجاه المنظمة في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء أمس الأول ، إن منظمة الصحة العالمية فشلت في الاضطلاع بواجبها الأساسي ويتعين محاسبتها.
يأتي ذلك وسط انتقادات واسعة لتوقيت القرار الذي يأتي في خضم جهود حثيثة لمحاربة أسوأ أزمة صحية يواجهها العالم في القرن الحادي والعشرين ، وهو ما ندد به خبراء مكافحة الأمراض المعدية ، مع تزايد حصيلة وفيات المرض في أنحاء العالم.
وقال ترمب : «إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظّمة الصحة العالمية ، في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشّي فيروس كورونا».
ووجّه الرئيس الأميركي لائحة اتّهام مطوّلة إلى المنظّمة الأممية، وقال إن «العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات» الناجمة عن الوباء.
وأكد ترمب أن «المنظمة الأممية فشلت كليا في تقديم معلومات شفافة حول الفيروس».
وقال الرئيس الأميركي إن «منظمة الصحة العالمية تأخرت في إعلان حالة الطوارئ بسبب كورونا».
وأشار إلى أن «اعتماد المنظمة على المعلومات التي قدمتها الصين تسبب في تضاعف الإصابات».
وتابع الرئيس الأميركي: «كان يمكن إنقاذ الكثير من الأرواح لو أن منظمة الصحة أرسلت مبكرا خبراء إلى الصين».
وذهب ترمب إلى أن «كل الدول التي استمعت لمنظمة الصحة العالمية تعرضت لمشاكل».
وركز في انتقاده على رفض المنظمة في بداية الأزمة لقرارات حظر السفر، ونفيها لإمكانية انتقال الفيروس بين البشر.
ودعا ترمب إلى «إجراء إصلاحات داخلية في منظمة الصحة العالمية»، منوها بالتمويل الضخم الذي يقدمه دافع الضرائب الأميركي للمنظمة.
وحول انتشار الفيروس في أميركا، قال الرئيس الأميركي: «بدأنا نرى ضوءا في نهاية النفق».
وتحدث الرئيس الأميركي خلال كلمته عن جهود إدارته لتوفير أجهزة التنفس الصناعية المطلوبة لكل مريض بكورونا في الولايات المتحدة.
وحول سياسات إغلاق البلاد، قال ترمب إنه سيبحث القرار المناسب في مطلع مايو ، موضحا أن الموقف سيختلف من ولاية إلى أخرى، وأن 20 ولاية أميركية على الأقل تعد في وضعية جيدة بالنسبة للفيروس.
وفي أول رد فعل لمنظمة الصحة العالمية دعا ديفيد نابارو مبعوث المنظمة الخاص بشأن مواجهة فيروس كورونا أمس ، إلى تأجيل توجيه أي اتهامات إلى المنظمة لما بعد القضاء على الفيروس.
وقال نابارو خلال مؤتمر عبر الإنترنت «نقول للجميع، نناشد الجميع، تطلعوا إلى الأمام. ركزوا على النضال الملحمي الآن واتركوا الاتهامات حتى وقت لاحق».
أضاف : ”إذا قررت خلال هذه العملية أنك تريد أن تعلن أنك ستسحب التمويل أو تدلي بتعليقات أخرى حول منظمة الصحة العالمية، فتذكر أن هذه ليست منظمة الصحة العالمية فقط، فمجتمع الصحة العامة بأكمله يشارك الآن وكل فرد في العالم هو الآن موظف صحة عامة، الجميع يتحمل المسؤولية، الجميع يضحون، الجميع يشاركون“ في المواجهة.
وأدى فيروس كورونا إلى وفاة أكثر من 23500 شخص في الولايات المتحدة، التي تتصدر الدول المتضررة من الوباء.
في سياق متصل قال مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، الأربعاء، إن قرار الرئيس دونالد ترمب وقف تمويل منظمة الصحة العالمية ، انتظارا لمراجعة طريقة تعاملها مع وباء فيروس كورونا المستجد «خطير للغاية».
أضاف مؤسس مايكروسوفت في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «إن وقف تمويل منظمة الصحة العالمية خلال أزمة صحية عالمية أمر خطير كما يبدو، عملهم يبطئ انتشار COVID-19 وإذا تم إيقاف هذا العمل لا يمكن لأي منظمة أخرى استبدالهم، يحتاج العالم منظمة الصحة العالمية WHO الآن أكثر من أي وقت».
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا هو حالة طارئة للصحة العامة تثير القلق الدولي في أواخر يناير، وبعد ذلك بأسبوع، تعهدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس بمبلغ يصل إلى 100 مليون دولار للمساعدة في احتواء تفشي المرض.
وقالت المؤسسة إن هذه الأموال ستستخدم للمساعدة في إيجاد لقاح للفيروس، والحد من انتشاره وتحسين الكشف والعلاج، وتم توجيه حوالي 20 مليون دولار إلى مجموعات بما في ذلك المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية.