
«كونا» : أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة الكويت ألينا رومانوسكي ، أن الدور القيادي لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تجاه القضايا الإقليمية ، والتزام سموه بالقضايا الإنسانية له صدى كبير ، مضيفة أن سموه «صديق عظيم للولايات المتحدة وحليف مهم».
وشددت رومانوسكي أمس على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد خصوصا في المجال الطبي وتوفير الحماية لرعاياهما وترتيب رحلات إجلائهم.
وقالت إنه في ضوء الصداقة الفريدة التي تجمع البلدين التقت أخيراً نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ، وتمت مناقشة تنسيق الجهود من أجل حصول دولة الكويت على تكنولوجيا جديدة في مجال الرعاية الصحية يجري تطويرها في الولايات المتحدة لمكافحة الفيروس المستجد. وأوضحت أنه في ضوء الأزمة الراهنة واعتماد معظم الجامعات الأميركية نظام «التعليم عن بعد» ، بات في مقدور بعض الطلبة المبتعثين العودة إلى بلدهم وإنهاء العام الدراسي.
وعن انطباعها عن دولة الكويت أفادت بأنها منذ وصولها نهاية شهر يناير الماضي تأثرت كثيرا بـ «حجم ودفء ترحيب الشعب الكويتي ، لافتة إلى أن «دولة الكويت تتمتع بثقافة وتاريخ ثريين وسيستمر تشابك مستقبل بلدينا». وأعربت عن تطلعها إلى انجلاء أزمة «كورونا» بغية التعرف على المجتمع الكويتي عن كثب لاسيما أنها واجهت «صعوبات خلال الأزمة لجهة الاستمرار بمقابلة الناس والتعرف على البلد ، مبينة أن شعبي البلدين يتمتعان بصداقة طويلة ودائمة ونتطلع إلى تعزيز هذه الروابط أكثر مستقبلاً».
وذكرت رومانوسكي أنها تتطلع خلال فترة عملها سفيرة لبلدها إلى العمل مع القيادة السياسية في البلاد ومع الحكومة الكويتية حول القضايا التي تهم البلدين والمنطقة. وقالت : «كان لي شرف تقديم أوراق اعتمادي لسمو الأمير في 11 فبراير الماضي وسعدت بأن هنأت سموه يومها بمناسبة العيد الوطني والذكرى الـ14 لتولي سموه مقاليد الحكم ، وشكرت سموه على دور دولة الكويت القيادي في مجلس التعاون الخليجي وفي لم الشمل الخليجي». وجددت التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالمصالح الأمنية المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الكويت ، في ضوء الحوار الاستراتيجي بين البلدين اللذين يتمتعان بـ «شراكة فريدة صمدت أمام اختبارات الزمن» ، مؤكدة أن «العلاقة بين البلدين متجذرة في قيمنا ومصالحنا ورؤيتنا المشتركة للمستقبل».
وأفادت بأن الحوار الاستراتيجي يعتبر أحد الأطر المهمة لتوسيع الشراكة بين البلدين وتعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، معربة عن التطلع إلى مواصلة تعزيز التعاون في مجالات التعليم والرعاية الصحية والنقل والأمن السيبراني وغيرها من المجالات. وعن انطباعها تجاه الإجراءات المتخذة من قبل حكومة دولة الكويت لمكافحة فيروس «كورونا» ، قالت سفيرة الولايات المتحدة إن «الحكومة الكويتية استجابت بسرعة لمنع انتشار الفيروس وحرصت على إطلاع الجمهور على مستجدات الوضع أولا بأول». وأعربت عن امتنانها لـ «تفاني وتضحية الموظفين الحكوميين ومقدمي الخدمات الصحية الذين يقفون بكل يقظة وجهوزية في الخطوط الأمامية من أجل حماية سلامة ورفاهية المواطن والمقيم». وأشادت بالتبرعات الكويتية لمصلحة الجهود الدولية للتغلب على التهديد العالمي للفيروس ، قائلة : «كما جرت العادة تظل الكويت والولايات المتحدة رائدتين في الدعم الإنساني الدولي». وأوضحت أن حكومة بلادها قدمت أخيرا نحو 225 مليون دولار إضافية على شكل مساعدات صحية وإنسانية واقتصادية ، لتعزيز جهود الاستجابة العالمية لمكافحة هذه الجائحة ، مبينة أنها جاءت بعد مساهمات سابقة قدرت بنحو 274 مليون دولار خصصت للغرض نفسه.
وأفادت بأن «المساهمات الأخيرة جاءت إضافة لما قدره 140 مليار دولار هي إجمالي المساعدات الصحية الأميركية على مستوى العالم خلال الـ 20 عاما الماضية».
وعن أوضاع الطلبة الكويتيين الداراسين في الولايات المتحدة ، قالت رومانوسكي «هناك نحو 12 ألف طالب كويتي يدرسون في جامعات أميركية ، وأبعث لهؤلاء الطلبة تحياتي وأطيب تمنياتي وأود أن يكونوا على يقين بأننا نفكر بهم خلال هذه الأوقات الصعبة ، خصوصا أنهم يشكلون جزءا من تقليد كبير من المنح الدراسية والتعاون التعليمي بين البلدين». وتابعت أن «معظم الجامعات في الولايات المتحدة تعمل من خلال برامج التعليم عن بعد حاليا ، مما يمكن عودة بعض هؤلاء الطلبة إلى الكويت لإنهاء العام الدراسي من هنا بغض النظر عن المكان الذي اختاروه لتجاوز هذه الأزمة».
وأشارت إلى أن لقاءاتها مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله في شهر أبريل الجاري ، تناولت العديد من القضايا بما في ذلك استجابة دولة الكويت لمواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا والأحداث والقضايا الإقليمية.
وأفادت رومانوسكي بأن اللقاءات تناولت الحديث عن خطوات دولة الكويت الاستباقية لمواجهة الفيروس ، معربة عن شكرها لنائب وزير الخارجية على جهود الحكومة لضمان استمرار السفارة الأمريكية في العمل خلال الأزمة .