العدد 3625 Monday 23, March 2020
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت كسبت احترام العالم آخر الدواء .. «حظر التجول» «الناقلات» : مخزوننا كافٍ من أسطوانات الغاز «الصحة» : 188 مصاباً حتى الآن وشفاء 30 مجلس الوزراء: حظر تجول جزئي لكبح جماح وباء «كوفيد 19» منتجو مسلسلات أمريكية يتبرعون بمعدات طبية لدحر الوباء ارتفاع أعداد وحيد القرن الأسود فى افريقيا الشرطة البريطانية تضبط «صيدا ثمينا» مسروقا من ورق التواليت «الخطوط الكويتية» نقلت معدات «فحص كورونا السريع» إلى الكويت جهاز المراقبين الماليين يشكل فريق عمل طوارئ رئيسياً «ويبرو» تطلق وحدة أعمال مايكروسوفت لحلول التحول الرقمي عقلة: ننتظر قراراً حاسماً بشأن عودة النشاط الرياضي باجية: «الطائرة» يضع إمكاناته بتصرف الحكومة لمواجهة كورونا رئيس الفحيحل يطلق حملة «نبيها صفر» اليمن : هزيمة كبيرة لميليشيات الحوثي على جبهات البيضاء العراق : قصف أهداف لـ «داعش» في جبال حمرين «فتح» تطالب «حماس» بالإفراج عن معتقلي الرأي الحسيني: «كلنا إيد بإيد» رسالة وطنية للكويت الحبيبة كورونا يطيح بالعديد من المسلسلات خارج السباق الرمضاني تأجيل الموسم الأول من برنامج «The voice senior» إلى سبتمبر

الأولى

الكويت كسبت احترام العالم

 
د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 تواجه البشرية كلها في الوقت الحالي محنة عظيمة وغير مسبوقة ، فلم يحدث على مر التاريخ الإنساني أن ضرب مرض من الأمراض ، كل دول العالم دون استثناء ، كما يحدث الآن مع وباء «كورونا» الذي يجتاح الكرة الأرضية ، ويهدد ساكنيها بالموت والخراب والدمار.
وأمام هذه المحنة انتفضت مختلف الدول لمواجهة تداعياتها، والعمل الحثيث والدؤوب بهدف التخفيف من آثارها ومضارها. ومنذ اللحظات الأولى لبروز خطورة هذا الفيروس الفتاك ، انتفضت دولة الكويت بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية، من أجل حماية شعبها والمقيمين على أرضها ، من هذا الخطر الكبير . وكانت التوجيهات السامية التي أصدرها صاحب السمو أمير البلاد للحكومة ، نبراسا لها للعمل والمواجهة الجادة ، فقد أمر سموه بتسخير كل إمكانات الدولة ومواردها، للحفاظ على صحة وحياة المواطنين وكل من يقيم على أرض الكويت .
والتزاما بهذه التوجيهات السامية فقد رأينا مجلس الوزراء، في حالة انعقاد شبه دائم ، بهدف اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة ، لتفادي انتشار المرض ، وتوفير كل المتطلبات اللازمة  للمواطنين والمقيمين، وبث الطمأنينة فيهم . وقد جاءت شهادة منظمة الصحة العالمية، لتؤكد أن الكويت كانت في طليعة الدول التي اتخذت إجراءات استباقية متميزة وجديرة بالتقدير ، على كل الأصعدة ، وهو ما أسهم بنصيب كبير في محاصرة هذا الفيروس ، بحيث صارت معدلات الإصابة به منخفضة جدا، إذا قيست بمعظم دول العالم ، على الرغم مما عرف عن الكويت من انفتاح واسع على شتى الدول ، سفرا إليها أو استقبالا منها، وهي تضم بين الوافدين المقيمين على أرضها ، أكثر من 140 جنسية . لكن ظل الأمر محصورا وفي أضيق نطاق ، ولم تسجل حتى الآن أي حالة وفاة ، بفضل من الله تعالى.
وكان لافتا أيضا أن الكويت استبقت بإجراءاتها معظم دول المنطقة ، فقد كانت السباقة بإغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية ، مع الدول التي ظهرت فيها إصابات بفيروس «كورونا» . ثم أغلقت بعد أيام مجالها الجوي تماما ، واقتصر الأمر على طائرات الشحن التي تنقل الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية . كما بادرت بإغلاق دور السينما والمسارح وصالات الأفراح والمقاهي ، وسائر أماكن التجمعات . وكان علماء الدين فيها على درجة كبيرة من الفقه الصحيح والوعي بالواقع الذي نعيشه ، فأفتوا بجواز إغلاق المساجد ، ووقف صلاة الجمعة والجماعات، ومنحت الدولة موظفي القطاعين الحكومي والخاص إجازة ، وألزمتهم البقاء في بيوتهم ، ثم تقرر فرض الحظر الجزئي، للقضاء على كل فرص انتقال العدوى .
يبقى الآن أن يرتفع وعي الجميع – مواطنين ومقيمين – إلى مستوى التحدي الذي نواجهه ، ذلك أن كل هذه الإجراءات لن يكتب لها النجاح ، ما لم يرافقها وعي كبير ، ونضج في التعامل مع الأحداث ، حتى تتوج هذه الجهود الرائعة التي تبذلها الدولة ، ونعبر هذا الخطر الداهم بأمان تام .
إن الكويت التي استطاعت بوحدة أبنائها ، وصلابة إرادتهم ووعيهم ، وحكمة قيادتها ، أن تعبر محنة الغزو الغاشم، وأن تسترد أرضها طاهرة محررة ، لقادرة بإذن الله على عبور محنة هذا الوباء الذي يهدد البشرية كلها ، وتقديم درس آخر من الدروس العظيمة ، لشعب عظيم ، وقيادة حكيمة شجاعة.
والله نسأل أن يحفظ الكويت قيادة وشعبا ، من كل سوء ومكروه .

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق