
شهدت الكويت أمس العديد من التطورات ، على صعيد استعداداتها لمواجهة فيروس «كورونا المستجد» ، ومنع دخوله البلاد، إضافة إلى إخلاء المواطنين الموجودين في دول ضربها المرض .
فقد تم تخصيص خمس طائرات لنقل 700 كويتي موجودين في إيران، عقب ظهور فيروس «كورونا» فيها ، وإرسال طاقم مكون من 12 طبيبا وممرضا لفحص القادمين قبل ركوبهم الطائرات، كما خجرى تجهيز سيارات اسعاف وباصات وفريق طبي ، برئاسة وكيل وزارة الصحة في مطار الشيخ سعد، لنقل القادمين فور وصولهم الى موقعين للحجر الصحي خصصتهما الوزارة .
وذكرت مصادر في «الطيران المدني» ، أن عدد القادمين في أول رحلة يتحاوز الـ120 راكباً، وأنه سيتم إنزالهم فور وصولهم ونقلهم إلى حافلات ومن ثم إلى مبنى خاص في مطار الكويت تم تخصيصه كمركز للحجر الصحي.
وأوضحت أن الكويت أرسلت فريقاً من 12 طبيبا وممرضا إلى إيران لفحص الركاب قبل صعودهم الطائرات، وبالتالي فرز الحالات، مشيراً إلى أن الفريق الطبي سيبقى في إيران لمدة يومين ، حتى إجلاء جميع الكويتيين العالقين هناك.
من جهة أخرى نفت وزارة الصحة ما يتم تداوله حول وجود حالات مصابة بفيروس «كورونا» في مستشفى الفروانية ، كما نفت صدور تحذير بعدم تناول الطعام المقدم من المطاعم ، وربطه باحتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
على صعيد متصل عقد وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح أمس اجتماعا مع قياديي القطاعات المعنية ، في الوزارة وممثلي الجهات الرسمية والوزارات ذات الصلة ، للوقوف على آخر الاستعدادات لاستقبال المواطنين الكويتيين العائدين من ايران ، وضمان توفير سبل الراحة والسلامة لهم، وأكد الصباح حرص دولة الكويت ممثلة بالوزارة على المتابعة الحثيثة على مدار الساعة للحفاظ على الأمن الصحي للكويت ، وتحصينها ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» عبر إجراءات احترازية ووقائية مشددة ، وفق خطة محكمة ومتعددة الأبعاد محليا وخليجيا وعالميا.
و قال الشيخ باسل الصباح لـ»كونا» إن دولة الكويت ممثلة بوزارة الصحة تتولى التواصل المستمر مع منظمة الصحة العالمية ، من خلال المركز الوطني لتطبيق اللوائح الصحية الدولية ، لمتابعة الوضع العالمي بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد ، وكذلك التواصل خليجيا مع دول مجلس التعاون ، لمتابعة التوصيات والإجراءات الاحترازية ذات الصلة والخطوات العملية لتنفيذها للحد من انتشار الفيروس ، مؤكدا من جديد عدم تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في الكويت ولله الحمد.
وذكر أنه يتم التنسيق والتواصل المستمر بين تلك الجهات ووزارة الصحة على مدار الساعة، لمتابعة تنفيذ التوصيات والإجراءات التي يتم اتخاذها بغية الحفاظ على الأمن الصحي وعدم وصول الفيروس إلى الكويت.
ولفت إلى أن الصحة مستمرة في تطبيق كل الإجراءات الوقائية لمنع انتقال الفيروس إلى البلاد ، ومن أهمها التوجيه بعدم السفر إلى المناطق التي ينتشر بها المرض إلا للضرورة القصوى ، مع اتخاذ الوزارة كل الإجراءات الوقائية المعتمدة عالميا مع القادمين من تلك المناطق بما يعود بالمصلحة على الجميع.
وكان المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبد الله السند وأكد في بيان صحفي ، ان الوزارة تعمل على توفير سبل الراحة والسلامة للمواطنين الكويتيين العائدين من ايران.
وأوضح السند ان وزير الصحة شدد خلال الاجتماع على التعامل بأقصى درجات الحرص حيال هؤلاء المواطنين ، بما من شأنه ضمان الامن الصحي لهم وللبلاد.
وذكر أن معنيين من الوزارة يتواجدون في مبنى مطار الشيخ سعد أمس ، تزامنا مع وصول الطائرة الأولى المخصصة لنقل المواطنين العائدين ايران.
على صعيد متصل أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني وقف جميع الرحلات المغادرة والقادمة من إيران ، في الوقت الراهن ، بناء على تعليمات وزارة الصحة الكويتية ، وذلك بعد ظهور حالات إصابة بفيروس الكورونا المستجد في مدينة «قم» الإيرانية.
وقالت «الطيران المدني» في بيان صحفي إنه سيتم منع القادمين من أي جنسية ممن لديهم إقامة أو سمة دخول سابقة إلى الكويت ، ممن كانوا موجودين في إيران خلال الأسبوعين الماضيين.
وذكرت أنه سيخضع أي مواطن كويتي قادم من إيران للحجر الصحي ، مضيفة أنه سيتم إيقاف إصدار سمة دخول للقادمين إلى البلاد من إيران ، نظرا إلى الوضع الحالي.
وناشدت «الطيران المدني» المواطنين عدم السفر الى إيران خلال الفترة الحالية ، إلى حين اتضاح الصورة النهائية بشأن فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
من جانبها أصدرت سفارة إيران لدى البلاد بيانا صحافيا ، تلقت «الصباح» نسخة منه ، حول اكتشاف فيروس كورونا في إيران والقرار الأخير للحكومة الكويتية بوقف الرحلات الى ايران جاء فيه : «ان وزارة الصحة في إيران «اتخذت الاجراءات اللازمة والمؤثرة بغية السيطرة على المرض ، ومنها الحجر الصحي للمشتبه باصابتهم وتخصيص مراكز علاجية خاصة ، وإجراءات مشددة لمنافذ الدخول والخروج من البلاد لغرض الحفاظ على سلامة المواطنين الايرانيين و الرعايا الاجانب المقيمين».
أضاف البيان ان السفارة تواصل التباحث مع السلطات الكويتية في شأن قرار الكويت وقف الرحلات الجوية وسفر المواطنين الايرانيين وغير الايرانيين، ووفقا لقرار المراكز المعنية في الكويت ، فان الاشخاص الذين سافروا الى ايران خلال الاسبوعين الماضيين سوف تشملهم الاجرءات الاحترازية والوقائية التي اعلنتها الحكومة الكويتية.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية أعلنت الجمعة تسجيل حالتي وفاة و11 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد ، أربع منها في العاصمة طهران في حين تم تسجيل حالات إصابة أخرى في «قم» ومحافظة «كيلان» الشمالية.
وكانت مؤسسة الموانئ الكويتية أعلنت وقف نقل الأفراد من وإلى إيران بحراً ، اعتباراً من الخميس الماضي وحتى إشعار آخر ، وذلك بعد الإعلان عن تسجيل حالات إصابة ووفيات بفيروس «كورونا المستجد» هناك.
وذكرت «الموانئ» في بيان لها أن قرار الايقاف جاء بغية «تحاشي أي احتمالية لانتقال المرض بين الركاب».
هذا وأبدى عدد من نواب مجلس الأمة قلقهم إزاء هذه التطورات، داعيين الحكومة إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الاستعدادات الحقيقية لمواجهة الفيروس ، والتأكد من جاهزية المرافق الصحية ومنافذ البلاد لتأمين حياة المواطنين ومنع وصول المرض، كما دعا النواب الحكومة لتأمين عودة مواطنينا العالقين في إيران سالمين إلى البلاد.