العدد 3586 Sunday 02, February 2020
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
«عزايز» .. ترسيخ لقيم المحبة والعطاء الجامعة العربية : «صفقة القرن» مرفوضة الصين : ارتفاع ضحايا «كورونا» إلى 259 شخصاً «الخارجية» : لا تأكيد بأن الرفات المكتشفة بالعراق أخيراً تعود لأسرانا الكويت تؤكد موقفها الثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني الحرس الوطني ينفذ تمرينا وهميا سفارتنا بإسبانيا تنظم «الأيام الثقافية في مدريد» الأسبوع المقبل متسلحا بالكمامة .. وحيدا في الطائرة إلى «بؤرة الوباء» «الشال»: الحديث عن إصلاح اقتصادي لا يُبنى على نزاهة..لا يعدو كونه سراباً الحميضي: «وفرة العقارية» تطلق المسابقة الأولى لحفظ القرآن الكريم بنك الخليج يطلق خدمة «اعرف عميلك» إلكترونيًا كاظمة ينتفض ويغرق السالمية البطولة التنشيطية الأولى للبولينغ تنطلق اليوم أكاديمية أكشن تقيم بطولة كرة القدم للبراعم والناشئين الرئيس الفلسطيني: لن أقبل بضم القدس لإسرائيل قوات النظام السوري على وشك السيطرة على مدينة سراقب اتفاق بين مصر والسودان و إثيوبيا على جدول ملء السد أنيسة السالم كرمت المشاركين في مؤتمر «بستان قلم لرعاية المواهب الأدبية » عبدالمجيد عبدالله لفؤاد عبدالواحد: أنت نجم الأعوام المقبلة حسين الجسمي يحيي حفل انطلاقة «عربية السيدات 2020»

الأولى

«عزايز» .. ترسيخ لقيم المحبة والعطاء

 
 
د. بركات عوض الهديبان
 
 في كل يوم يتأكد للكويتيين ، أنهم - ودون أدنى مبالغة – الشعب الأكثر ارتباطا وتماسكا ، وأن نسيجهم المجتمعي هو الأشد قوة ومتانة ، وأن وحدتهم الوطنية قادرة دوما على أن تذيب أي خلافات قد تنشأ بينهم ، وتزيح أي عراقيل يمكن أن تعوق طريقهم .
ولا شك أن مما ساعد على ذلك ، وجعله من أهم الثوابت في مجتمعنا ، العلاقة الوثيقة والمتجذرة بين الشعب الكويتي وأسرته الحاكمة ، وهي علاقة تزداد رسوخا مع مرور الزمن، وتعبر عن نفسها في تجليات عديدة ، لعل من بينها وأبرزها ذلك الجهد الكبير الذي يبذله الشيخ علي جابر الأحمد ، والذي استطاع على مدى 27 عاما متصلة ، أن يقدم صورة رائعة للتواصل الحميم بين كل مكونات المجتمع الكويتي بشكل عام ، وللتواصل بين أبناء أسرة الصباح ، وسائر المواطنين .
والرائع في الأمر أن اللقاءات التي يقيمها الشيخ علي الجابر، في مزرعته «عزايز» بمنطقة العبدلي ، تأتي بشكل عفوي وتلقائي، دون تصنع أو تكلف ، و من دون أن تصاحبها دعاية كبيرة أو تكثيف الأضواء الإعلامية عليها ، لأن المستهدف منها أسمى من ذلك وأكبر ، وهو أن تعطي رسالة مؤداها أن الكويت «أسرة واحدة»، وإن تعدد أفرادها وتنوعت أطيافهم ، فقبلتهم الوطنية واحدة ، وغايتهم لا تتعدد أو تختلف . ولعل بدء تلك اللقاءات باللقاء الذي يجمع بين صاحب السمو الأمير ، وسائر أبناء أسرة الصباح ، يمثل تتويجا لهذا المعنى ، وتكريسا لكل ما جبلت عليه الكويت ، من قيم وتقاليد احترام الكبير ، والرحمة والعطف على الصغير , فضلا عن التأكيد على أن ديمقراطية هذا البلد ، لا تنبع فقط من كونه يمتلك برلمانا قويا ، وإنما أيضا استنادا إلى أن هذه الديمقراطية راسخة الجذور فيه ، وأن دواوينه هي أحد تجليات تلك الديمقراطية ، التي تميز مجتمنا عن أي مجتمع آخر في المنطقة . وفي اعتقادنا أن أي شخص يرتاد دواوين أهل الكويت ، حتى لو كان من دولة أخرى ، سيلحظ مدى الفاعلية والحيوية اللتين تميزان هذه الدواوين ، وسيدرك أنها التربة الصالحة التي تنبت فيها بذور الديمقراطية الحقيقية ، لتطرح ثمارها وأزهارها في كل مؤسسات الدولة .
وعندما نرى لقاءات «عزايز» تجمع كل أهل الكويت ، سواء من أبناء الأسرة الحاكمة ، أو ممثلي ديوانياتها ، وكذلك رجال الأعمال وغيرهم ، فضلا عن أعضاء السلك الدبلوماسي للدول الشقيقة والصديقة في البلاد ، والذين يحرصون بدورهم على الإشادة بهذه اللقاءات الفريدة ، والبعيدة عن أجواء وقواعد البروتوكول الرسمية ، فإننا بإزاء عمل كبير ، يحمل صاحبه رسالة مهمة يحرص على توصيلها في كل عام ، بمنتهى الأمانة والدقة والموضوعية .
أخيرا فإن «عزايز» باتت بعد هذه التجربة الطويلة ، ركنا أصيلا من أركان الوحدة الوطنية ، والتماسك المجتمعي ، ومناسبة رائعة لتذكيرنا بالمعنى القرآني العظيم ، عن أمة الإسلام والقائل « وألّف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألّف بينهم» .
دامت الكويت عزيزة شامخة ، بشعبها وقيادتها ، وأسرتها الحاكمة ، أسرة الخير والمحبة والوفاء .
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق