القاهرة – «وكالات» : رفضت الجامعة العربية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ، المسماة بـ «صفقة القرن»، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس ، معتبرة أن الخطة لن تؤدي إلى اتفاق سلام عادل.
وأكدت الجامعة في بيان لها ، أنها لن تتعاون مع الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الخطة ، وحذرت من قيام إسرائيل بتنفيذها بالقوة ، مشددة على وقوفها إلى جانب الفلسطينيين.
من جهته أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر ، في بيان ألقاه خلال الاجتماع ، أن دولة الكويت اطلعت باهتمام بالغ على الرؤية الأمريكية للسلام وتقدر مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية ، باعتبارها قضية محورية ليس للعالم العربي والإسلامي فحسب وانما للمجتمع الدولي بأسره ، كونها بالأساس قضية عدالة وحق وضمير.
وقال الناصر إن دولة الكويت تؤكد على موقفها المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني ، وأن الحل العادل والشامل هو ذلك الحل الذي لا ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، ولا يتنافى مع القرارات الأممية والدولية ذات الصلة والمرجعيات الرئيسية والثوابت الأساسية التي استقر عليها المجتمع الدولي ، وفي مقدمتها اقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، والذي لا يعطي اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسوغا للاستمرار في تحللها من التزاماتها الدولية والاستمرار في تهديد الوجود العربي والهوية الاسلامية والمسيحية والحقوق التاريخية والثابتة في القدس الشريف.
أضاف : ان دولة الكويت واذ تجدد تضامنها ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة ، لتدعو الدول كافة الى الاعتراف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية عاصمة لها ، كما تدعم دولة الكويت جميع الخطوات والاجراءات القانونية والسلمية التي تتخذها دولة فلسطين لترسيخ سيادتها على القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة مجددين تمسكنا بمبادرة السلام العربية لعام 2002 وحل الدولتين على حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية ، بما في ذلك قرارا مجلس الأمن 242 و338 ، مع التأكيد على أن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي للدول العربية كافة.
من جانبه تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: «لو كانت أميركا طرفا في اتفاق أوسلو لما تم». وأوضح أن «خطة أميركا تفرض سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على غرب نهر الأردن». وأضاف أن «القدس ليست للفلسطينيين وحدهم وإنما للعرب جميعا». وتابع أن «واشنطن أمهلتنا 4 سنوات لتنفيذ خطة السلام، وإسرائيل باشرت بها فورا».
وقال عباس: «طلبوا منا الاعتراف بيهودية الدولة التي تضم عرباً ومسيحيين». ولفت إلى أن «الاحتلال يهدم منازل فلسطينيين بشكل يومي لبناء مستوطنات جديدة». وأشاد بردود الفعل العربية والدولية تجاه الخطة الأميركية، قائلاً: «سنتوجه إلى مجلس الأمن للبحث عن حل لقضيتنا».
وتابع: «الملك سلمان قال لي إن السعودية دائما مع الفلسطينيين». وقال: «وجهنا رسالة للإدارة الأميركية رفضنا فيها خطة السلام»، موضحا أنه «لا نزال نؤمن بالسلام على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن».
بدوره أوضح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ، خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الطارئ للجامعة العربية أمس ، أن «مبادرة السلام العربية هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام».
وتحدث الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، خلال الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية، التي عقدت بغرض بحث سبل التعامل مع خطة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، قائلاً: «نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام»، واصفاً الخطة الأميركية بأنها «مخيبة للآمال». وأضاف: «ندرس كل ما يطرح علينا ومن حقنا أن نقبل أو نرفض».
وأشار إلى أنه «لا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين». ودعا أبوالغيط الفلسطينيين إلى «إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات».
من جهته، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر تقف مع الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.
أضاف شكري أن محددات «تسوية السلام تستند لقرارات الشرعية والمبادرة العربية».
يأتي ذلك فيما شدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على أن المملكة تقف مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفاً: «نؤكد مجددا دعمنا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، من جهته، قال إن «السلام الشامل والعادل يلبي حق الشعب الفلسطيني في دولته وعاصمته»، مشيراً إلى أن «السلام يجب أن يتم وفق مقررات الشرعية الدولية وإلا التداعيات ستكون خطيرة».
وفي وقت سابق، نقلت الوكالة الفلسطينية عن وزير الخارجية، رياض المالكي، أن فلسطين تقدمت بمشروع قرار لرفض خطة السلام الأميركية، وعدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال.
وقال المالكي: «نتوقع من كافة الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار ليصبح قراراً بالإجماع».
وفى نيويورك، واصلت بعثة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة تحركاتها في أروقة الأمم المتحدة ضد خطة ترامب للسلام.
وأوضحت البعثة، في بيان لها، الجمعة، أن مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، التقى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، الذي أكد أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعلى قاعدة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، وفقاً لوكالة «معا» الفلسطينية.