
عواصم – «وكالات» : شهدت منطقة الخليج والعراق تطورات كبيرة، خلال اليومين الماضيين ، ففيما شنت الولايات المتحدة غارات على قواعد عسكرية تابعة لكتائب حزب الله ، في العراق وسوريا ، أسفرت عن وقوع عدد كبير من القتلى ، احتجزت إيران أمس الاثنين، ناقلة نفط بزعم تهريب النفط ، قرب جزيرة أبو موسى في الخليج العربي .
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أعلنت قيام طائرات أمريكية بشن غارات على مقار لميليشيات حزب الله العراقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المقاتلين، من بينهم القيادي في الميليشيات، أبو علي الخزعلي، معتبرة أن هذه الغارات تشكل ردّاً أولياً»، بعد يومين من هجوم صاروخي أدى للمرة الأولى إلى مقتل أمريكي في العراق.
واستهدفت المقاتلات من نوع إف 15 الأمريكية، وذلك وفق ما ذكر مصدر عسكري أميركي، 5 قواعد تابعة لميليشيات حزب الله العراقي: 3 في الأنبار و2 في سوريا.
وأفاد بيان للجيش الأميركي أن المنشآت الخمس المستهدفة لحزب الله العراقي، منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.
في غضون ذلك، أعلن الحشد الشعبي مقتل 19 من مسلحيه على الأقل بينهم قياديون مساء أمس الأول الأحد ، في الضربات الأمريكية التي استهدفت قواعد كتائب حزب الله العراقي في غرب البلاد، بحسب ما نقله الموقع الرسمي لل.
وقال جواد كاظم الربيعاوي، المسؤول في هيئة الحشد الشعبي، إن «حصيلة الاعتداء الآثم على مقرات اللواءاين ٤٥ و ٤٦ بلغت ١٩ شهيدا و ٣٥ جريحا»، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للفصيل الموالي لإيران.
أضاف أن عددا من الجثامين «لا تزال تحت الانقاض».
ووصف جوناثان هوفمان، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان الضربات بأنها «دفاعية دقيقة استهدفت خمس منشآت في سوريا والعراق وذلك ردا على الهجمات المتكررة، التي تشنها الكتائب على القواعد العراقية التي تتمركز بها قوات عملية العزم الصلب، وهو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد ما يعرف بتنظيم الدولة».
وأضاف هوفمان أن الضربات الامريكية «ستحد من قدرة الكتائب على شن اَي هجمات تستهدف قوات التحالف في المستقبل».
وقال إن الأهداف الخمسة مخازن للأسلحة ومراكز قيادة تستخدمها الكتائب لتخطيط الهجمات ضد قوات التحالف.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أمريكيين أن الهجمات الجوية كانت ناجحة، ولكنهم حذروا من أنه قد يتم اتخاذ «اجراءات إضافية» في المنطقة للدفاع عن المصالح الأمريكية .
وتعتبر الولايات المتحدة كتائب حزب الله منظمة إرهابية، وقالت إن الغارات جاءت ردا على شن الكتائب هجمات صاروخية على قاعدة كركوك العسكرية في 27 ديسمبر الجاري.
وحسب بيان للبنتاغون، استخدمت الكتائب 30 صاروخاً في الهجوم الذي أسفر، كما قال البيان، عن مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من أفراد قوات الأمن العراقية.
وكانت الغارات الأمريكية في العراق قريبة من حي القائم الغربي، على مقربة من الحدود مع سوريا، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وتقول واشنطن إن الغارات ستؤدي إلى «إضعاف قدرة كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف».
وتقول الولايات المتحدة إن الكتائب على صلة قوية بفيلق القدس الإيراني، وقد تلقت مرارا وتكرارا مساعدات ودعم من إيران استخدمته في شن هجمات ضد قوات التحالف، التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
وتزعم الإدارة الأمريكية أن فيلق القدس هو «الآلية الأساسية لإيران» في دعم الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، من خلال إمدادهم بالتمويل والتدريب والأسلحة والمعدات.
وينمو النفوذ الإيراني في الشؤون الداخلية بالعراق باطراد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس صدام حسين عام 2003.
ولدى إيران أيضا صلات قوية بالسياسيين الشيعة الذين هم جزء من الصفوة الحاكمة في العراق، كما تساند قوة الحشد الشعبي شبه العسكرية، التي يهيمن عليها الشيعة.
ويتهم المتظاهرون في العراق إيران بالتواطوء في الفشل والفساد في العراق.
وكان المتظاهرون قد أحرقوا عددا من المنشآت القنصلية الإيرانية في العراق خلال المظاهرات المستمرة منذ أسابيع.
وحمّل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أوائل الشهر الماضي القوات التي تساندها إيران مسؤولية سلسلة هجمات في العراق.
وحذر الوزير إيران من أن أي هجمات تشنها هي أو وكلاؤها وتضر بالولايات المتحدة أو بحلفائها سوف «تلقى ردا أمريكيا حاسما».
في سياق ذي صلة أكد رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح، على ضرورة تأمين حماية البعثات والسفارات والقواعد العسكرية العراقية والقوات الدولية المساندة لجهود بغداد في مواجهة الإرهاب.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن المكتب الإعلامي لصالح ، اعتبار الرئيس الهجوم الأميركي على مقرات الحشد الشعبي في قضاء القائم انتهاكاً لسيادة العراق.
ودعا صالح إلى التحلي بضبط النفس واحتواء التصعيد وتفادي كل ما من شأنه الإضرار بالبلاد، في ظل الظروف الحرجة الراهنة.
من جهة أخرى احتجزت إيران أمس الاثنين، ناقلة نفط في الخليج العربي بزعم تهريب النفط.
وقالت قناة «العالم» على «تليغرام» : «بحرية الحرس الثوري توقف ناقلة نفط تهرب وقودا قرب جزيرة أبو موسى بالخليج».
وكانت وسائل إعلام تابعة لإيران أفادت في أغسطس الماضي، أن الحرس الثوري أعلن عن احتجاز سفينة أجنبية في مياه الخليج تنقل 700 ألف ليتر من الوقود وعلى متنها 7 بحارة.
وحسب بيان القوات البحرية في الحرس الثوري، فقد تم احتجاز السفينة قرب جزيرة فارسي وسحبها إلى ميناء بوشهر جنوب إيران. واتهمت طهران، الناقلة أيضا بتهريب وقود لبعض الدول العربية.
وفي 19 يونيو الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنّه «صادر» ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو» لدى عبورها مضيق هرمز.
وقال الحرس الثوري وقتذاك في بيان على موقعه الإلكتروني إنّ القوات البحرية التابعة له، وبطلب من «سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان» احتجزت الناقلة، بسبب «عدم احترامها القانون البحري الدولي».
وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران في عام 2015، إضافة إلى الأنشطة الإيرانية الأخيرة المهددة للملاحة الدولية في مضيق هرمز.