العدد 3515 Friday 08, November 2019
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
على خُطى صاحب السمو ترحيب نيابي بموافقة الحكومة على البدل الداخلي للقسائم العراق .. دماء المتظاهرين تواصل النزيف إيفانكا ترامب تزور المغرب دعما لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة الملكة إليزابيث سترتدي الفراء الصناعي في إطلالاتها الجديدة وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكي الأمير عزى رئيس بوركينا فاسو بضحايا الهجوم على حافلات عمال الخالد بحث ووزيرة خارجية جنوب السودان المستجدات الإقليمية والدولية سفيرنا بأستراليا: نتبادل المعلومات الاستخباراتية بخصوص الإرهاب بشكل مستمر الإنكليزي باريت يتربع على عرش دورة الكويت الدولية المفتوحة للبولينغ الشباب يهزم التضامن رغم النقص العددي الرشيدي يتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو السعودية: الملك سلمان يستقبل مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية الأردن: تعيين 11 وزيراً جديداً في حكومة الرزاز العراق: محتجون يغلقون ميناء أم قصر بعد ساعات من استئناف عمله الكويت تعدل اتفاقيتها مع سويسرا تجنباً لـ «الازدواج الضريبي» الهارون: تقدم الكويت في مؤشر «سهولة الأعمال» إنجاز للاقتصاد الوطني ومؤسساته مؤشرات البورصة ترتفع.. و«العام» يصعد 17.6 نقطة ميثم بدر : «درس» تمثل الكويت في مهرجان الأردن المسرحي دار الآثار الإسلامية تفتتح معرض «الفن في حضارة بلاد المسلمين» نجوم الغناء العربي يتألقون في حفل «ليلة سهم» بموسم الرياض

الأولى

على خُطى صاحب السمو

د. بركات عوض الهديبان
 
 
   يكاد أهل الكويت يجمعون على أن قضية غير محددي الجنسية ليست وليدة اليوم ، فقد عرفتها البلاد منذ عقود طويلة ، وظلت تشكل أرقا شديدا لها ، وتمثل تشويها لدولة عرفها العالم كله على أنها "واحة الديمقراطية" في الخليج ، بل وفي المنطقة العربية كلها ، فضلا عن تتويجها أخيرا مركزا للعمل الإنساني ، وتتويج أميرها "قائدا للعمل الإنساني" . 
وقد كان بإمكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، أن يغض الطرف عن تلك القضية ، وأن ينأى بنفسه عن مشكلة هي – كما وصفها بحق في ندوته الجماهيرية الأخيرة -  "ليست مغرية لأي سياسي، لأنه سيضع يده في عش الدبابير" ، ويريح نفسه من "سوء الفهم" الذي سيتعرض له ، والهجوم الذي سيتلقاه بناء على سوء الفهم هذا . لكن الغانم ليس من ذلك النوع من السياسيين الذي يفضل الهروب من المواجهة، بل على العكس فإنه آثر المواجهة ، وقبل بأن يكون "في وجه المدفع" ، كما يقولون" ، وأن "يتحمل الطق" نيابة عن زملائه النواب ، – بحسب تعبيره هو – في الندوة المشار إليها .
والمؤكد أن الكويت شأنها شأن أي دولة بحاجة إلى سياسيين شجعان ، وفي الوقت نفسه يجمعون إلى الشجاعة والحكمة والصبر وطول البال . ويعرفون أنه كما كان يقول علماؤنا الأسلاف فإن من يتصدى للعمل العام "يتصدق ببعض عرضه" ، وأن أحدا لم يسلم من الأذى ، مهما صدقت نيته ، وحسنت غايته . وعلينا أن نسأل أنفسنا : ما البديل للتحرك الأخير الذي قاده الغانم ، من أجل معالجة قضية البدون ؟ هل البديل هو تركها عالقة هكذا دون حل ، كما تركتها كل المجالس السابقة ؟ ومن المستفيد من هذا الوضع ؟! 
طبيعي أنه لن يستفيد منه إلا أولئك الذين تولوا كبر الهجوم على الغانم ، لأنهم يتعيشون على قضية البدون ، ويستشعرون خطرا كبيرا عليهم من حلها . لكن ذلك لا يمكن أن يوهن من عزم قطب سياسي وبرلماني كبير ، وقف موقف الرجال في المحافل الدولية ، مدافعا عن قضايا العرب والمسلمين ، ومتصديا لممثلي دولة الاحتلال الصهيوني ، إلى الحد الذي قام بطردهم في أحد اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي ، وهو ينافح عن قضية فلسطين وحقوق الشعب العربي الفلسطيني التي تنتهكها إسرائيل ، وتعجز قوى كبرى عن أن تتصدى لها .
وقد كان هذا مدخلا للكثير من المواطنين ، من أجل مطالبة الغانم بالبحث عن حل لمشكلة البدون ، من منطلق أنه وهو الذي يتصدى لتحديات بهذا الحجم وتلك الخطورة في المحافل الدولية ، قادر على أن يسهم بنصيب كبير في معالجة قضية البدون ، وأنه إذا لم يبادر هو بتحمل هذه المسؤولية ، فلن يفعلها سواه . وقبل الرجل بأن يقوم بهذا العبء الكبير ، ولم يغب عنه بالطبع أنه سيتعرض لما تعرض له . ولو أن الأمر وقف عند حدود النقد الإيجابي والبناء لمبادرته ، لكان ذلك مفهوما ومقبولا ، بل ومطلوبا بشدة ، فتلك هي قواعد الديمقراطية . وقد كان الرئيس الغانم نفسه سباقا إلى دعوة الجميع لمناقشة الاقتراح بقانون الذي قدمه إلى المجلس ، وتفنيده وبيان إيجابياته وسلبياته . وإذا حدث ذلك فهو خدمة للقانون المقترح ، وليس إساءة له أو غضا من قيمته. ويعلم الجميع أن هذا المقترح لن يصبح قانونا إلا إذا مر بمراحل متدرجة لمناقشته في اللجان المتخصصة ، واقتراح تعديله بالحذف أو الإضافة ، قبل أن يحال إلى المجلس ليأخذ مساره الطبيعي والمعتاد في مناقشة لا مصادرة فيها على رأي أحد ، ولا إجبار لأي نائب على أن يقر القانون أو يرفضه . ومعلوم أيضا أن الغانم ألح في الدعوة إلى مناقشة الاقتراح في جمعيات النفع العام ومنظمات المجتمع المدني ، فضلا بالطبع عن التحاور بشأنه في دواوين الكويت .
الهدف إذن هو إنصاف فئة من المقيمين على أرض الكويت ، هي بحاجة ماسة إلى من يمد يده لإنصافها ، فيتم تجنيس من يستحق الجنسية وتنطبق عليه شروطها ، ومنح كامل الحقوق المدنية والإنسانية لمن لا تتوافر فيه تلك الشروط . والهدف من جهة أخرى هو إنصاف الكويت ، وإزاحة ما علق بوجهها الإنساني الناصع من تشويه ، دون وجه حق . وهي أهداف لا يستطيع أن يتصدى لتحقيقها ، والقيام بعبء مسؤولياتها ، إلا رجال وطنيون مخلصون يستلهمون توجيهات أمير الإنسانية ، ويسيرون على خطى سموه ، وهو الذي يريد لهذه القضية أن تنتهي ، وأن يتم إنصاف فئة البدون ، ورفع أي غبن قد يكون طالهم في أي مرحلة من المراحل .. ويشهد الجميع أن سموه أيضا لا يبغي إلا الخير ، ليس فقط للكويت ، بل أيضا لأمتيه العربية والإسلامية ، وللإنسانية قاطبة .
 

 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق