
في إطار الجهود والمساعي الدبلوماسية التي يقودها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، من أجل تنقية الأجواء الخليجية، واستعادة اللحمة العربية ، واصل سموه هذه المساعي أمس ، عبر مشاورات أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، فضلا عن الرسالة التي بعث بها سموه ، إلى سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
فقد أجرى صاحب السمو امير البلاد أمس مباحثات رسمية ، مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين .
وأكد وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح ، ان المباحثات تناولت العلاقات الاخوية المتميزة ، التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة ، وتوسيع أطر التعاون بينهما ، وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك ، ودعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك ، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
من جهة أخرى قام مبعوث صاحب السمو أمير البلاد ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، بتسليم رسالة خطية من سموه ، إلى أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ، تضمنت العلاقات الأخوية الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين ، وسبل تعزيزها وتنميتها في شتى المجالات ، والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
تأتي هذه الرسالة عقب أيام قليلة من قيام الخالد بتسليم رسالتين إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة .
يذكر أن وسائل الإعلام العربية أولت اهتماما كبيرا ، بمضامين النطق السامي الذي افتتح به سمو أمير البلاد أمس الأول ، دور الانعقاد الرابع لمجلس الأمة ، خصوصا تحذيره من «خطورة الأوضاع الملتهبة التي تعصف حولنا ، والتي نستشعر أخطارها وخطورة تداعياتها وآثارها التي تهدد أمننا واستقرارنا ومستقبل أجيالنا» ، وتنبيه سموه إلى أنه «لم يعد مقبولا ولا محتملا ، استمرار خلاف نشب بين أشقائنا في دول مجلس التعاون ، أوهن قدراتنا وهدد إنجازاتنا ، الأمر الذي يستوجب على الفور السمو فوق خلافاتنا وتعزيز وحدتنا وصلابة موقفنا» .
وأوردت وسائل الإعلام العربية أيضا قول سمو الأمير إن «علينا على المستوى العربي أن نتجاوز خلافاتنا وأن نضع المصالح العليا لأمتنا فوق كل اعتبار ، وهي مسؤولية تاريخية سيحاسبنا عليها المولى عز وجل قبل حساب التاريخ» ، وتأكيده أن منطقتنا «تشهد ظروفا مصيرية عصيبة غير مسبوقة» وأنه يتابع «بكل القلق والألم ما يجري في عدد من الدول الشقيقة ، من مظاهر التصعيد وعدم الاستقرار» .