
عواصم - «وكالات» : فيما أكدت وزارة الدفاع التركية أمس أن قواتها الخاصة تواصل تقدمها بمنطقة شرقي نهر الفرات بسوريا في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها اسم «نبع السلام»،إزدادت ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والمنددة بالعملية،إذ أعلنت الجامعة عقد اجتماع طارئ لمجلسها على مستوى وزراء الخارجية العرب غداً السبت لبحث «العدوان التركي» على الأراضي السورية.
وذكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في بيان أن الاجتماع الطارئ جاء بناء على طلب مصر وتأييد عدة دول وبالتشاور مع رئيس مجلس الجامعة على المستوي الوزاري في دورته الحالية وزير خارجية العراق.
واوضح زكي أن «العدوان التركي على الأراضي السورية يمثل اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي».
ودان رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي «بأشد العبارات» الهجوم التركي على مناطق بشمال شرق سوريا مطالبا المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية واتخاذ خطوات عاجلة لوقفه.
وقال السلمي في بيان مساء أمس الأول إن «هذا العدوان يعد تعديا سافرا على سيادة واستقلال دولة عربية وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والأعراف الدولية وخرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وعلاقات حسن الجوار».
وحمل السلمي تركيا المسؤولية الكاملة «عن هذا العدوان وعواقبه الوخيمة والمتمثلة في زيادة المعاناة الإنسانية للمدنيين السوريين وتهجيرهم وتدهور الأوضاع في هذه المناطق وخلق موجة جديدة من اللاجئين وزيادة نشاط الجماعات الارهابية وتعطيل مسار العملية السياسية في سوريا».
من جانبها أكدت الكويت أن العمليات العسكرية التركية تعد تهديدا مباشرا للامن والاستقرار في المنطقة داعية الى الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.
وشددت على أن «العمليات العسكرية التركية شمال شرق سوريا تعد تهديدا مباشرا للامن والاستقرار في المنطقة وتصعيدا من شأنه ان يقوض فرص الحل السياسي الذي يسعى اليه المجتمع الدولي والذي حقق مؤخرا تقدما ملموسا بتوصل المبعوث الدولي الى تشكيل اللجنة الدستورية التي ستحدد مستقبل الشعب السوري».
ودعت الكويت جميع الاطراف إلى «الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري حتى لا تنزلق الاوضاع الى ما يضاعف المعاناة الانسانية لابناء الشعب السوري الشقيق وحتى يتحقق الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا وسلامتها ووحدة اراضيها».
ومثلها دانت السعودية العملية واصفة إياها بـ «العدوان» والتعدي السافر على وحدة واستقلال وسيادة الاراضي السورية.
كما دانت دول الامارات والبحرين ومصر والأردن الحملة العسكرية التركية «بأشد العبارات» مؤكدة مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن في «التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين».
ودعا برلمان إقليم كردستان العراق أمس تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية التي بدأتها ضد مناطق يسكنها أكراد بمنطقة شرقي الفرات شمال سوريا مشددا على ضرورة اللجوء الى الحوار لحل المشاكل بين الجانبين.
وقالت الهيئة الرئاسية للبرلمان في بيان ان «الحملة العسكرية التركية جاءت في وقت لم تنته فيه الحرب ضد الإرهاب ومازال المواطنون في تلك المناطق يعيشون الكثير من المشاكل وعدم الاستقرار».
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تمنح تركيا «الضوء الأخضر» لشن عملية عسكرية في شمال سوريا وذلك في وقت كشف نائبان بالكونغرس عن اتفاق بشأن فرض عقوبات جديدة على انقرة على خلفية تحركاتها الأخيرة بسوريا.
ونقلت شبكة «بي.بي.إس» التلفزيونية الأمريكية عن بومبيو القول إن «الولايات المتحدة لم تمنح تركيا الضوء الأخضر.. هذا أمر خطأ تماما».
وأشار إلى اتصال سابق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قائلا «أصبح من الواضح جدا أن هناك جنودا أمريكيين سيواجهون خطرا.. واتخذ الرئيس قرارا بوضعهم في مكان خارج نطاق الأذى وهذا ما فعلناه».
وأكد «سنعمل على التأكد من أن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لن تكون له خلافة تمتد عبر رقعة واسعة من الأراضي بسوريا والعراق».
وعلى الصعيد الأوروبي دعا الاتحاد الأوروبي تركيا لوقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا قائلا في بيان أصدرته الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ان « تجدد القتال في شمال شرق سوريا سيقوض استقرار المنطقة يؤدي لزيادة معاناة المدنيين وتفاقم أعداد النازحين».
وشددت موغيريني على ضرورة التعامل مع المخاوف الأمنية التركية لكن من خلال الأدوات السياسية والدبلوماسية وليس القوة العسكرية مضيفة أن العملية العسكرية التركية ستجعل آفاق العلمية السياسية في سوريا التي تقودها الأمم المتحدة أكثر صعوبة».
كما حذرت من أن تلك العملية الأحادية تهدد النجاح الذي حققه التحالف الدولي ومن بينهم تركيا في هزيمة «داعش».
ورات موغيريني انه من غير المرجح أن تلبي «المنطقة الآمنة» التي تعتزم تركيا انشاءها في عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا المعايير الدولية لعودة اللاجئين.
من جانبه دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا إلى التحلي بضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سوريا.
وقال يونكر أمام البرلمان الأوروبي «أدعو تركيا وكذلك الجهات الفاعلة الأخرى إلى التحلي بضبط النفس ووقف العمليات الجارية بالفعل» مشيرا الى أنه رغم مخاوف تركيا الأمنية على حدودها مع سوريا فإن «هذا العمل العسكري لا يؤدي إلى نتائج جيدة».
كما عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي «ناتو» ينس شتولتنبرغ خلال زيارة رسمية الى ايطاليا عن قلقه من تداعيات الهجوم العسكري التركي.
وقال شتولتنبرغ ان السلطات التركية «ابلغت «ناتو» بعملياتها في شمال شرق سوريا» مشددا على أهمية تجنب الاعمال التي «تزعزع استقرار المنطقة وتزيد من التوتر وتتسبب في مزيد من المعاناة الانسانية».
ودانت كل من إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي تحت عنوان «نبع السلام» في منطقة شرقي الفرات شمالي سوريا.
ومن موسكو دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيادة التركية الى اجراء «حسابات دقيقة» على خلفية عملياتها العسكرية في شمالي سوريا.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان ان بوتين دعا خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الى اجراء حسابات دقيقة للوضع هناك للحؤول دون الحاق الضرر بالجهود المشتركة الرامية الى تسوية النزاع في سوريا.